قرار الشيعة في طهران ، وقرار السنّة في واشنطن؟

إذا صحّ الزعم ، بأن قرار الشيعة في طهران ،

وقرار السنّة في واشنطن، فما تكون النتيجة!؟

سامي رشيد

إذا صحّ الزعم الوارد أعلاه ، تكون النتائح المتوقّعة ، على الشكل التالي :

·  يكون قرار الشيعة ، في العالم ، مركزياً ، موجّها من قبل دولة واحدة ، تتبنّى مذهباً واحداً ، تسعى لفرضه ، على أتباع المذاهب الأخرى ، مسخِّرة كل فرد شيعي، في العالم ، يأتمر بأمرها ، سياسياً ومذهبياً .. في سبيل نصرة مشروعها الإمبراطوري التوسّعي ، في العالم الإسلامي ، كله ! كما توظّف المحامين المتطّوعين ، المجّانيين ، من أتباع المذاهب الأخرى ، السنّية وغيرها .. في الدفاع عنها ، وعن مذهبها ، ومشروعها .. باسم الدفاع عن وحدة الأمّة ، ووحدة أهل الملّة وأهل القبلة.. في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ! وتكون الشعوب الإسلامية ، ضحيّة مشروعين ، يتنازعان عليها .. أحدهما يوظّف ما يستطيع توظيفه ، من جهلَة الأمّة وأغبيائها ، ومتحمّسيها الحمقى ، وأصحاب النيّات الطيّبة الغافلين السذّج ، من المحسوبين عليها .. من أفراد عاديين ، وأدعياء ثقافة ، وأدعياء حكمة ، وأدعياء عبقرية سياسية ، وأدعياء حرص على وحدة الأمّة ..!

 بينما يوظّف المشروع الآخر، انتهازيي الأمّة ، ومرتزقتها ، وأصحاب المصالح والمطامع فيها ، ومارقيها ، والمبهورين بحضارات غيرها ، والكارهين لها ، ولتاريخها ، وعقيدتها وقيمها وأخلاقها .. من أدعياء التنوّر والاستنارة ، والتحضّر والتمدّن ، والانفتاح والتقدم ، والعصرنة والحداثة ..!

· يكون قرار السنّة ، السياسي والعسكري والأمني ، والتربوي والثقافي .. موزّعاً ، بين مجموعة من حكّامها ، والمؤسّسات التي يتحكّمون فيها ! ولكل منهم مذهب ومشرب ، ومنزع ومصلحة ، وخلق وطموح.. وتكون قرارات هؤلاء ، جميعاً ، خاضعة لسيّد ، خارج عن دائرة الأمّة كلها ، هو الإمبراطور الروماني ، القابع وراء المحيطات ، يوجّه من بعيد حيناً ، ومن قريب حيناً .. يأمر بحذف هذه المادّة من كتب العقيدة ، وتلك المادّة من كتب التاريخ ، وهذه الصفحة من كتب التربية ..! كما يوجّه القرار السياسي والعسكري والأمني ، لهذه الدول ، بما يناسب مصلحته ، ومصلحة حليفته الدولة الصهيونية ..! ولا يستطيع حاكم ، من المحسوبين على أهل السنّة ، أن يتّخذ قراراً جاداً ، في مواجهة الخطر الفارسي ، المذهبي ، المتمدّد في بلاده ، إلاّ بأمر من الإمبراطور، الذي ينظر في ملاءمة هذا القرار لمصلحته ، هو أولاً ، وفي خدمته للصراع بينه وبين دولة فارس ، التي قد يرى ، أنها تهدّد مصالحه في المنطقة ؛ وعليه التفاهم معها ، حول الغنائم والأسلاب ، التي يختلفان عليها ، من دول المنطقة وشعوبها ..!

·  ويكون ، بالتالي ، مصير الأمّة العربية ، بأكثريّتها السنّية ، حكّاما ومحكومين .. في مهبّ الأعاصير، بين نار الفرس ، ورمضاء الروم ! فأيّ مستقبل باهر، ينتظر هذه الأمّة ، شعوباً وأوطاناً !؟ وأّيّ مصير ينتظر حكامها ، الذين يتاجرون باسم السنّة ، في بازارات الدفاع عن كراسيهم .. ويخذلونها ، حين تحتاج دفاعاً عن عقيدتها ، وقيمها ، وأخلاقها ، وأوطانها ..!؟