هامش الشك
ياسر أبو الريش
رغم مرور أيام على اغتيال بن لادن يشكك الكثيرون في مقتل زعيم القاعدة في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الأمريكي اوباما أن نشر صور جثته غير ضرورية لإثبات موته.
فرغم الضغوط عليه رفض أوباما نشر صور جثة بن لادن متعللا أنها يمكن أن تثير أعمال عنف وتسبب بعض المخاطر على الأمن القومي وتستخدم كوسيلة دعائية من جانب تنظيم القاعدة. إلا إن رئيس الاستخبارات المركزية ليون بانيتا حريص على نشر الصورة و حجته في ذلك هو كونها وسيلة لقطع شك أي شخص ما زال يعتقد أن بن لادن لم يقتل.
وبدورهم أشارا محللون أمريكيون أن المكاسب التي قد تجلبها عرض الصور تبقى ضئيلة مقابل الخسارة الفادحة فـالحد بين العدالة والفظاعة دقيق جدا ويمكن اختراقه بسهولة. مشيرين أنها على الأقل في الوقت الراهن تضع حدا ، للخلاف داخل البيت الأبيض والكونغرس.
في نفس الوقت عزا جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض المعلومات غير الصحيحة في بادئ الأمر عن ملابسات عملية مقتل بن لادن إلى ضباب الحرب.
وبموازاة ذلك يسعى مسؤولون أمريكيون إلى إنهاء الجدل والتشكك الذي أحاط بملابسات مقتل بن لادن وهو أعزل مؤكدين أنه قتل في معركة بالمجمع الذي كان يختبئ به في باكستان.
في هذا السياق يشير اريك هولدر وزير العدل الأمريكي أن رجال الكوماندوس الذين داهموا مخبأ بن لادن تصرفوا دفاعا عن النفس.مضيفا أنه يجوز قانونا استهداف مقاتل عدو في الميدان.حتى إذا حاول الاستسلام.
بالمقابل أشار هيلموت شميت المستشار الألماني السابق أن العملية انتهاك واضح للقانون الدولي. وتبنى نفس الرأي جيفري روبرتسون المحامي المدافع عن حقوق الإنسان مؤكدا أن هذا ليس عدلا. فالعدالة هي تقديم الشخص للمحكمة واثبات إدانته بالأدلة.إن ما حدث كان عملية اغتيال بدم بارد. فيما أشار خبير القانون الدولي خيرت جان نوبس أنه كان ينبغي اعتقال بن لادن إذا استسلم.
ويبقى التساؤل هو هل سيغير المشككون آراءهم إذا ما رأوا الصور؟ علما بأن الصور لرجل رأسه مهشم وغير محدد الملامح من جراء إصابة برصاصة في الرأس وهو ما يترك هامشا للشك في صحتها أيضا.