شعب سوريا، الجسد الواحد

حارثة مجاهد ديرانية

حارثة مجاهد ديرانية

[email protected]

من حيث لم يتوقع أحد أن يخرج صوت باعتراض صغير، من سوريا جمهورية الرعب التي عمل أهل السلطان فيها على خنق إنسانية من يعيشون في ظل سلطانهم حتى يذروهم أجساداً بلا أرواح -وما نجحوا-، من ذلك الجو المرعب الخانق انفجرت انتفاضة أبية أذهل الدنيا أصحابُها بشجاعتهم وتعاطفهم تعاطف الجسد الواحد، حتى خرجوا وهم يهتفون ذلك الهتاف الذي لن ينساه لهم التاريخ: "بالروح، بالدم، نفديك يا درعا! يا حمص! يا بانياس!"[1]، يا له من هتاف! يهز أوتارَ قلوب من عندهم ذرة من إنسانية كما تهزُّ أوتارَ آلته أصابعُ الموسيقي العبقري الفنان. إن ناساً هذا هتافهم وهذا عطف بعضهم على بعض لن يهزمهم عدوهم بإذن الله.

ونحن اليوم مشفقون عليكم يا أهل سوريا، وغداً نحسدكم يوم تقطفون ثمار جهادكم فتحصلون على الحرية بعدما دفعتم ثمنها أغلى ما تملكون، وما أجمل طعم الحرية حين تكون مكافأة المشقة والكفاح!

اثبتوا أهل سوريا، فإن الله لا يخذل قوماً يصنعون ما تصنعون!

                

[1] ومن أقاربه: "الشعب السوري واحد، واحد واحد واحد"، و: "إيد وحدة إيد وحدة، إيد وحدة إيد وحدة".