إسرائيل جبهة حرب على كل العرب

محمد فاروق الإمام

إسرائيل جبهة حرب على كل العرب

محمد فاروق الإمام

moh2008_almam@yahoo.com

مرة ثانية أجد نفسي مختلفاً مع جريدة القدس العربي فيما ذهبت إليه حول ما يجري في لبنان. ففي رأي القدس المنشور يوم 12 كانون الثاني الجاري تحت عنوان (الاسرائيليون 'يهيئون' للحرب في لبنان) تقول: (الاسرائيليون يستعدون للحرب في لبنان، والأمريكيون يهيئون الأجواء والتحالفات اللازمة لدعم هذه الحرب، من خلال إفشال المبادرة السورية ــــ السعودية أولا، وتصليب مواقف جماعة الرابع عشر من آذار بزعامة السيد سعد الحريري ثانياً).

مستشهدة بتصريحات أدلى بها العقيد (آدم زوسمان) قائد المنطقة الوسطى في الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي التي تضم مدينة تل أبيب (أن القذائف والصواريخ ستنهال على كل الجبهات في حال اندلاع الحرب، وسيكون نصيب تل أبيب منها كبيراً، الأمر الذي سيؤدي الى مقتل العشرات أو المئات من القاطنين فيها.(

إسرائيل منذ وجودها غير الشرعي على أرض فلسطين بفعل اليد الغربية الباغية واحتضان الكونجرس والبيت الأبيض الأمريكي، جمهوري كان أو ديمقراطي، لهذه الدولة غير الشرعية بعد قيامها، وجدت لتكون دولة عدوانية مفتوحة الجبهات على كل الدول العربية بلا استثناء، بما فيها تلك الدول العربية التي انزلقت وأقامت معها معاهدات سلام، هي حبر على ورق ثم الغرق في كل مرة تريد إسرائيل ذلك، والشواهد على الأرض أكثر من أن تحصى، ولبنان ليس شاذاً على هذه القاعدة، كونه الحلقة الأضعف بفعل الأجندة التي يتبناها بعض اللبنانيين خدمة لأغراض لا ناقة للبنان ولا جمل فيها.

لبنان الذي تعبث به حفنة من لاعبي البوكر والكشاتبين وممتهني السياسة الأقزام فكراً وتحليلاً هم الذين يستجرون إسرائيل للعدوان على لبنان، ويسهلون لها تنفيذ هذا العدوان إذا ما حصل لا سمح الله.. فجوقة ما يسمى بكتلة (8آذار) في لبنان التي تسمي نفسها بالمعارضة، ما هي إلا مجموعة من لاعبي الكاشتبينات يقودها مايسترو اسمه ميشيل عون شاءت الأقدار أن يجد فيه حسن نصر الله المهرج الذي يؤدي دوراً مضحكاً واستعراضياً ملفتاً، بألفاظه البذيئة وحركاته وإيماءاته الغريبة العجيبة، التي يخجل من فعلها إنسان معوق سُلب من كل جوارحه، (وإذا ما أخذ الله من إنسان ما أوجب أسقط عنه ما أوجب)، وهذا حال هذا الجنرال الدمية الذي يتوهم أنه صاحب قرار ويملك الاختيار، وفي الحقيقة ما هو إلا بيدقاً بيد حسن نصر ينفذ أجندته من خلاله.

حسن نصر الله وحزبه العتيد الذي يريد أن يقفذ إلى الأمام ويستبق القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري وعدد من قادة لبنان ووطنييه وأحراره، وقد تأكد له أن الأنشوطة قد اقتربت من عنقه وعنق أفراد ميليشياته المتورطة ــــ بشكل أو آخر ــــ بهذه الجريمة، يريد أن يخلط الأوراق، حتى ولو كان في خلطها تعرض لبنان.. كل لبنان لآلة الحرب العسكرية الإسرائيلية المدمرة، على مبدأ (عليّ وعلى أعدائي) لتستبيح أرواح اللبنانيين ومعالم لبنان المدنية والحضارية، وليضع هذه الصورة القاتمة أمام الشيخ سعد الحريري مضيقاً عليه تنوّع الخيارات (عدوان إسرائيلي، احتلال ميليشياته لبيروت، تشكيل حكومة من المعارضة، التخلي عن المحكمة الدولية ورفض القرار الظني) وكلها خيارات تعجيزية، القبول بأحدها انتحار وموت على غير الإيمان، وقتل جديد لكل الضحايا الذين سقطوا على يد المجرمين والقتلة، الذين لا يزالون يرتعون على الأرض اللبنانية أو قريباً منها!!

التهويل من قدرة ميلسيشا حسن نصر وما تملكه من ترسانة صاروخية ــــ كما جاء في رأي القدس ــــ (متطورة لا تملكها تسعون في المئة من الدول في العالم) هذا التهويل هو ما تريده إسرائيل مبرراً لها أمام العالم للقيام بأي عدوان على لبنان، من منطلق أن ترسانة حسن نصر الله العسكرية غير التقليدية تمثل تهديداً للسلام والأمن في المنطقة (وما التهويل الذي اخترعته أمريكا من الترسانة العسكرية غير التقليدية ومن أسلحة الدمار الشامل في العراق للعدوان عليه وغزوه واحتلاله إلا المثال الحي الماثل أمامنا)، ولن تعدم إسرائيل من شحن التأييد العالمي والدولي لها لتبرير هذا العدوان إن حصل لا سمح الله، في ظل تشتت العرب وتفرقهم وتنازعهم واختلافهم وإنشغالهم في كثير من الجبهات.

وتختم القدس العربي رأيها بالقول:  (لا نخالف الكثيرين الذين يتوقعون أياماً صعبة قادمة على لبنان، فالبلد دخل أزمة دستورية بمجرد انسحاب وزراء المعارضة من الحكومة بهدف إسقاطها، ورفع راية التحدي لرئيسها وحلفائه، وسيكون من الصعب على أي رئيس وزراء جديد يكلفه رئيس الدولة ميشال سليمان تشكيل حكومة جديدة في ظل حالة الاستقطاب والتجاذب الراهنة، الأمر الذي يعني اتساع الشرخ، وتعمق الانقسامات، وقرب صدور القرار الظني الذي قد يشعل فتيل المواجهات.(

وأصابت القدس عين الحقيقة في فقرتها الأخيرة من رأيها.. فهذا ما تريده جوقة الثامن من آذار المعارضة وما يريده أعداء لبنان وأعداء استقراره وأمنه وسلامته وسلامة أراضيه وكيانه.