صيد المنايا في سجن صيدنايا
صيد المنايا في سجن صيدنايا
د.مراد آغا *
حقيقة الأمر وأنوه بدءا بأن هذا المقال حصرا موجه الى ضمير كل شريف ولكل انسان يدرك ويعرف قيمة الانسان عامة والسوري خاصة كما أقدم هذا الجهد المتواضع عرفانا واحتراما واكراما واجلالا لأرواح شهداء البلاد والواجب وضحايا نظام مملكة أسدستان منذ الاطاحة بالشرعية في سوريا في آذار عام 1963 حتى آخر شهيد سقط في أحداث سجن صيدنايا سيئ الصيت والسمعة
أنه وبعيدا عن القاء اللوم وتوزيع التهم المجانية أن قيمة الانسان في عالمنا العربي عامة وسوريا خاصة تتجه وفي تناسب عكسي مع ارتفاع أسعار الغذاء والعقارات أي كلما ارتفع سعر السكن والغذاء تهاوت قيمة الانسان في بلادنا بحيث أصبح التفريط والتهاون بقيمة هذا الانسان أمرا اعتياديا وأصبحت صور التعذيب والقتل أكثر من اعتيادية وعلى مبدأ سياسة الجرعات المتعارف عليها في علم النفس البشري في خضم منهجيات ومخططات الاطاحة بالانسان العربي وكرامته وهذا ماوصلنا اليه حاليا مع شديد الأسف
ومايحزن في الأمر هو عجز الانسان في بلادنا الطيبة لحد اللحظة عن توحيد صورة المغتصب المحلي مع المغتصب الخارجي فتجده يتخاذل عن أخذ حقوقه الأساسية الانسانية أمام المغتصب المحلي أي الظالم المحلي أو ابن البلد بينما يتباسل ويشتد ضراوة في وجه المغتصب والمحتل الخارجي أي الأجنبي بالرغم من أن الصورتين هما لمغتصب واحد وان اختلفت الجنسية أو الصورة و المصدر
حقيقة مرة لم تغب ولن تغيب عن مخيلة من يتضورون جوعا وبؤسا وذلا في بلاد التاريخ والخيرات والحضارة والتي تحولت مابين سجن وكازينو وخمارة الى عار وبجدارة
حادثة سجن صيدنايا وان اختلفت عن سابقاتها من انتهاكات لأبسط القيم الانسانية بأننا اليوم وعبر مايسمى بثورة المعلومات وانتقالها من مكان لآخر بسرعة مذهلة الا أن الواقع المحلي والعربي عموما يسير اعلاميا وفكريا على النحو الهزلي التالي والذي رسم لنا ونقوم بتنفيذه حرفيا بناء على مايسمح به لنا من هامش للحريات وأشباه للديمقراطيات هذا ان وجدت
1-مرحلة لاأرى ولا أسمع ولا أتكلم
2-مرحلة أرى وأسمع ولاأتكلم
3-وهي الأكثر خطورة أي مرحلة أرى وأسمع وأكلم نفسي
أي أنه في السابق ومع التعتيم الاعلامي وتكميم الأفواه وخياطة الشفاه لم تكن تسمع حتى كلمة آه
أما اليوم وبفضل نعم الغرب علينا بالاطلاع مع ابتلاع الحقد والغضب عبر سياسة الجرعات عبر تحويل المآسي والمجازر الى أمر اعتيادي فان الأمر هنا شديد الخطورة أي أنه يمكنك أن ترى وتسمع وحتى أن تتكلم لكن دون أن تحرك في الأمور قيد انملة أو حتى خطوة نملة أو جناح نحلة
وبالتالي فان أطنان الشعارات والهتافات والتنديدات والاستنكارات لاتختلف كثيرا عن ملايين أطنان الديباجات والمقالات والتحليلات والتأويلات والصور والشعارات والمسيرات ضد مايسمى بالصهيونية والامبريالية والتي لم تحرك من واقع الأمور شيئا أي تصب كلها في سياسات عزرط التي لابتحل ولا بتربط
وتحاشيا أن يسير هذا المقال كغيره الى سلات المهملات فان مانؤكد عليه هو أن قيمة الانسان ان لم تكن مكرمة من أصحاب العلاقة أي من الانسان نفسه فان تلك الكرامة ستداس وستستمر سلسلة الانتهاكات اللا انسانية لحقوق الانسان السوري الى مالا نهاية حتى يضع تعالى الله بمشيئته الأمور في نصابها
رحم الله شهداءنا وأنوه وأكرر وأتمنى على جميع المواقع الالكترونية السورية على شبكة الانترنت والتي تتناول حقوق الانسان السوري أن تضع جملة - لن ننسى شهداء سوريا ومعتقليها وسنلاحق الجناة- وهو أقل مايمكن فعله حسب رأينا تذكيرا وتكريما واجلالا لأرواح شهداء الوطن واكراما لمعتقليه
أخيرا وباسم كل شريف في سوريا واكراما لهؤلاء الأبطال أهدي هذه المحاولة الشعرية وعذرا عن أي تقصير
دامت سوريا ودام شعبها العظيم
إلى أرواح شهداء الوطن ومعتقليه
عـجـبت وطني جـعـل الصغير سيدا وأضـحى اللئيم عظيما نـظـام شـديـد عنيد أشـبـع الـعباد جوعا بـاع وأضـاع وطـنا بـكـلام كـبـير كثير وسراب نصر وتحرير وأوهـام وحـده أمـه وجــيـش كـان دره صـار بـفـضل أسد عـلـى الضعاف جاثم أشـداء فـي حـمـاه وصـيد المنايا والبلايا عـلـى الـبريء أسود بـلاد أصـبحت سجنا لـكـن الـظـلام بائد فـلا جـلاد بـعده باقيا وزغـاريد نصر مؤزر حـبـك وطـني مقيم انـت لـلـعـلا وطن ولا أجمل للأنام موطنا بـبراعم روضة أينعت | ليومتـقـلـبت به وأذاق الـكـبير الهوانا وأشـرافه تساق قطعانا يـتضور حقدا وعدوانا وفـرق أهـلا وخـلانا وأهـدر مجدا وجولانا وشعارات صمت الآذانا بـات أحـلاما وأشجانا أضـحت شقاقا وفرقانا أبـطالا شدادا وشجعانا شحاحيطا وصدأ وكيسانا وفـي الـهزيمه حصانا وتـدمـر وحلب ولبنانا بصيدنايا عارا وعنوانا وفـي الـوغـى فئرانا وعـلى عرشها السجانا بـنـور يـبهر الانسانا ولاحـاقدا متكبرا جبانا فـاق وصـفـه اللسانا مـاأبـقـانا الله وأحيانا ذابـت دونـه الأوطانا مـنـك ولاأحلى مكانا عـطـرا عبقا وريحان | الأزمانا
*حركه كفى