حول النفط.. وإنخفاض أسعاره

معمر حبار

[email protected]

مازال النفط .. يعتبر مادة إستراتيجية .. تعتمد عليه المجتمعات .. والصناعات.. والقرارات المصيرية.. وإنخفاض أسعار النفط .. ونتائجه المباشرة.. على الدول التي لاتملك غير النفط .. فكانت هذه الأسطر ..

من مساوئ النفط .. أن المستفيد منه، لايتحدث عن إرتفاع أسعاره .. بل يركز دوما حين تنخفض أسعاره .. فيتيه في غمرة الحزن .. وهذه من سلبيات المجتمعات النفطية .. وعليها أن تتنهج وسيلة أخرى .. تجعلها تدخر أيام الارتفاع.. لأيام الانخفاض.. وتبحث عن بدائل .. تحميها أثناء الانخفاض .. وتقويها حين يرتفع النفط ..

مازالت إنخفاض أسعار النفط .. تبيّن تبعية الجزائر المطلقة للنفط .. وأن مصير المجتمع ومستقبل..  مرهون بقطرات نفط.. وأسعاره.. التي يتحكم فيها غيرنا..

أسعار المواد الاستراتيجية .. قال أكبر الأبناء، وهو يتابع إجتماعات الدول المصدرة للنفط .. لماذا الاجتماعات .. تتم دائما في جنيف ..

أجاب الأب .. بما حفظه عن عالم المسقبليات .. أستاذه وليد عبد الحي  .. منذ 28 سنة ..

كل أسعار المواد الاستراتيجية .. يحدّد سعرها .. خارج الدول المنتجة لها ..

إنخفاض أسعار في الشتاء .. المعروف عن أسعار النفط .. تنخفض صيفا .. وترتفع شتاء .. للإقبال الشديد عليه في فترة الشتاء .. وانخفاض الطلب في الصيف .. لكن هذه الأيام .. تشهد أسعار النفط هبوطا جنونيا في عزّ الشتاء .. مايجعل المتتبع .. يعيد النظر في القواعد السابقة .. التي تحدد انخفاض وارتفاع .. أسعار النفط ..

إذن إنخفاض أسعار النفط .. لاعلاقة له بالعرض والطلب .. إنما له علاقة بميزان القوى .. داخل المنظمة .. وخارج المنظمة ..

البعيد هو الذي يحدد السعر.. أمست الدول الخارجة عن منظمة الدول المصدرة للبترول هي التي تتحكم في أسعاره.. الولايات المتحدة الأمريكية.. كندا.. وبالاتفاق مع الدول النافذة في المنظمة .. يتم تخفيض الأسعار .

من عجائب النفط .. أن الدول النفطية .. تحاصر بإنخفاض أسعاره .. وتحديد سقفه .. ومنع تصديره .. وحكر موارده المالية والتحكم والتلاعب فيها..  ومنع استيراد الوسائل والآلات الضرورية له .. ومعاقبة كل شركة تتعامل مع الدولة النفطية .. الموضوعة تحت العقوبات .

أزمة القرم .. أتفهم موقف الدول الغربية .. حين تسعى لخفض أسعار النفط .. للضغط على روسيا .. بسب أزمة القرم ..

لكن مادخل الدول النفطية العربية الخليجية .. في هذا الأمر .. حتى تنساق وراء الغرب والأمريكان في خفض أسعار النفط.

واضح جدا سيطرة السعودية على منظمة الدول المصدرة للبترول .. لكنه يجب الإشارة إلى أن السعودية لم تتفق يوما مع الجزائر ، بشأن حصص وأسعار النفط .. وحين لاتتفق مع دولة تقاسمك نفس  المادة الإستراتيجية .. وجب إعادة النظر في العلاقة .. وصياغتها من جديد .. 

لايكفي أن تملك الدولة .. مادة إستراتيجية كالنفط .. بل لابد أن تملك القدرة على التحكم في .. الحصص .. والأسعار .. ووجهة التصدير.