رسالتان ارسلاهما والدا اثنين من شهداء مجزرة اشرف

رسالتان ارسلاهما

والدا اثنين من شهداء مجزرة اشرف

في يوم 8 نيسان 2011

الرسالة الاولى تتعلق ب الاخ رضا هفت برادران و هي بشـأن ابنته المجاهدة الشهيدة صبا هفت برادران :

هذا نص الرسالة:

الضابط العراقي المدعو الرائد ياسر وقال لي : من أجل انقاذ حياة «صبا» اترك المقاومة سأوفر أفضل الامكانيات حاليا لعلاجها ثم أرسلك أنت واياها الى أرقى البلدان مثل فرنسا أو أي مكان آخر تريد... ولكن ردنا قد أكده الامام الحسين قبلنا حيث قال «هيهات منا الذلة» 

 اني رضا والد «صبا». أود أن يقرأ هذه الرسالة جميع المؤسسات والافراد المعنيون بحقوق الانسان ليقولوا ما هي حصة «صبا» من حقوق البشر أو حقوق الانسان؟

يوم السبت 9 نيسان 2011 وحوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً وبينما كان في المستشفى جنديان يراقبانني مثل سجين وأنا أبحث عن قنينة دم من هنا وهناك لانقاذ حياة «صبا» جائني الجندي الثالث وقال لي «توفيت ابنتك».

هرعت الى قسم «العناية الخاصة» في المستشفى ببغداد فوجدت أن لون صبا قد ابيض وجميع علائم الحياة قد غابت عنها وطارت دون رجعة وهذه كانت نهاية محاولة استغرقت 14 ساعة.

ومنذ اللحظة التي اصيبت «صبا» خلال الهجوم الوحشي لقوات المالكي على مخيم اللاجئين العزل في أشرف في القسم العلوي لرجلها وانقطع الوريد وانكسر العظم الرئيسي، فاني بذلت كل جهدي لاثارة ذرة من الاحساس الانساني لدى سفاحي المالكي الذين ينتحلون مهنة الطبيب والحماية وكلفهم المالكي علينا على أمل أن تبقى «صبا» حية ولكنني سرعان ما أحسست أنهم أسسوا نفقاً جهنمياً لقتل كل من لم يستطيعوا أن يقتلوه في الميدان ولكن بالشكل البطئ ووضع نقطة نهاية في عمره.

من مستشفى ما يسمى بالعراق الجديد في أشرف الى الشارع الرئيسي الذي يؤدي الى بعقوبة تقترب المسافة الى حوالي كيلومترين، تم ايقافنا خلاله سبع مرات وفي آخر نقطة تفتيش قلت للرائد العراقي الذي أوقفنا دون مبرر وأراد أن يعيد الأفراد المرافقين للجرحى الى أشرف وبلغة التذكير ان حالة «صبا» حرجة وينبغي فتح الطريق للحركة بسرعة فهمس عند رفيقه قائلا: ما أحسن ذلك اننا نريد أن يموتوا كلهم. وبعد ساعتين وصلنا الى الشارع الرئيسي وهذا كان أول نقطة لقتل الوقت. ثم أخذونا الى مستشفى بعقوبة بينما كان الدكتور عمر خالد رئيس المستشفى الواقع في أشرف يعرف أن العملية الجراحية التي تحتاجها «صبا» تجري في بغداد فقط، لذلك ارسالنا الى بعقوبة كانت المحطة الثانية لسناريو قتل الوقت وعندما أكد الأطباء في بعقوبة يجب نقل «صبا» فورا الى بغداد، فهذه الكلمة تلقفها جلادو المالكي ليجعلوها ذريعة لخلق مشهد آخر من القسوة حيث جاءنا الضابط العراقي المدعو الرائد ياسر وقال لي : من أجل انقاذ حياة «صبا» اترك المقاومة سأوفر أفضل الامكانيات حاليا لعلاجها ثم أرسلك أنت واياها الى أرقى البلدان مثل فرنسا أو أي مكان آخر تريد.

تذكرت في الفور سجن ايفين وعمليات الاستجواب في عام 1981 وكانت «صبا» أيضا ذات معرفة منذ طفولتها بجدران وأجواء السجن وأصوات المعذبين حيث كانت تصحو وتنام على صرخات التعذيب. وأخيراً وبعد مضي عهد الطفولة في العذاب والمعاناة خرجنا من ايران وجئنا الى أشرف ثم وبعد مدة أرسلنا «صبا» وشقيقتها الى ألمانيا حيث كانت جميع امكانيات الدراسة والعيش الرغد متوفرة لها الا أنه على ما يبدو فان صوت التعذيب كان يصطحبها على مدى سنوات عمرها حيث تحول فيما بعد الى صوت لتعذيب جميع أبناء الشعب الايراني على أيدي نظام ولاية الفقيه وهذا ما دفع «صبا» الى التحرك والجهاد من أجل تخليص البلاد.

وأخيراً انتخبت «صبا» أشرف للبقاء حيث أخذ عشاق درب تحرير ايران ملجأ لهم والآن «صبا» المصابة بالرصاص وبعد ما لعبوا بنا لمدة نصف يوم للعلاج من أشرف الي بعقوبة وبينما كانت تذوب أمام أعيني مثل الشموع اثر نزف الدم الباطني واجهنا نحن الاثنان مرة أخرى أمام اختبار آخر.

ولكن ردنا قد أكده الامام الحسين قبلنا حيث قال «هيهات منا الذلة» لذلك قلنا للضابط العراقي اننا في العراق لا نتوقع امكانيات أكثر مما يتمتع به العراقيون ومن الأفضل لك أن تستخدم تلك الامكانيات الخاصة لنفسك وأن توصلني بسرعة الي بغداد فقط وهذا الرد كان كافياً ليتابع العدو قتل «صبا» بطريقة القتل ببطء على شكل قتل المزيد من الوقت بحيث وبعد قرابة 14 ساعة من نزف الدم الباطني دخلت «صبا» غرفة العمليات الجراحية في الساعة التاسعة ليلاً وبينما لم يسمح لي بالتحرك وطلبوا مني أن أعد لها الدم ونتيجة هذا النفق للتعذيب لم تكن الا استشهاد «صبا» وستبقى معاناتها وجرحها علي وجهها وهي في حالة الغيبيوبة تتنفس بصعوبة لساعات طويلة ماثلة في ذاكرتي.

الجناة لم يسلموا حتى جثتها لي كونهم يريدون استخدامها كورقة أخرى لممارسة التعذيب بحقي وبحق شقيقتها.

وهل سمع أحد صوت «صبا»؟ أين حصة «صبا» من حقوق الانسان وحقوق البشر؟ و كيف حصة أخوات واخوة «صبا» في أشرف؟ يا ترى هل هناك خلف عبارات مثل «اتفاقية جنيف الرابعة» و «حقوق اللاجئين» و «مبدأ آرتوبي» و «حقوق الانسان» ضمائر حية حتى تسأل لماذا؟ لماذا يسفك المالكي و بأمر من نظام الملالي الحاكمين في ايران دماء المجاهدين ولم ينبس أحد بكلمة؟ألم تسمعوا صوت «صبا»؟ انها قالت في آخر رسالتها اننا نقف حتى آخر اللحظات من عمرنا ونتحدى حتى آخر أنفاسنا.

«صبا»: نقف حتى آخر اللحظات من عمرنا ونتحدى حتى آخر أنفاسنا.

نعم اننا نفتح طريقنا بالاصرار والتمسك بمبادئنا، ولكن ماذا أنتم فاعلون..؟

رضا هفت برادران (والد صبا)

و الرسالة الثانية تتعلق ب علي حاجي لوئي والد الشهيد مسعود حاجي لوئي في ايران:

و هذا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

كل يوم عاشورا، وكل ارض كربلاء

إني على حاجي لوئي والد الشهيد المظلوم مسعود حاجي لوئي أرى من المصلحة وتأسياً بالإمام المظلوم والشهيد بكربلاء سيدنا الحسين ”ع” أن أخاطب شعبي والعالم .

1-أستهل كلامي خطاباً لعلماء قم المقدسة والنجف الأشرف والعلماء المسيحيين وأقول لهم إن نجلي استشهد بواسطة الحكومة العراقية التي وصلت إلى السلطة قسراً وزوراً وشِركاً.

2-وكلامي الثاني أوجهه إلى العالم المتحضر والمتمتع بالسلطات القضائية لاستدعاء قاتل ابني وفلذة كبدي وإحالته إلى المحكمة للمثول أمام العدالة علماً بأن هذا القاتل المجرم هو ضابط برتبة ملازم ومعروف . 

3-أدعو الجميع الذين لهم ذرة من الإنسانية والشرف والضمير الحي ، مسلماً كان أو غير مسلم، بمد يد العون بمقاضاة من يرتكب الجرائم بحق المجاهدين والمعارضين في مدينة أشرف أو السجون الإيرانية ، إذ فإن ذنبهم الوحيد من وجهة نظر المجرمين هو لأنهم لم يتخذوا من الدين متجرا للسياسة والرئاسة والجاه والمنصب والمال والسلطة . 

4-وأما كلامي الأخير والموجه إلى الحكومة الأميركية والبرلمان الأوربي وفخامة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة فأود أن أحيط فخامتك علماً بأنني لم أحصل على أي شيء عبر الحكومتين الإيرانية والعراقية إلا دموعي ودموع زوجتي ودم ابني والله على ما أقول شهيد.

إنني كنت شرطياً وبعد ما تحملت عناء السجن لمدة عامين وتم إقالتي من منصبي دون أي تعويض من قبل مركز الشرطة في عام 1985 رغم 13عاماً الخدمة في مركز الشرطة فكبّرت أطفالي في أسوأ الظروف المعيشية والآن أتلقى خبر قتل ابني بدون أي مبرر..

هذا ما جرى علي من الحيف والظلم.

فخامة الأمين العام ؛

إن ما عرضت لفخامتك ليس مجرد كلامي فحسب وإنما كلام جميع من له قرح من هاتين الحكومتين . فلا يجوز أن تسمحوا بتكرار الكارثة وقتل الأبرياء في أشرف واعلموا أن التاريخ لا يرحم وله لسان ناطق بالحق ويذكر الصمت أمام هذا المدى من انعدام الأمن وعدم وجود ضمير حي حيال هذا الوضع عاجلا أم آجلا.

وفي الختام أتمنى نشر هذه الرسالة في وسائل الإعلام العالمية رغم ابتعاد المجتمع البشري كل البعد عن الدين والإنسانية.