مشكلة الكهرباء في العراق هل هي سياسية؟

سداد ماهر - بغداد

[email protected]

تم دمج المديرية العامة للكهرباء مع المديرية العامة للإطفاء فأصبحت (المديرية العامة لإطفاء الكهرباء)". طُرفة أصبح العراقيون يرددونها بعد أن أعيتهم الحيل للخروج من هذه الأزمة الخانقة، غير أن آخرين أخذوا الأمر بجدية أكثر فيتوجهون بالدعاء على المسؤولين عن الكهرباء حال انطفاء الأنوار وتوقف المروحة عن الدوران وأغلب دعائهم (الله لا يوفقكم)، وبالتأكيد فإن المقصودين بعدم التوفيق هي الجهات الخمسة المعنية باعادة بناء هذه المنظومة وهي :

1 - وزارة الكهرباء العراقية

2 - مكتب ادارة اعادة أعمار العراق (IRMO)

3 - مكتب المشاريع والعقود (PCO)

4 – الوحدة الهندسية التابعة للجيش الأمريكي (USACE)

5 – المكتب الأمريكي للتطوير العالمي (USAID)

فيما يذهب آخرون بالجدية أكثر فيعزون سبب عدم إصلاح منظومة الكهرباء رغم مرور خمس سنوات على عراق ما بعد الاحتلال إلى أسباب سياسية تقف وراءها أحزاب تحمل أجندات خارجية تقف بالضد من تقدم عجلة الإعمار والبناء في العراق.

وعلى المستوى الحكومي طالب مجلس محافظة كربلاء ، وزير الكهرباء بالاستقالة ما لم يتم العمل على تحسين الشبكة الكهربائية التي يعاني من تدهور خدماتها المواطنون في المدينة وفي عموم العراق.وقال عبد العال الياسري رئيس مجلس محافظة كربلاء قوله خلال مؤتمر صحفي :" سنقوم باتخاذ إجراءات غير متوقعة ضد وزير الكهرباء ونطالبه بالاستقالة فالكهرباء تزداد سوءا في العراق وخاصة محافظة كربلاء ".ووصف الياسري حالة الشبكة الكهربائية في المدينة بانها كارثة على المواطن .

ويعاني العراقيون من ضعف إمدادات الطاقة الكهربائية منذ عام 1991 بعد أن دمر التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة البنية التحتية لقطاع الكهرباء في البلاد في حرب الخليج الثانية.واستمر التدهور طوال عقد التسعينيات من القرن الماضي، وازداد الأمر سوءا بعد الاحتلال الأمريكي العراق في حرب الخليج الثالثة عام 2003 في العمليات العسكرية وما تلاها من موجة السلب والنهب لكل مرافق الدولة لعدة شهور ما أدى إلى توقف تام للكهرباء لم تستطع الحكومة تجاوزه منذ خمس سنوات شهدت استهدافا من نوع آخر قامت به جماعات مجهولة تستهدف تخريب القطاعات الاقتصادية في صراعها مع الحكومة، ومنها قطاع الكهرباء.

 حل مشكلة التيار الكهربائي بين وزيري النفط والكهرباء

وقد شهدت (ساحة الكهرباء) مناوشات بين وزيري النفط والكهرباء حيث اتهم الأخير وزير النفط بعدم التعاون وتجهيز وزارة الكهرباء بربع الكمية اللازم توفرها من الوقود لتشغيل المنظومات الرئيسة في العراق، فيما يؤكد وزير النفط أنه لا يستطيع تجهيز الكهرباء بالكمية بالمطلوبة لأسباب لم يتم إعلانها على وسائل الإعلام مما يثير الكثير من الشكوك والشبهات حول المسؤولين عن هذا الملف.

 هل ستتضمن البرامج الانتخابية القادمة حلا لمشكلة الكهرباء؟

يعلق مواطنون على استغلال التيار الكهربائي كدعاية انتخابية بالقسم (لو تعهدت قائمة معينة بإعادة التيار الكهربائي ضمن برنامجها الانتخابي لفازت بالانتخابات دون منازع)، ولربما فهم بعض المعنيين أن هذا الكلام مجرد طُرفة، لكن في الحقيقة فإنه يحمل في طياته الكثير.

والحر تكفيه الإشارة....................