نداء للأمة ولعقلاء العالم منع جريمة حرق القرآن

بيان إعلامي:

الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني توجه

نداء للأمة ولعقلاء العالم منع جريمة حرق القرآن

وتحذر من سوء العاقبة

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

هبوا لنصرة القرآن في يوم الإعلان عن حرق القران

عيد بأي حال عدت يا عيد ،بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟ وكيف ياتي علينا العيد بأمر جديد يحمل المبشرات ..وها هو الطاغوت أينما جل ووجد يغيب عنا فرحة العيد..

وها هي الامة تستقبل العيد وظروف هوانها اشق من ذي قبل ،وليس ادل على ذلك من ان تتجرا كنيسة أمريكية صغيرة في فلوريدا وتعلن صراحة وفي وضح النهار عزمها إحراق نسخ من القران الكريم يوم السبت المقبل ال11 من شهر ايلول مستجيبة لدعوة القس الأمريكي تيري جونز جعل هذا اليوم يوما سنويا عالميا لحرق المصحف حيث صرح وهو يتكلم أمام شاحنة كتب عليها اليوم العالمي لاحراق القران: أن الهدف من خطته هو توجيه رسالة واضحة المعالم الى العناصر المتطرفة!! في الإسلام انه لن يتم التسامح معهم..

جدير الإشارة إليه ان الكنيسة المصرة على تنفيذ جريمتها تخطط لارتكاب جرمها في ساحة الكنيسة وسيقوم افراد تابعون لها بترويج الحدث وتسويقه على شبكة الانترنت عبر موقع الكنيسة وموقع الفيسبوك وكانت الكنيسة المذكورة قد اثارت جدلا شديدا العام الماضي بعد ان وزعت قمصانا كتب عليها (الاستلام دين الشيطان).

في ظل هذا الهوان تجرأ هذا المأفون لإطلاق دعوة كهذه،كما تجرأ من قبل أيام الحاخام  عوفاديا يوسف وهو صديق لبعض العرب الرسميين بتمنيه موت الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه؟

فلماذا يحدث هذا؟ وهل هو حلقة مكملة من حلقات الغرب في عدائه على الإسلام؟ ولماذا صمت الجميع عن هذه الدعوة؟ ماذا لو دعا أحد المسلمين لإنكار الهولوكست أو قام بالرد على الدعوة بنفس الطريقة؟ لماذا يفكر بعض الناس في القرن الواحد والعشرين بهذه الطريقة؟ هل هذه هي معالم ومحددات الحضارة الغربية؟ هل هذا عنوان ديمقراطيتها وحقوق الإنسان فيها؟.

لم تكن هذه الدعوة هي الأولى في سجل الاعتداء على الإسلام والمكان لا يتسع لذكر النماذج والحالات كلها، ولكن صاحب الدعوة "لحرق القرآن" القس " باستور تيري جونيز" كان قد ألف قبل دعوته هذه كتابا بعنوان " الإسلام الشيطاني"، ولم يكتف بذلك وبدعوته، بل وزعت كنيسته الدعوة لعدد من الدوائر والمنشآت الرسمية والخاصة وتضمنت الدعوة حث المسيحيين من أجل المشاركة في الفعاليات التي تمتد من الساعة الرابعة حتى التاسعة !!، وأطلقت الكنيسة موقعاً على شبكة الإنترنت خصصته لحملة العداء ضد الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم. كما نشرت على موقعها الإلكتروني ما أطلقت عليه عنوان «10 أسباب تدعو لحرق القرآن»، وأجرت شبكة سي إن إن حواراً مع زعيم الكنيسة "باستور تيري جونيز"، وأخيرا أطلقت الكنيسة موقعا خاصا بها على اليوتيوب لتعزيز حملتها وحشد أكبر عدد ممكن من المسيحيين للمشاركة في الفعالية !!.

القضية ليست رأي أو موقف لقس مسيحي لكنها حملة منظمة بدأت معالمها تتضح وتأخذ الطابع الرسمي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهي الأحداث التي أدانها العالم عموما والمسلمين على وجه الخصوص، وقد دفعوا الثمن باهظا لا سيما في أرض الرافدين وفي أفغانستان ولبنان والصومال وفلسطين وأينما وجد المسلمين، وقد وظفت هذه الأحداث لضرب كل ما هو إسلامي وسعت كلا من الجماعات اليهودية واللوبي الصهيوني والمتطرفين والمحافظين الجدد وبعض الجماعات المسيحية ذات العلاقة والارتباط بالصهيونية إلى استغلال هذه الأحداث وتوظيفها بما يخدم مصالحها ويساعدها في تنفيذ مخططاتها لضرب الإسلام والمسلمين وحشد الرأي العام الغربي من أجل معادة المسلمين والتعرض لهم ولمعتقداتهم. وساعدهم في ذلك وأخذ بيدهم بعض رموز الإدارة الأمريكية السابقة وكان في المقدمة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن " صاحب الحرب الدينية " وقيل حينها بأنها زلة لسان ونائبه الديك تشيني الذي أخذ على عاتقه تنظيم الحملات ضد الإسلام،ودليل آخر أسوقه قتل حزب المحافظين الجدد لما يزيد عن مليون ونصف المليون شهيد عراقي مسلم على يد الحكومة الأمريكية ولا زالت دماء المسلمين أينما وجدوا تسيل على يد القوات الأمريكية.

ومن الشواهد أيضا على معادة الغرب للإسلام تزايد مراكز الدراسات والأبحاث المعادية للإسلام في الغرب كله وليس في الولايات المتحدة فقط، فحظر بناء المساجد في سويسرا وحملات النقاب والحجاب لا زالت مستعرة في العواصم الأوروبية لهذه اللحظة والممارسات التعسفية ضد العرب والمسلمين موجودة وإجراءات المطارات والتفتيش الشخصي المهين والسيئ السمعة والصيت " المسح الضوئي" للمسافرين،ولا زالت قائمة والقوانين والقرارات تتوالى تباعا رغم تنافيها مع أبسط الحقوق والحريات لتصل حد التجسس على المكالمات الهاتفية والرسائل البريدية ، والضغوط لم تتوقف على الدول الإسلامية من أجل تغيير مناهجها الدراسية وهو بحكم القانون والأعراف والشرائع تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدول ويتعارض مع كل القوانين والمواثيق ورغم ذلك استجابت بعض الدول.

ومن الشواهد أيضا: قيام دانيال بايبس –أحد زعماء جماعة المحافظين الجدد- بإنشاء مركز دراسات أطلق عليه اسم «مركز دراسات مكافحة الإسلام". ووصف رئيس الوزراء التشيكي السابق ميلوش زيمان في تصريحات انتخابية له نشرت عبر شبكة الإنترنت الصراع الأساسي في القرن ال21 بأنه "صراع بين الحضارة الأوروأميركية والحضارة الإسلامية, بين دين المحبة ودين الكراهية". أما رئيس لجنة الدفاع البرلمانية التشيكية "يان فيديم", فيرى أن انتشار الإسلام في أوروبا يمثل خطرا جديا على عموم القارة. وأذكر بالحملة المفضوحة المعادية للإسلام التي يقودها السياسي الهولندي والنائب الرادكالي "جيرت ويلدرز" الذي عرض في مجلس اللوردات البريطاني فيلمه "الفتنة" المعادي للإسلام والذي يورد فيه آيات قرآنية بمصاحبة لقطات إرهابية، وقدم لفيلمه بكلمة يتلخص مضمونها الأساسي في سب الإسلام والمسلمين .

وكما أسلفت هناك شواهد كثيرة لا يمكن الإتيان على ذكرها كلها، لكنها تتفق كلها في مهاجمة الإسلام وتحسين صورة الكيان الصهيوني بشتى الطرق والوسائل وتصوير أعدائها بأنهم ضد الإنسانية وأنهم إرهابيون. والخلاصة هذه حملة منظمة وتسير وفق خطة معدة سلفا وهي تتزامن مع الحملة الصهيونية ضد الرموز والآثار والمقابر والمساجد الإسلامية في فلسطين، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وما عمليات التهويد والطرد وتوسيع المستوطنات في القدس وفي الخليل وفي كل الضفة إلا حلقة من حلقات هذه الحملة المسعورة ضد الإسلام والمسلمين،..؟ أين الردود العربية والإسلامية من الإعلان عن فعالية يوم " إحراق القرآن"، أين المعتدلين العرب وأين دعاة حوار الأديان والحضارات، لماذا لم يستدعي السفراء الأمريكيين والغربيين؟، لماذا لم نسمع باحتجاج عربي أو إسلامي واحد؟، ولماذا نرد في المقابل بمزيد من السلام والمفاوضات واللقاءات؟ وأخيرا إلى أين قد يصل العداء للإسلام والمسلمين؟ إننا بحاجة إلى وقفة ومراجعة واستحضار النهوض وليس رد فعل خافت وباهت يسير على استحياء بجهود فردية مفرقة ومشتتة هنا وهناك، وإذا لم ندافع عن ديننا وعن إسلامنا فعن ماذا سندافع؟!!.  

اننا اذ ندعو الامة كلها للخروج من حالة الهوان والصمت المطبق وجعل هذا اليوم يوم هبة جماهير سلمية ويوم غضب عارم،فإننا نؤكد ان عملا كهذا سيكون سببا في :

1.  القضاء كلياً علي التعايش السلمي بين الأديان الذي ظلت الأمم المتحدة وكل الجهات الداعية والداعمة للسلام تنادي به .

2.   تحريض المسلمين لردود فعل قد تؤدي إلي فوضى أمنية تهدد السلام والأمن العالميين .

3.  إشاعة الإرهاب سوف يفضي الي ضرب المصالح الغربية لا سيما الأمريكية وهو أمر لا نريده أن يحدث.

    وعليه:

1.  نخاطب أصحاب الحل والعقد للعالمين الإسلامي والمسيحي لإيقاف هذا العمل ونخص بالذكر علماء الامة المدعوون لتخصيص خطب العيد للتنبيه من خطورة ارتكاب هذه الحماقة وندعو بابا الفاتيكان لاستخدام ثقله الديني والقيادي لقيادة مبادرات تكف هولاء الشرذمة عن هذا التصرف .

2.  نخاطب الإدارة الأمريكية وعلي رأسها الرئيس باراك أوباما والمواطنين الأمريكيين الذين يحرصون علي السلام والتعايش السلمي بين الأديان للعمل الفوري الجاد للحيلولة دون حدوث هذه الجريمة ..

3.  ندعو الشعوب الإسلامية والشعوب المحبة للسلام في العالم كله لاستنكار هذا العمل بالمظاهرات والمسيرات...

4.   ندعو برلمانات العالم كله لإدانة هذا التصرف غير المسئول .

5.   ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي لوقف هذا الاعتداء ، كما ندعو جامعه الدول العربية والاتحاد الاوربي وغيرها من المنظمات المعنية، كلاً في حدود صلاحيته للعمل علي وقف هذا العبث الخطير بالمقدسات الإسلامية واستفزاز مشاعر المسلمين في العالم .

6.  ندعو الأمين العام للأمم المتحدة للعمل الفوري مع الجهات المعنية لمنع حدوث هذه  الجريمة التي تتنافي مع كآفة مواثيقها الدولية

إنه لا يخفى على كل مسلم -رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً- ما للقرآن من مكانة سامية في نفسه، وأنه يقدم نفسه وولده وعرضه وماله فداءً لهذا القرآن العظيم، حيث أنه كلام رب العالمين وهو حجة الله على الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يرضى أن ينال منه أو يحد من قدره أو أن ينحى عن حياة الناس فضلاً عن أن تناله إهانة أو أن يمتهن من أيدٍ نجسة.

وإننا إذ نرى كل يوم تقليعة وموضة جديدة من الاعتداء على قراننا وهو مصدر عزنا ، نبين في هذه العجالة الموقف الواجب تجاه نصرة هذا الكتاب والغيرة عليه.

أولاً: لقد أجمع المسلمون على أن من تعرَّض للقرآن بامتهان أو بابتذال متعمداً فإنه مرتد خارج من الملة إن كان من المسلمين، وأن من تعرض له من غير المسلمين فهو محارب لله ورسوله، وأما من رضي بذلك أو بدر منه ما يؤيده فقد دخل في النفاق ألاعتقادي فالراضي كالفاعل.

ثانياً: على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها.

ثالثاً: لقد ظهر للعالم أجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلاً عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلاً لعل عملهم أن يرفع شيئاً من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن.

رابعاً: إنه لا ينفعنا اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل فلنا في التاريخ معتبر، فقد رأينا محاكمتهم لأصحاب جرائم سجن أبو غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا.

خامساً: لئن وصلت الإهانة من قبل أولئك الجند لكتاب من الكتب السماوية المقدسة فما بالك بالإنسان المحجوز عندهم؟! المسلوب حق الدفاع عن نفسه فلا بد من قيام الدول التي ينتمي إليها أولئك المسجونون في تلك البلدان بواجبهم الشرعي والقانوني في الدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.

سادسا: ليتذكر المسلمون دوماً أن العداوات للقرآن قديمة ولكن العاقبة له كما قال الله تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ . فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } [فصلت:26-27]

ولله الحمد من قبل ومن بعد فقد ظهر حفظه سبحانه لكتابه الكريم في صورة واضحة وهو ما رأيناه من تفاعل الأمة المسلمة مع هذا الحدث العظيم وظهور غيرتها على كتاب ربها ونصرتها له عبر المظاهر الإيجابية التي رأيناها في العالم الإسلامي.

والمهم هو استثمار هذا الحدث فيما يعلي شأنه الأمة، ويكشف خطط ونوايا أعدائها { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ }

               

*رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.