فلتكر المسبحة و لتسقط الأنظمة

فؤاد الدين المقدسي

فلتكر المسبحة و لتسقط الأنظمة

إطلالة المشرف على ثورات الأمة ...

فؤاد الدين المقدسي - بلاد الشام

http://quryshe.blogspot.com/

قال الله تعالى : { إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

سبحان من أسقط الخوف من القلوب ، ودبّ حميّة التقوى في الصدور ، والهب حناجر الطواغيت فأصبحت تخشى الأمة بعدما اذاقوها العذاب وعلقوا شبابها على المشانق و تركوها للذئاب ... فها هم يخافوننا و لا نخافهم ويلعنوننا و نلعنهم ، فالله سبحانه أحقُّ أن يخشى ... فها هم جلاوزتهم يقولون: إنّ الحكام قد جمعوا لكم فعودوا إلى أوكاركم ولا تناطحوهم العداء ، فتجيبهم الأمة : حسبنا الله ونعم الوكيل ، الله مولانا و لا مولى لكم .

أيها الإخو ة الاكارم :

في ظل هذه الثورات والانتفاضات التي اشتعلت في تونس ومرّت بمصر و تعثر تسارعها في ليبيا و اليمن وتضاربت أنباءها في سوريا ... في ظلها يُشْتَّمُ أريجُ النصرة و يلمع في السماء مؤشرها النابض بالخلاص من الحكام الطواغيت . فمنْ كان منّا يظن أن أبناء الأمة سيبقون على الخوف يعيشون وعلى الضيم يسكتون و على الظلم مصطبرون و عن المطالبة بتحكيم الشريعة ساهون لاهون ... هل ظننا أردانا وأذهب ما عليه عقولنا التبست و نفوسنا به تحصنت ؟؟؟.

فعلام تحاول الأنظمة ( دولية كانت أو اقليمية ) أنْ تركب موجة هذه الثورة ،و تحد من صلاحيتها ، ألا تدري أن الكرة في ملعب الأمة و الأمة فحسب ، فأمريكا تركب الموجة لا لإثنائها بل لتحد فاعليتها ،،، تركبها لتضاهينا بعنجهيتها وتسلطها ،،، تركبها لتفرض علينا كرها و زورا بأنها الرجل الأول والممثل الأوحد لأفكار الأمم و الشعوب .

لكنْ ، هيهات هيهات لما يظنون ... فالأمة تقترب من آمالها لولا حفنة من المأجورين والسلطويين و سدنة هيكل إبليس اللعين و قليلٍ من المفكرين المخادعين الذين لا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون .

في ظل هذه الثورات تدرك الأمة حجم الزبانية الظلمة ... " كلاب النار " الذين ما فتئوا على أن ينكسوا علم الشريعة الذي أضحى يقُضُّ مضاجعهم ويزكم أنفاسهم النتنة .... فتراهم يتقاتلون معنا ليكسبوا عامل الزمن ... فهم يدركون أنهم منتهون لكنه الوقت ... ، فهم يعيشون اليوم بين فكيْ متى و أين ؟!. لذلك ، ظهرت شراستهم و تعالت صيحاتهم عندما بدؤوا يفقدون زبانيتهم و حراس كراسيّهم و جبهاتهم الأمامية والهاتفين يعيش يعيش يعيش ...

في خضم هذا كله أقول :

لقد لوحظ وبشكل لافت للنظر الفوضى التي عاشها الناس بعد الثورة في تونس و مصر وعلَّةُ ذلك أنّ ما يسمى ( كبراء الأمة و النخبة منها ) ما زال بعضهم في ضلال مقيت و البعض الآخر يؤمن بمبدا السلامة مغيبا سلامة المبدأ ...

ولوحظ أيضاً : تغطرس قيادات جيوش الأمة عن استلام القيادة بحقها حتى فتحت المجال واسعاً أمام أفاعي القوات الدولية لتنهش و تنهب حتى وُضعوا في برنامج الأمة نحو إسقاطهم ...

وليس غريبا أن نلاحظ تلك الضبابية الإعلامية المفرطة القائمة على إثبات منهج دون آخر واستضافة أشخاص ما سمعنا عنهم في الملة الأولى و الآخرة ...

ختاما ، حقيق عليّ أن أقف معكم و قفة صحيحة أصلها ثابت و فرعها في السماء ، فالأمة و نحن منها علينا أن نفهم ما يلي :

أولاً : الظالم و تغطرسه ما هي إلا مسألة وقت ، فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} » (رواه البخاري ومسلم).

ثانياًُ: دلالة بقاء الأمة في عرين صحتها يكمن في أخذها بقطبي الدين في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )) رواه الترمذي وحسنه .

ثالثاً : ينقص أبناء الأمة ( شبابها الاشاوس ) نحو سعيهم للتغيير إلى الفكرة الصحيحة و الطريقة المستقيمة ( أحكام الإسلام ومعالجاته ) ، فلا تكفي الحماسة فقد عايشنا جميعاً نقصان التوجه السليم نحو الهدف القويم ، فأزلام الغرب ما زالوا ... وها هم بدمائنا صالوا و جالوا حتى يُخرجوا عميلهم الجديد بزي رتبة العقيد .

رابعاً : لا بُدّ أن نبشر الأمة أن تكون على اطمئنان ، فالنصر قادم و المستقبل لهذا الدين ، فالخلافة كائنة ومنزلها عظيم وأنصارها كثر ، فدين الله ليس بالأغلبية ، لكنها أزمة تحمل أجنّة انفراجها ، حتى غدا النصر قاب قوسين أو أدنى – بإذن الله تعالى - .

خامسا و أخيراً : أنصار دعوة الخلافة تقوى شوكتهم ، فالدعوة التي تلهج بها ألسنتهم منذ عقود من الزمان مبثوثة موجودة أثرها واضح ودليلها راجح، فما ذُكر في اليمن من قبل الشيخ الدكتور الزنداني في وسط مليء بحناجر الناس المكبرة كلما ذكرت الخلافة ، وخطيب الجمعة – جمعة سقوط مبارك - في مسجد النور الدكتور عمر عبد العزيز يذكّر الأمة بموضوع الخلافة ...كلُّ هذا و وذاك و غيرهما في حيّز التأكيد على أنّ الخلافة حاضرة في كافة اوساط الأمة و كبرائها ، فضلاً عن أوكار الأنظمة و مخابراتها ومراكز إعلامها . وبهذا استطاع دعاة الخلافة ، أن يسيروا في حس حركي و منهج سلمي قلّ نظيره نحو رؤية شرعية و نظرة سياسية ثاقبة ، مستبصرة بالحقائق الآتية مطمئنة لما في كنهها من المعاني الساطعة ، تلكم الحقائق هي :

1. وعد الله تعالى بالاستخلاف لهذه الأمة ، فمن الأصل المعلوم التمسك بالعموم ، فقد قال الله سبحانه في سورة النور : ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) .

2. قوله – صلى الله عليه وسلم – مبشراً الأمة ومخبراً لها عن تقلّب حالها حتى يستوي سوقها في ظل خلافة على منهاج النبوة .

3. حزب صادق مخلص يصل ليله بنهاره من أجل إقامة الخلافة التي ضاق صدر بعض المنتفعين إعلامياً عن سماع شعارها في تونس والقائل : لا وطنية لا ديمقراطية ، بل خلافة إسلامية .

4. دول تسمى كبرى تتهاوى وتتساقط ، فتهوي بها الريح في وادٍ سحيق لتخطفها طائر العقاب قريبا باذن الله تعالى ، وما ذلك على الله بعزيز ، فنصرك و فرجك يا رب علينا والحمد لله رب العالمين.