انتصار الإسلام على العلمانية في تركيا
انتصار الإسلام على العلمانية في تركيا
محمد هيثم عياش
برلين /14/09/10 / ترك موافقة 60 في المائة من الشعب التركي خلال الاستطلاع الذي جرى ببلادهم قبل يوم أمس الاحد على الاصلاحات الدستورية صدى واسعا في المانيا واوروبا ، فقد أعربت الحكومة الالمانية عن ارتياحها لموافقة الاتراك على اصلاحات رئيس الوزراء رجب الطيب اردوجان معتبرته خطوة من الخطوات الهامة للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي في ضوء النزاع القائم بين الاوروبيين حول عضوية كاملة لتلك الدولة في نادي بروكسل فوزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه اكد لنظيره التركي احمد داود أوغلو اثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد ان تركيا ستدخل الاتحاد في آخر المطاف بالرغم من النزاع حول عضويتها .
ويعتقد خبير شئون العالم الاسلامي وخاصة تركيا اودو شتاينباخ ان موافقة الاتراك على الاصلاحات الدستورية يعود الى سخط الشعب التركي على الجيش الذي قام بعدة انقلابات عسكرية ولا يزال يعتبر نفسه حام للنظام العَلَماني الذي مضى عليه اكثر من ثمانين عاما ، فالتراك يتطلعون الى عودة مجد بلدهم الاسلامي الذي دافع عن الاسلام لمدة تصل الى اكثر من اربعمائة عام والعَلَمانية فشلت بإبعاد الاتراك عن دينهم بالرغم من جهود العسكر والاحزاب الموالية للغرب والعَلَمانية / الا أن الموافقة على الاصلاحات لا يعني ان العسكر قد انتهى دورهم فهم يتربصون بحكومة اردوجان الدوائر وباستطاعتهم الانقضاض على الحكومة رغم أنف الشعب التركي الذي يكره العسكر ، فانقلابات الجيش منذ عام 1980 ساهمت باختفاء اكثر من 130 الف شخص لا يزال مصيرهم غامضا كما ساهمت بتهجير مئات الالاف من الاتراك من بلادهم الى بلاد اخرى في العالم . ورأى شتاينباخ انه اذا ما أراد الغرب مساعدة الاتراك الذين يريدون من خلال موافقتهم على الاصلاحات الدستورية ترسيخ الديموقراطية في بلادهم ودعم المجتمع المدني وتقوية النقابات واستقلال القضاء عدم وضع شروط مجحفة لحكومة اردوجان لحصول انقرة على عضوية الاتحاد فالشروط المجحفة تدعم الجيش من جديد كما وتدعم المعارضة السياسية لاردوجان .
ويؤكد خبير شئون الاسلام في معهد هاينريش بول للدراسات الدولية اكسيل السباخ انتصار الاسلام على العلمانية في تلك الدولة فعندما قام رئيس الوزراء التركي السابق عدنان مندريس / استلم رئاسة الوزراء بين اعوام 1950 و 1960 – قتل شنقا بانقلاب عسكري / بإعادة الاذان الى اللغة العربية التي قام مصطفى كمال اتاتورك بتحويلها من العربية الى اللغة التركية ذبح الاتراك المئات من الغنم في الشوارع فرحا والاستفتاء الذي جري يوم الاحد هو الاختيار بين اسلمة تركيا وعلمانيتها الا أن اختيارهم لاسلمة بلادهم لا يعني بأن الجيش قد انتهى دوره مناشدا المستشارة انجيلا ميركيل وحزبها المسيحي الديموقراطي تغيير سياستها التي تكمن علاقات خاصة بين الاوروبيين والاتراك بدل حصولهم على عضوية تامة في اتحاد بروكسل ل ذلك سيؤدي الى تخييب آمال الاتراك بارساء الديموقراطية والمجتمع المدني في بلادهم ويدعم العسكر بعودتهم الى السياسية من جديد ، فدور العسكر وعلى حسب راي السباخ قد أصيب بشرخ كبير منذ استلام حزب التنمية والعدالة حكم بلاده وحصول تركيا على عضوية الاتحاد سيؤدي الى وضع حد لسياسيين اوروبيين يقومون بين الحين والاخر ببث عداوتهم للاسلام للتحريش بين الغرب المسيحي والشرق الاسلامي .
ووصف عضو شئون السياسة الاوربية لدة كتلة الحزب المسيحي الاجتماعي النيابية توماس سيلبرهورن موافقة الاتراك على الاصلاحات الدستورية بالهام الا أن طريق انقرة الى بروكسل لا يزال طويلا مشيرا الى ضرورة ان تساهم الحكومة التركية باصلاحات اكثر ولا سيما من ناحية القضاء ودعم الاوروبيين لتركيا بارغام الجيش بالبقاء داخل ثكناتهم وحصر مهامهم بالدفاع عن بلادهم وعدم التدخل في السياسة وتكوين دولة لهم داخل دولة ، فالعسكر وعلى حسب رايه هم وراء مصائب الشعوب عندما يقومون بانقلابات عسكرية اذ ان العسكر لا يفهمون لغة السياسة والحوار بل لغة القهر على حسب آراءهم .

