مواقف لابد من التذكير فيها لأهلنا في سورية

مواقف لابد من التذكير فيها لأهلنا في سورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

دخلت ثورتنا شهرها الثالث وسقط فيها الكثير من ثمراتنا واعزاءنا وأمهاتنا وبناتنا ونحسبهم شهداء إن شاء الله عند رب كريم ورحيم .

وفي نفس الوقت الكثيرون مهددون بالموت والتقطيع والقتل وكل الشعب السوري متهم وعند هذه العصابات الإجرامية  , وكما نفذت الجريمة في اتهام الشعب بقطع الرؤوس فلن تكون هذه العملية إلا بداية للقتل ومن ثم القتل والتقطيع واشتغال الجزارين من عصابات الإجرام والمتمثلة ببشار وعصاباته المنتشرة في كل مكان

وهذا يذكرنا بموقف أحداث الثمانينات والذي شهدت فيه سورية أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ البشري بحق الشعب السوري عندما اتهم كل شخص لاينتمي للنظام فهو من الإخوان المسلمين وكانت نفس التمثيليات وصدقها للأسف الكثيرون وكانت النتيجة حكم طاغي وراثي من جمهوري لملكي بالفعل وجمهوري بالإسم , ومن دولة ذات أسس جمهورية وقوانين وأنظمة دستورية ومؤسسات إلى دولة مقسمة بين رؤساء وأسر عصابات مرتبطة جميعها بشخص مايسمى الرئيس , وقد ظهرت الحقيقة جلية أمام الجميع

الساكتون والجالسون والمنتظرون , والتاركون من عندهم النخوة من الشعب السوري يتضورون جوعا وتسفك دماؤهم وتنتهك حرماتهم وكأن الذي يحدث له هذه الأمور لايعنيهم , أو إنهم يعيشون في مناطق نائية من العالم , والمصيبة الأكبر في ذلك منتظرون نفس المصير , وقد ذاقوها من قبل

السؤال هنا ياأهلنا في حلب 

مالذي سيقدمه لكم نظام العصابات المجرمة هذه من خير؟

إن عدم مشاركتكم في مساندة إخوانكم من باقي المحافظات والتي دماء أبنائها تجري في الشوارع والأزقة , لن ينجيكم هذا المعروف الكبير والذي قدمتموه لهؤلاء القتلة لسببين:

أولا: الذي تخلى عن أهله مراضاة لقاتل لن يثق هذا القاتل في الذي تخلى عن أهله وسيكون عنده عبداً ذليلاً وتابعاً حقيراً وإن بدر منه ولو طرفة عين أو تعبير بسيط عن سخط ما فسيكون مصيره الهلاك

ثانياً : تعرفون أن هذه العصابات المجرمة لاتثق بأهل حلب لامن قريب ولا من بعيد , وسيعتبرون هذا الدعم لهم ماهو إلا خوفاً منهم وجبنا , والجبان ليس له قيمة في الميزان

ثالثاً: إن فشلت الثورة لاسمح الله وهي لن تفشل بإذن , فإن فشل الثورة سيكون من أسبابه المباشرة وغير المباشرة هم أهل محافظة حلب وليس إجرام الحاكم وزمرته وقواه الأمنية

رابعاً: أرجو ان تعوا هذه الحقائق قبل فوات الأوان , وكذلك المترددين من الشعب السوري , وأخص بالذكر الأحزاب الكردية في سورية

هذه الأحزاب والتي خانت شعبها الكردي بشكل خاص قبل الشعب السوري بشكل عام , وكم يحز بقلبي موقف بعض شخصياتها عندما خرجوا ببيانات للشعب الكردي قبل يوم واحد من جمعة الغضب ليقولوا لهم نحن ليس لنا مصلحة في الحراك وما يدرينا النظام القادم سيكون أفضل من النظام الحالي

ولكن ألف تحية للشباب الكردي الثائر وأخص بالذكر أهلنا في عامودا بشكل خاص وباقي الشباب بشكل عام والذين خرجوا عن السكون وقالوا نحن سورية منها وفيها ولها وبكل أنواعها ليكونوا الداعم الحقيقي لإخوانهم الثوار

من المواقف القديمة الجديدة الدعوة للحوار وخطة عمل لإنقاذ البلاد من شخصيات تدعي وطنيتها , هذه الدعوة هي في مصلحة هذه العصابات وهي التي كانت تدعوا إليها منذ أسابيع في إعطاء فرصة للإصلاحات

وأي حوار مع القتلة والمجرمين والذين لم يراعوا ولن يراعوا حرمة إلا وانتهكوها وسينتهكوها في المستقبل , وهنا لابد من الوقوف بحزم أمام هذه الدعوات واستمرار الزخم الشعبي ومهما بلغت التضحيات , فاطلب الموت توهب لك الحياة , ولا حياة في ظل هذه العصابات المجرمة بعد الآن والتي لاتضم في طياتها إلا أقذر أنواع وفصائل الحيوانات البشرية في العالم

الموقف الأهم والأعم والأشمل لابد من الثوار أن يفرضوا وجودهم على الأرض على المستوى الداخلي والخارجي فالقوة هي التي تفرض الإحترام وزخم المظاهرات هي التي ترعب هؤلاء المجرمون , لنصل لمكانة قوية نفاوض فيها على كلمتين لاغير (ترحل أو الإعدام) وهو شعارنا الوحيد سقوط العصابات المجرمة من بشار حتى الشبيحة

موقف سياسي لإعلان دمشق الدعوة لتشكيل مجلس وطني مؤقت من خلال عقد مؤتمر على وجه السرعة والذي يضم شخصيات تلاقي تقديراً كبيراً في أوساط المجتمع السوري حتى يكون هذا المجلس يمثل الجهة الناطقة باسم الثوار في الشارع السوري وفي نفس الوقت وجود البديل لتولي أمور البلاد بعد سقوط المجرمين فيها

واختياري لإعلان دمشق لأنه يمثل جميع فسيفساء المجتمع السوري بطوائفه وأعراقه وإثنياته وهو مايوافق شعارات الثورة (شعب واحد) ولا وجود لفتنة طائفية كما يسعى لها المجرمون في سورية