الاحتجاجات في العالم العربي ضرورة ملحة

الاحتجاجات في العالم العربي ضرورة ملحة ؟

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين  اعتبر خبراء شئون الشرق الاوسط بندوة دعا اليها البرلمان الالماني يوم الاربعاء من  6 نيسان / ابريل الحالي الاحتجاجات في اليمن وسوريا ضرورة ملحة لانهاء حكم الفرد والحزب الواحد والتغييرات السياسية التي جرت في مصر وتونس من خلال انتفاضة شعبي تلك الدولتين  انتصار كبير للشعوب التي تتطلع الى الحرية والحرب الدائرة في ليبيا حاليا بين نظام معمر القذافي والمطالبين بتغيير سياسي واجتماعي بتلك الدولة يجب على العالم إكبار هؤلاء الشباب الذين يتشوقون الى الحرية .

وأكد رئيس شئون لجان السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس ان الاحتجاجات لن تلحق أضرارا بمصلحة الغرب في العالم العربي بل بالعكس فنتائجها ستؤدي الى تعايش سلمي جراء احلال الحريات العامة في بلاد تلك المنطقة فالحريات اساس السلام معلنا ضرورة تغيير الاوروبيين لسياستهم في الشرق الاوسط تلك السياسة التي وصفها بولنتس بالعنجهية والكبرياء فالاروبيين يأمرون  وينهون بدافع الغرور وبالتالي بدافع تقديمهم المساعدات التنموية لتبك الدول وخاصة المساعدات التي حطيت الحكومة المصرية السابقة الى جانب تونس والمساعدات التي تتلقاها الحكومة اليمنية من اوروبا .

وعزا ناشط حقوق الانسان والسياسي الفلسطيني من رام الله مصطفى البرغوتي الاحتجاجات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى سيطرة الحاكم والحزب الواحد وغياب الحرية وسيادة دولة الشرطة في بعض تلك الدول وخاصة في تونس ومصر زمن الرئيسين السابقين حسني مبارك وزين العابدين بن علي والحرب الدائرة بليبيا جراء الظلم الذي لحق بالشعب الليبي من حكم معمر القذافي المستمر منذ اكثر من اثنين واربعين عاما وسيطرة حزب البعث في سوريا على مقاليد الامور منذ اكثر من ثمانية واربعين عاما الى جانب الاحكام العرفية وغياب استقلال القضاء مؤكدا انه لن يكون هناك  احتجاجات تقع في الضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية جراء ممارسة الفلسطينيين للديموقراطية مؤكدا ان الشعب الفلسطيني يألف حكومتين في اراضي السلطة الفلسطينية وغزة الا انه يرفض انفصال غزة عن تراب فلسطين والمساعي التي تبذل للمصالحة الفلسطينية تسير على قدم وساق فالفلسطينيين بالرغم من الاحتقان بين فتح وحماس لم يمارسوا العنف لاعادة الوحدة الفلسطينية من جديد نافيا في الوقت نفسه اي دور للجماعات الاسلامية وخاصة الاخوان المسلمين في التغييرات السياسية التي وقعت في تونس ومصر الا انه أعلن بأنهم جزء من الاحتجاجات التي أدت الى التغيير في تلك الدولتين .

استاذة  مادة علوم   الاسلام في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر كان لها رأي آخر حول الاحتجاجات والشوق الى الحرية في بلاد الشرق الاوسط فقد أكدت ان التغييرات في تلك المنطقة ضرورة ملحة وعلى الغرب الاخذ بجدية مطالب الشعوب العربية التي تتطلع الى الحرية فالغرب كان وراء دعم حكومتي بن علي ومبارك كما ساهمت بدعم معمر القذافي ولم تنبت ببنت شفة جراء الاحتجاجات التي تشهدها سوريا وتكتفي بانتقادات توجهها للرئيس اليمني علي عبد الله صالح جراء خشيتها على الكيان الصهيوني ودعمتلك الدول لما يطلق عليه بالارهاب الدولي متطرقة في الوقت نفسه الى الاحتجاجات التي تشهدها البحرين وبعض الاحتجاجات التي وقعت في السعودية التي تطالب بالاصلاحات السياسية والاجتماعية مؤكدة ان احتجاجات الدولتين الاخيرتين هي فقط من اجل اصلاح ديموقراطي وليس من اجل تغيير الحكم فالذين طالبوا ضرورة قيام نظام جمهوري في البحرين التزموا الصمت جراء رفض شعبي كبير مؤكدة دور الاسلاميين البارز في التغييرات السياسية التي طرأت على مصر وتونس  اذ ان هوية الشعوب العربية تعتبر اسلامية قحة مؤكدة على دور الاسلاميين في تغييرات مصر فما ان بدأت هذه التغييرات حتى ظهرت شخصيات اسلامية كانت مختفية الى الوجود من جديد وخاصة الجماعات السلفية التي تستمد دعما كبيرا من السعودية .

رئيس قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مبرة كونراد اديناور للدراسات والمساعدات الدولية هاردي اوستري وصف الاحتجاجات بالضرورة الملحة اذ ان حكومات مصر وتونس السابقتين وحكومات ليبيا وسوريا واليمن الحالية هي وراء معاناة شعوب تلك الدول فالحريات مفقودة وعلى الغرب وخاصة الحكومة الالمانية تقديم دعم مالي ومعنوي لمعاهد الدراسات والتنمية الالمانية التي لها فروع في تلك الدول تساعد هذه المعاهد دعم الاصلاحات السياسية وتنشيط دور المجتمع المدني والمساهمة باستقلالية القضاء مؤكدا بأن اي تغيير سياسي يؤدي الى ارساء الحريات العامة في تلك الدول معناه احلال السلام ووضع حد للارهاب .

مدير معهد العلوم والسياسة البرليني فولكر بيرتيس اعتبر الاحتجاجات في البحرين وارسال دول الخليج العربية فرقهم العسكرية للحفاظ على امن تلك الدولة ردا على التدخل السياسي الايراني في ايران فالصراع على النفوذ الاسلامي بين السعودية وايران يعتبر جليا مضيفا  ان الاحتجاجات في البحرين ليس احتجاج على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فالبحارنة اغنياء وليسوا بحاجة الى صدقات وزيادرة رواتبهم ليغلقوا افواههم بل صراع على النفوذ بين اهل السنة والشيعة حاثا الحكومة الالمانية واوروبا القيام بوساطات لانهاء الازمة بين ايران ودول الخليج .

وأجمع المشاركون ضرورة عدم تدخل اوروبا بالشئون الداخلية لدول منطقة الخليج العربي وخاصة السعودية  فدول الخليج وفي مقدمتها السعودية تعتبر اكثر مناطق العالم الاسلامي استقرارا وزعزعة الاستقرار فيها لن يلحق الضرر على منطقة الخليج والشرق الاوسط فحسب بل على جميع انحاء العالم  لمركزها الديني وتبؤأها قيادة العالم الاسلامي مجمعين في الوقت نفسه دعم الحركات الاصلاحية في العالم العربي وتشديد العلاقات الاوروبية وخاصة الالمانية مع تركيا التي تعتبر محور وساطة الاستقرار في دول الشرق الاوسط مؤكدين ضرورة تغيير سياسة الحكومة الالمانية  تجاه الكيان الصهيوني الذي يعتبر اكثر المتضررين والمستفيدين من تغييرات على الخريطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط فالانسحاب الصهيوني الى حدود ما قبل حرب الخامس من حزيران /يونيو عام 1967 ووقف بناء المستوطنات وقياد دولة فلسطينية مستقلة والمساهمة بمصالحة وطنية بين الفتحاويين وحماس سيؤدي الى قبول المسلمين العرب دولة للصهاينة على ارض فلسطين على حد قولهم .