هل يقلد بشار السادات

هل يقلد بشار السادات !!؟

د.خالد الأحمد *

قبل أن يموت حافظ الأسد فاوض العدو الصهيوني بضع سنين ، ووضعت الخرائط ، وتم الاتفاق على (95 %) من المشكلة ، ثم انهارت المفاوضات ورميت ، وراحت سوريا تطلب استئناف المفاوضات ، ودولة الصهاينة تطلب إعادة المفاوضات من الصفر ... فما الذي جرى !!؟

قيلت عدة تفسيرات يومها ، وكلها ظنون واستشراف للواقع السياسي ، والواقع السياسي للنظام الأسدي ( باطني ) عميق ، ليس من السهل الوصول لـه ...

أما الظاهر الذي أعلن أن حافظ الأسد يقول : جلست مرة على شاطئ طبريا ووضعت قدمي في مائها ، وأريد أن أكرر تلك الجلسة مرة ثانية .... مع العلم أن الصهاينة أصروا على أن يكون الشاطئ الشمالي لطبريا لهم ، بل عدة أمتار بعد الشاطئ أيضاً لأن الصهاينة لايفاوضون على الميـاه ...

ومما تحدث به الناس يومها ، وأعيد الحديث بـه اليوم أن عقلاء الطائفة العلوية جاءوا إلى حافظ الأسد وطلبوا منه أن لايكون التطبيع مع الصهاينة في الزمن المحسوب على الطائفة العلوية ...

ويبدو لي أن هذه المقولة – إن صحت – تدل على شعور وطني وقومي علوي أصيل ، لايريد أن يطبع الطائفة بخاتم النظام الأسدي الذي يبيـع كل شيء من أجل الاحتفاظ بكرسي الحكم ...

فهل تغير موقف الطائفة العلوية اليوم !!؟  لا أظن ذلك ...وإن كان تغير فلا يشمل أكثرية الطائفة ، لأن الغالبية دائماً مع الوطن ضد العدو الداخلي والخارجي ...

واليوم يبدو أن عقلاء الطائفة العلوية مطالبون أكثر من الأمس بحسم الظنون ، والتخلص من النظام الأسدي الذي تاجر باسمهم ، وصعد على جماجم الطائفة العلوية ، كي يتملك سوريا آل الأســد وآل مخلوف وأزلامهم ...

فهل يستطيع بشار النظام الأسدي أن يفعل كما فعل السادات !!!؟ يزور القدس ويجلس مع قادة الصهاينة يضحك ضحكات ( صفراوية ) يذهب عنه الخوف والقلق ....

هناك مشكلة زمنية ، وهي أن السادات يومها جلس بجوار ( غولدا مائير ) العجوز ذات الوجه كرقبة السلحفاة ... فأين يجلس بشار – إن زار القدس ـ !!!؟

وإن رضيت ( مائير ) السلحفاة أن تجلس بجوار ( السادات ) ، فهل ترضى ( ليفني ) ضابط الموساد السابق ، ووزير الخارجية الحالي ،  أن تجلس بجوار ( الأســــــد ) !!؟

وكل آت قريب ... وعسى أن لايأت ...فلا نريد لبلدنا أن يبيع الجولان بعد أن أجرها تأجيراً .....بل نريد أن يستردها كاملة .

              

*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية