الزلازل الأضخم المُدمر وتوقعاته

الزلازل الأضخم المُدمر وتوقعاته

على سورية والمنطقة والاحتياطات المعدومة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

مئات الهزات ضربت المنطقة الواقعة مابين لبنان وسورية وفلسطين إلى اليونان منذ فبراير الماضي مع حركة جيولوجية نشطة ولكن الطامّة الكبرى إذا حدث الزلزال الأكبر ، الذي حدّثني مُختصين عن احتمالية وقوعه في منطقتنا التي تُعرف ببلاد الشام ، والذين رفضوا التعبير عن تصورهم  بمدى ما يمكن أن يُحدثه من خسائر، على اعتبار مُعظم الأبنية في سورية غير مُقاومة للزلازل البسيطة فما بالنا بالأكبر ، ولقد اتصل بي العديد من مدينة حلب منذ سنوات من الأهالي مُتخوفين من وقوع زلزال مٌدّمر ، كالذي ضرب دمشق في السابق عام 1759 وأدّى إلى تدميرها بالكامل ، والذي فسره البعض بالصدع الأرضي الموجود غرب بلاد الشام ، والقادر على توليد نشاط زلزالي ضخم في أي منطقة من بلاد الشام كُل من 200 إلى 250 سنة ، وما بينهما للزلازل المتوسطة وما دونها ، وللأكبر في ظروف تفاعلية أرضية لا يعتمد على وقت زمني معيّن ، وكما قال بعض الأخصائيين بهذا الأمر ، بأنّه لا يوجد تقنية في العالم تُنبئ بحدوث زلازل ولو قبل ثواني ، بينما أرجع بعض علماء الإسلام إلى وقوع الطامّة الكبرى الى مدى فساد البشر وصلاحهم ، فيُخفف الله الأمر ويُبعده عن البشرية كما يُبعد النيازك الكبرى عن اصطدامها بالأرض ، ويقولون بأنه متى استشرى الظُلم وسفك الدماء البريئة والفساد وكثرة الفتن التي هي صارت كقطع الليل المُظلم فإنها المُنذرة بعقاب الله بالزلازل ، لأنّ في الظلام يفتقد العبد الوجهة الصائبة ويكون العثار والسقوط ، فنرى من يرضى أن يكون نعلاً لأقدام الطغاة ، ونرى من يكون مُصفقاً راضياً عن ظلم أخيه الإنسان

وبغض النظر عن أضرار الزلازل وخسائره ، ورفضنا له وعدم قبوله ، ولكن الأهم ماذا اعددنا له ، فاليانماريون من قريب قد نُكبوا بزلزال قارب عدد ضحاياه فيه المائة ألف قتيل، وكان ممكن بحسب الخبراء أن يكون عدد الضحايا فيه أقل بكثير لو كانت الطُغمة العسكرية الحاكمة هناك مُهتمّة بأمر مواطنيها ، فهل علينا أن ننتظر الكارثة الأكبر من الطُغمة العسكرية المُسيطرة على مقاليد الأمور في سورية ودون الاستعداد لها ، وأخذ الاحتياطات اللازمة والمطلوبة ، وخاصةً إذا علمنا بأن هناك تغيُرات في البنية التحتية مابين سورية ولبنان تستدعي التنبه الشديد لحصول زلزال وهزّات أرضية في أي وقت ، وأنّ الكوارث القادمة ستحصد أكبر عدد من الضحايا بسرعة الزمن نظراً للكثافة السُكانية في العالم ، والبناء العشوائي والمُهترئ في مُعظم المدن السورية ، نظراً لقلّة إمكانية أصحابها ، والغش وعدم التخطيط السليم  وإصدار التعليمات المُناسبة للحد من الأضرار، وانتشار الرشوة التي أدّت إلى إفساد الضمائر ، والسماح بتحميل البناء فوق ما يضيق ، والذي أدّى إلى دمار البناء حتّى بدون هزّات ،هذا عدا عن الضعف بالأساسات ، وعدم دعم السلطة الحاكمة للأبنية المُهددة لتدعيمها وإصلاحها بحسب المواصفات المُتعارف عليها عالمياً

فنحن أمام كارثة مُحتملة الوقوع ، فماذا أعدّ لها النظام البوليسي القمعي لمساعدة المواطنين  ؟ الجواب لا شيء ؛وإنما  أعدّ لهم سجوناً ومنافياً وكُل أدوات الإذلال والقهر والتعذيب ، ولم يُكلف خاطره لحساب عواقب هذه الطّامّة عند تكاسله وتخاذله واستمراره في نهجه المُتجاهل للمشكلة والمُصيبة المتوقعة ، والتي تقتضي استنفار الجهود والطاقات والإمكانات واستنفار الدولة بكل قواها، وبعث حالة الطوارئ للترميم وإصلاح الفساد الكبير للتقليل من الخسائر المتوقعة، هذا عدا تجاهله  لمشكلة الفقر المدقع الذي أوصل هذا النظام  غالبية الشعب السوري الى مستوى مادون الخط المُتقع ، والتي تستوجب عليه سُرعة مُعالجتها من خيرات البلد وعطائاته الباطنية النفطية والمعدنية والزراعية وعائداته السياحية ، وموارده الاقتصادية الكثيرة التي قامت العصابة المُتسلطة على نهبها ، حتّى صار لكل فرد من أفراد الأُسرة الحاكمة المليارات من الدولارات ، وبخاصةً أُسرة بشار وآل مخلوف ، الذين سيطروا على مفاصل البلد الاقتصادية إضافةً إلى العسكرية وكل مناحي الحياة ، فهل يمكن لهكذا نظام اُشتهر بالفساد والتدمير والقتل والاعتداء وتكميم الأفواه ، والذي همّه الأوحد مُلاحقة المُثقفين والسياسيين والوجاهات العلمية والشخصيات الاجتماعية ، واعتقاله للشُرفاء وقادة البلد ، وتهجير الملايين ، وكل هذا لحسابه الخاص ، ومن اجل سعادة أسرته المارقة أن يفعل شيء؟ حاشا ولقد جربناه لأربعة عقود وصلت فيه اليوم بلدنا سورية إلى حالة الانهيار الكامل على كُل الصُعد

أخيراً : لا يسعني إلا أن أقول أنّ الأمر جدُّ خطير ، ويحتاج إلى جُهد كبير لتجاوز المخاطر ، من المسح الجيولوجي والهندسي للوطن بأكمله ، وضخ الكثير من الأموال المنهوبة لإصلاح الأمور ، فاليابانيون ليسوا أفضل منّا ، بحيث قوّة الزلزال عندهم تقع أقوى من أي مكان في العالم، ومع ذلك لا نسمع إلا عن قتيل أو اثنين أو لا يتجاوز العشرة ، فنحن لا نُريد أن يستمر حُكم الفرد العسكري الفاقد الشعور بالمسؤولية كما في يانمار ، والذي تسلّط على سورية عقود من الزمن أخذ فيها البلد نحو الدمار والخراب والانهيار، وإنما نُريد الرجال الوطنيين الأحرار ، الذين يحسبون لكل أمر إلف حساب ، ويُحركون العالم لأبسط الأسباب ، لإقامة ورشة عمل لإعادة البناء  وتامين حياة النّاس ، وليس إلى لصوص باعوا الأوطان ونهبوا البلاد والعباد.