العزايم
و(كود نمبر) سياسيي المنطقة الخضراء
احمد حسن الصائغ
مع كل ازمة سياسية تعصف بالمشهد العراقي الدامي, تأتي عزيمة هذا او ذاك من السياسين, ليخرج بعدها (ابو العزيمة) على الملأ بتصريح يبشر الجماهير بانتهاء الأزمة مع الطرف المعزوم (المعارض)
ويعد شهر رمضان من ابرز الشهور نشاطا في هذا المجال. حيث ان الطرف العازم يراهن على جوع وعطش السياسيين الصائمين المعارضين له. فجميع سكان المنطقة الخضراء صائمون!!! والحمد لله .
دعوة فطور المالكي الاخيرة للحكيم, ذكرتني بحكاية حدثت في خمسينيات القرن الماضي. اذ شهدت احدى المحافظات تظاهرات جماهيرية غاضبة لسبب ما, ولما كان المحافظ جديد لا علم له بدهاليز عالم السياسة الماكر, لم يجد امامه سوى ان يرفع سماعة الهاتف متصلا بـ (الباشا) ليخبره عما يحدث في المحافظة, وهو في غاية الارتباك. ولان (نوري باشا) قد خبر الساسة العراقيين والعوامل المؤثرة على طبيعة التكوين الفكري المشكل لمنظومة القيم الفكرية والمعارفية لهم للتفاوض مع الاخرين. فقد اخبره وبمنتهى الهدوء, ان يرسل من يجلب له قائد التظاهرة, ويجلسه عنده في مكتبه, ويرسل له (نفرين) كباب من دون ان يتكلم معه. وبعد ذلك يرسل له على (استكانين) شاي. ومن ثم امره ان يضع في جيب قائد التظاهرة نوط ابو العشرة .وقبل ان يغلق الباشا الخط اكد على المحافظ ان لا ينسى ان يجلب لقائد التظاهرة نفرين كباب( مو) نفر واحد .وفعلا قام المحافظ بتنفيذ وصايا الباشا بحذافيرها حرفا بحرف. وبعد ان وضع النوط بجيب القائد... استدار الاخير نحو الباب, متجها نحو جموع الشعب الغاضبة, وخاطبهم بصوته القيادي الجهوري: يا الله اخوان.... كل واحد يروح لبيته... الثورة حققت اهدافها.... فانقضت الثورة وتفرقت الحشود !!!!؟
اليوم وبعد دعوات المائدة المستديرة (المؤجلة) وبعد دعوات الغذاء والعشاء التي سبقت رمضان, ما زالت جملة.. الثورة حقت اهدافها.. تتردد, ولكن هذه المرة على لسان ابو العزيمة وليس على لسان المعزوم .
ويبدو ان تلك الموائد ستبقى صندوقا مغلقا للارقام السرية التي يتبادلها السياسيون فيما بينهم لضمان مصالحهم الخاصة بعيدا عن مصلحة الوطن ..وليذهب الشعب الى جهنم.