الوصول لمفترق طرق, نكون أو لا نكون

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد أن كسر الشباب حاجز الخوف والرعب في المدن السورية , وكان هذا هو الزلزال الذي ضرب كيان النظام العائلي الاستبدادي في سورية

رد النظام  بقوة على مركز الزلزال في درعا واتبع سياسة البطش , وذهب لأجلها الكثير محملين برايات الشهادة ومعهم نور الحرية للشعب السوري لكي يخرجوا من ظلامهم الطويل , ولحق فيهم شهداء وشهيدات من أمكنة اخرى في الوطن العزيز , ونقول لهم يامن هم أحياء عند ربهم يرزقون بإذن الله تعالى لن يطفأ النور الذي أشعلتموه لنا لنرى ماحولنا ونعرف ماكنا فيه وسيعم النور على الوطن أجمع في القريب إن شاء الله تعالى

صحوة الشباب وخروجهم ضد هذا النظام العفن , والدماء الزكية التي أزهقها النظام, الآن ومن قبل طيلة حكمهم الخبيث , جعلنا الآن نقف على مفترق من الطرق وهذه الطرق هي :

الطريق الأول :

وعود النظام بالإصلاح والركون لكلامه والسير في طريقه

قد تنطلي على الكثير هذه الشعارات , ووجدنا من يناصرها من قيادات اجتماعية وسياسية ودينية

ومن هذه الشعارات رفع قانون الأحكام العرفية  , أو مايسمى بقانون الطواريء

بقاء هذا القانون أو إلغاؤه لن يغير شيئاً من الواقع , لأن النظام المسيطر على مقاليد الحكم هو نظام عائلي بحت , المقاليد العسكرية والأمنية , والسياسية والإقتصادية , ومعروف للجميع أن القيادات والعناصر المذلة للشعب لاتعترف بأي قانون , وقانونها قانون السيطرة والمنفعة والإجرام , ولا يمكن لأي قانون في سورية محاسبة ماهر الأسد على سبيل المثال , ولا بيت مخلوف وكل من ينتمي للعائلة بصلات من القربى , فالنظام الحالي الأسري يسيطر على المقدرات السورية بتفاصيلها السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية , والشعب يريد كل هذه الإصلاحات , فلو فقد النظام السلطة الإقتصادية , سينعكس ذلك على سلطته الأمنية برفع قانون الطواريء , وينعكس على سلطته السياسية والداعمة له المتمثلة بسيطرة الحزب القائد من تعدد الأحزاب , وبفقدانه هذه المقومات سيفقد وجوده لشعبيته المتدنية في المجتمع السوري , وهذه الشعبية لولا السلطة القمعية وسيطرة الحزب الواحد لكان دور عناصر النظام هذا لاوجود له على الساحة السورية , فهو سيقدم بعض التنازلات حتى تمر العاصفة وسيعود لطبيعته القمعية والاستبدادية أكثر من ذي قبل

الطريق الثاني :

المفاوضات , قد يلجأ النظام إن لم تنفعه الوعود بالاصلاحات لطريق الحوار مع شخصيات وأحزاب وتجمعات عرقية أو دينية , والذين يمتلكون نوعا من الرصيد على الساحة الشعبية السورية , والدخول في طريق مفاوضات مباشرة قد تشترك فيها دول عريية أو أجنبية اسلامية أو غير ذلك , وإن كنت تريد أن تميت قضية فتحاور فيها حتى يتعب الخصم ويمل , فتكون ربحت الوقت وعرفت تفاصيل كثيرة عن خصمك تحاربه فيها , والنتيجة مع هذا النظام ستكون على هذه الشاكلة فلن يحصل الشعب من ورائها إلا على القائد الأوحد والنظام الوراثي الحالي

الطريق الثالث

الطريق الذي شق عبر الظلام بنور و دم الشهداء

لقد انار لنا شهداؤنا وشهيداتنا الأبرار , ومن كان معهم ويناصرهم طريقا هو الطريق السليم , وهو الطريق الذي لابد من السير حتى نهايته للحصول هلى الحق والحرية والعدل في وطنن فقد كل هذه الأمور في ظل هذا النظام القابع فوق صدور الجميع منذ نصف قرن

فإن كنا نريد الخير لأنفسنا وأبناؤنا والأجيال القادمة , وليعم النور والسلام والعدل كل أرجاء الوطن والتخلص من العصابات والتي تتبع النظام الاستبدادي وسيادة القانون والفصل بين السلطات , والراحة الأبدية من المراسيم الجمهوري المتمثلة في كل السياسات بشخص الرئيس , والأموال التي تنهب من خزينة الدولة ومن المواطن من الحكم الأمني المسيطر على كل شيء حتى النفس وغرف النوم , وعشرات الألوف من الحرس الجمهوري والأمن والتي ليس لها لزوم في حال تداول السلطة وفصل السلطات , فلا يحتاج النظام عندها إلالأعداد قليلة تختص البروتوكولات وغيرها

هذه المليارات كلها تؤخذ من جيب المواطن بدلا من أن ينفقها على سبل البقاء على قيد الحياة تنفق على من لاعمل لهم إلا حماية النظام

فلن يلغي النظام السيطرة الأمنية ولن يلغي الحرس الجمهوري ولن يحاسب أركانه الفاسدين على جميع المستويات

ونحن نقول هذا هو طريقنا طريق الثورة حتى يسقط النظام فلا طريق أمامنا غيره , وليس لنا ثقة بالنظام ولا صلح ولا مفاوضات

فإن اختار شعبنا هذا الطريق فلن تقف قوة على الأرض تمنعه من تحقيق مطالبه والله معه وكل أحرار العالم معه فهو مؤيد حتما من السماء والأرض , وفيها تسقط دعوات النظام والمحذر من الفتنة ولكن الشعب السوري سيثبت للجميع أن النظام هو من يسعى للفتنة وأن الشعب السوري هو الدافن الحقيقي لها

وباختيار الشعب السوري لهذا الطريق يستطيع أن يثبت أنه موجود وكائن ثابت على مبدأه ومنتصر على أعداءه

والطريقان الأول والثاني أي منهما فالنتيجة مختصرة لانكون

ويوم الجمعة هي جمعة التحدي نكون أو لانكون؟؟؟؟؟؟؟؟