إلى أولئك الذين يريدون سلاما مع الصهيونية
إلى أولئك الذين يريدون سلاما مع الصهيونية
محمد هيثم عياش
Deutsch-arabpresse-aiash@t-online.de
عقد في برلين يومي الثلثاء والاربعاء من 24 و 25 حزيران/يونيو مؤتمرين دوليين عن السلام في الشرق الاوسط ومساعدة الفلسطينيين بتأسيس فرق شرطة تقوم على استتباب الامن في الضفة الغربية إثر الإعلان عن احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة قبيل رحيل الرئيس الامريكي جورج بوش عن البيت الابيض نهاية هذا العام . شارك في مؤتمر مساعدات قيام الشرطة الفلسطينية 20 وزير خارجية من بينهم وزيرتا خارجية الولايات المتحدة الامريكية كونتسيلا رايس والصهيوية الماكرة تسيبي ليفني الى جانب حوالي اربعين مسئولا من الدول العربية واوروبا . ومن خلال كلمتها التي ألقتها أمام مشاركي المؤتمر حذرت هذه الصهيونية من خطر الاسلام على الامن والسلام الدولي مشيرة بأن الصهاينة يريدون سلاما في المنطقة الا ان هذا السلام يعتبر مستحيلا وطالما يوجد في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في فلسطين من يحملون الفكر الاسلامي ويرون تحرير فلسطين من النهر حتى البحر فريضة مؤكدة أن الصهاينة لن يقبلوا بالانسحاب من القدس الشريف ولن يقبلوا بفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة تملك سلاحا وانهم يوافقون على هذه الدولة شرط أن تكون منزوعة السلاح مع اشراف دولي وخاصة من المانيا والاوروبيين بينما أكدت وزيرة الخارجية الامريكية رايس ، وهي سيدة قبيحة المنظر تعتقد بأنها ملكة جمال العالم ، حرص الادارة الامريكية على حماية لكيان الصهيوني وان قيام دولة فلسطينية مستقلة سياسة امريكية قحة وذلك قبل مغادرة بوش للبيت الابيض بالرغم من سلبيات تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في تلك المنطقة معلنة ان القضاء على الفكر المتطرف كفيل بقيام هذه الدولة واستقرار منطقة الشرق الاوسط برمته . كان هذا موقف الادارة الامريكية وحكومة الصهاينة من الدولة الفلسطينية التي بدأ أكثر زعماء الدول العربية يتحدثون عنها ويؤيدونها علما ان جميع التحاليل والتكهنات السياسية تدل استحالة قيام هذه الدولة خلال نهاية هذا العام بل وخلال الاعوام القليلة المقبلة ، فقد رأى خبراء راقبوا المؤتمر ويراقبون السياسة التي ينتهجها الاوربيون في منطقة الشرق الاوسط من خلال ندوة دعا اليها مبرة هاينريش بول يوم الجمعة من 27 حزيران/يوينو أن الاتحاد الاوربي بعيد كل البعد عن المنطقة . اذ يعتقد خبير شئون الشرق الاوسط الاستاذ الجامعي اودو شتاينباخ مدير معهد الشرق الالماني في هامبورج بأن الحكومة الالمانية استعجلت بالدعوة لهذا المؤتمر لمساعدة بناء شرطة فلسطينية في جنين والضفة الغربية تكون عناصره على استعداد لاستتباب الامن في الدولة الفلسطينية الفتية ، فالدولة الفلسطينية لم يعلن عنها ولم تر النور بعد وقيامها يعتبر مستحيلا نظرا لتصريحات الوزيرة ليفني فكلمتها تدل على ان حكومة الكيان الصهيوني غير مستعدة لقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة وبالتالي تحريضها على المنظمات الاسلامية وخاصة منظمة حماس التي تعتبر شريكا رئيسيا لاحلال السلام في تلك المنطقة وبالتالي فان الدعم المالي هذا يعتبر سابق لاوانه فقد بذل الاوربيون اموالا طائلة لبناء البنى التحتية للسلطة الفلسطينية عقب مؤتمر مدريد عام 1991 الذي نجم عنه عودة كوادر منظمة التحرير الفلسطينية من المنفى الى غزة في مقدمتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات فمطار غزة الدولي الذي بني من أموال المانية واووربية اصبح / وعلى حسب تعبيره / أثرا بعد عين جراء اجتياح غزة واغلاق المدن الفلسطينية ومحاصرة عرفات في داره ليخرج منه مريضا الى فرنسا ويعود ميتا مؤكدا أن قيام دولة فلسطينية مستقلة تبقى بعيدة المنال وحلماء يراود الجميع في ظل الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس امريكا الجديد القادم مضيفا ان الادارة الامريكية غير صادقة باحلال السلام وعلى المرء الجزم بذلك من خلال كلمة وزيرة الخارجية الامريكية كونتيسلا رايس اثناء المؤتمر التي اعلنت رفض الادارة الامريكية اي حوار مع حماس وبالتالي كلمة الامير السعودي تركي بن محمد بن سعود الكبير أمام معهد هيسين لبحوث السلام والنزاعات الدولية يومي الثلثاء والاربعاء من 24 و 25 حزيران/يونيو ببرلين الذي أوضح جليا بأن الكيان الصهيوني يرفض استعداد الدول العربية بالمصالحة والسلام شريطة العودة الى حرب ما قبل الخامس من حزيران عام 1967 .
الا أن سفير الكيان الصهيوني في برلين السابق سيمون شتاين اعتبر المؤتمر المذكور بالهام لأنه سيساهم بالفعل قيام دولة فلسطينية مستقلة على ان تكون جهاز الشرطة الفلسطينية تشمل جميع اراضي الضفة الغربية وغير مقتصر على جنين وضواحيها مؤكدا ان الصهاينة يريدون السلام الا انه يجب ان يكون سلاما للمستوطنين بادئ الامر والدولة الفلسطينية المستقلة يجب ان تكون منزوعة السلاح دون جيش يدافع عنها اذ ان قيام جيش يعتبر بمثابة اعلام حرب مضمونة ضد الكيان الصهيوني وعلى الغرب اذا ما أراد بالفعل المساهمة بقيام هذه الدولة فيجب عليه الدعوة الى اتفاقيات دولية ترغم العرب عدم تقديم اي سلاح ومعونة مالية لتسليح الفلسطينيين معتبرا الاسلاميين بأنهم اكثر خطرا على الدولة العبرية من الحكومات العربية التي لا تزال تؤيد الارهاب والمقاومة الفلسطينية وحزب الله وغيرهم فحكومات هذه الدول مثل سوريا / على حد رأيه / ساهمت الى حد كبير بالحيلولة دون وصول عناصر فلسطينية واسلامية الى قلب فلسطين المحتلة لقيامها بأعمال ارهابية مشيرا انه اذا ما أراد الغرب قيام دولة فلسطينية مستقلة فيجب عليه تكثيف جهوده للقضاء على الحركات الاسلامية ضمن محاربته تنظيمات الارهاب الدولية .
هذه فقرات بعض ما قيل وقال في مؤتمر برلين للسلام في الشرق الاوسط وآراء هؤلاء الخبراء الا ان الطامة الكبرى تكمن باستماتة بعض زعماء الدول العربية للمصالحة مع الصهاينة عدوة الانسانية والاديان السماوية بما فيها اليهودية وتأكيد بعض مفكري العرب مثل الامير الاردني الحسن بن طلال ضرورة التعايش السلمي مع السرطان الصهيوني وذلك خلل محاضرات متعددة له القاها ببرلين ومدن أووربية أخرى ، قلت لهذا الامير عندما التقيت معه لأول مرة في جامعة برلين الحرة بعد محاضرة له عن السلام مع الصهيونية العالمية ، انكم تنتمون الى عائلة عانت الامرّين من خداع بريطانيا والصهيونية لكم ، تعاون جدكم الأول الشريف حسين مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية فكانت نهايته مؤلمة مات وحيدا طريدا في قبرص ، خان جدكم الثاني عبد الله بن الحسين قضية العرب والمسلمين فاصبح ملكا على الاردن فلما انتهت مهمته أردوه في القدس قتيلا ، والصهاينة التي تؤكدون على ضرورة السلام معهم لا يزالون يؤكدون بأنه يجب العمل أن يصبح الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين الا تشعرون بأنكم تضحكون على أنفسكم ، فصمت الرجل وكاد يبكي ، الا أنه عندما كان يراني ببرلين التي يزروها بين الحين والآخر يتحاشى الالتقاء معي خشية اصابته بآلام بالبطن وخاصة عندما قام معهد موسى كورن بيرنر للدراسات اليهودية بتسليمه جائزة لمساهمته بالتعايش السلمي بين المسلمين واليهود وذلك خلال حفل تم في شهر آذار/مارس من عام 2008 الحالي.
![]()