حزب الله
بين كرسي الأسد وطاقية المحكمة الدولية .....
الشيخ خالد الخلف
قيل أنه في أحد الايام كان هناك اثنان من إخواننا الصعايدة في مصر يلعبان الشطرنج فكان أحدهما لا يجيد اللعب فقال الاول قد قتلت لك حصانا"فاستشاط الاخر ثم قال له قد قتلت لك بيدقا" ثم رخا" ودواليك فما كان من الاخر إلا قام مسرعا" الى الخارج ثم عاد فحمل وزيره وضرب به على الرقعة مردفا" (سممتلك البهايم) فيبدو بأن الوضع بالنسبة الى النظام السوري ليس أفضل من حال ذاك الصعيدي البسيط حاليا" وكأن الشرق الاوسط قد ضاق به لدرجة بأنه لم يعد قادرا" على ترتيب أوراقه القديمة فهو في خضم الاستعانه بأوراق جديدة وبحسابات جديدة وإن كانت أكثر كلفة من سابقاتها
ويبدو أن التحديثات التي طرأت على المحافضه على كرسي السلطه والنظام العام في الشرق الاوسط الجديد تتطلب من النظام السوري مراجعة بعض إن لم نقل مجمل التحالفات والشراكات القديمة وطبعا" أيضا" يتطلب ذلك التضحية ببعض كروت الضغط التي استخدمها وإن كانوا من اللاعبين الاساسيين في ملعب مصالحه الخاصه .فمنذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان وأخذ حزب الله الدور الرائد للشرطي السوري في لبنان ومرورا"بحالات الاغتيالات المختلفة التي تلت ذلك ما كان من المجتمع الدولي إلا الالتفات الى الوضع الذي يمر فيه لبنان داخليا"وخارجيا"ومدى التأثير السلبي الذي إنبثق من حالة الفوضى العارمة التي تسببت فيها تلك الاحداث فصدر عن مجلس الامن الدولي عدة قرارات أهمها القرار 1559 والذي من بنوده خروج القوات السورية وعدم التدخل من النظام بالشؤون الداخلية للدولة الجارة لها إلا ضمن المعاهدات والمواثيق المبرمة بين الدولتين والمراعيه للاتفاقيات الدوليه على اساس احترام سيادة لبنان وليس الوصايه عليه .
وفيما بعد تم تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي أخذت على عاتقها البحث عن قاتل رفيق الحريري وكان أول المتهمين داخليا"وخارجيا" هو النظام السوري طبقا"للخلفيات والقرائن والادله الدامغة التي بنى عليها المحققون الدوليين واللبنانيون إتهامهم من خلافات واتجاهات ورؤيا سياسية مختلفة تماما"بين الرئيس الشهيد الراحل والنظام السوري الذي يأبى أن يكون في لبنان او العالم من يعارض سياساته الضيقة ونتيجة أحداث أخرى يعلمها القاصي والداني فقد عبر النظام عن اجرامه بالشكل الذي تبناه منذ تأسيسه والايديولوجية الدموية التي يتمتع بها حزب البعث وهو تصفية كل من يختلف معه بوجهات النظر بأي شكل من الاشكال.
وعندما وجد النظام نفسه تحت الضغط الدولي والامريكي وانه لا محال من دفع ثمن الاخطاء والانتهاكات التي قام بها والاجرام التي ارتكبها فكان أول من ضحى به ككبش فداء للمحرقة هو كبير ضباطه في لبنان اللواء /غازي كنعان والذي يعتبر الاب الروحي للوجود السوري في لبنان وهو الشاهد الاكبر والاهم على تلوث أيدي النظام بدماء رفيق الحريري وغيره من الشهداء ربما اتى ذلك تحسبا" من النظام على أن يقوم كنعان بالهروب من رؤوس الحكم الى الخارج وكشف المستور وافشال كل جهودهم في سبيل إخفاء الحقيقة المنشودة (طبعا"نحر برصاصتين في رأسه) وقيل انتحر و كان آخر فصل في مسلسل التصفيات والاغتيالات وكما يعرف الجميع من قنص اللواء محمد سليمان مسؤول الملف النووي والشاهد السوري في قضايا اغتيالات لبنان الى قائد العمليات الامنية والاستخبارتية في حزب الله الحاج رضوان ((عماد مغنية)). الذي كان قد ورد أسمه في خضم التحقيق لمكتب المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والذي تم إغتياله في وسط مدينة دمشق وبطريقة لا يمكن لاحد ان يقوم بها إلا من النظام وأزلامه بغية طمس آخر معالم الحقيقة التي يخشاها ،
والان وبعد انكشاف السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية بخصوص الشرق الاوسط وقضية المفاعلات النووية الايرانية والسوريه والعمل على تفكيك التحالفات الايرانيه إقليميا"وعزلها دوليا" وبالتالي الضغط المباشر على النظام السوري وفرض التخلي عن النهج الايراني في السياسة السورية التي تعتمد في جلها على المواقف الاقليمية التي تترأسها ايران وتشمل فيما تشمل جزء من النسيج اللبناني الداخلي والمتمثل بحزب الله فقد أضطرت الحكومة السورية لإعادة النظر في طبيعة علاقتها بحزب الله وخاصة بأن أصابع الاتهام قد أعيد برمجتها وتوجيهها الى أعضاء بارزين في حزب الله وأولهم الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله فهذا يوحي بأن الادارة الامريكية ودول الاتحاد الاوربي بالتعاون مع سوريا كنظام قد قررت التخلص من هذا الحزب بأي شكل من الاشكال والقضاء عليه وعلى كل من يقوم بمؤازرته ودعمه سياسيا"وعسكريا"ولوجستيا" و ابطال مفعوله الاسلامي كمقاومه شريفه ومن ضمن هذه الاطراف هو النظام السوري الذي تفهم الوضع وأدرك بأنه المتهم الاساسي وان البل قد يصل الى لحيته وهنا فقد بدأ النظام بترتيب اموره من التنازل عن الجولان لاسرائيل الى لواء الاسكندرونه لتركيا الى لائحة جديدة من التضحيات والتي تشمل حزب الله وفيما بعد ايران التي تقف الان على شفا حفرة من الهلاك أو العودة عن نواياها النووية والرضوخ لأوامر الشرطي الاسرائيلي الامريكي.
والان وبعد فترة من تسرب معلومات مقصود من المحكمة الخاصة بلبنان والقول بأن هناك
قرار ظني سيصدر عن المحكمة يتهم مجموعة من قادة حزب الله في منتصف شهر أيلول
القادم انبرى السيد نصر الله متهما" اسرائيل بإغتيال رفيق الحريري بعد خمسة أعوام
من الاغتيال وتقديم البراهين والادلة بالصور على تورط اسرائيل بالعملية وكأن السيد
حسن كان بإنتظار هكذا قرار حتى يقدم الادلة والبراهين على تورط الموساد الاسرائيلي
فالسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا لم يقدم تلك الادلة كل هذه المدة ؟؟
أليس هذا ما يعتبر إخفاء أدلة عن العدالة وعدم الشهادة على جريمة بشعة بحق لبنان
وشعبه والسؤال الثاني الذي هو برسم حزب الله لماذا هذا التوقيت بالذات الذي تم
إختياره لإبراز تلك الادلة الدامغة ومن المستفيد من إخفائها ولصالح من تم الان
الكشف عن الادلة وتوزيع الاتهامات الجديدة وهل من الممكن للحزب وأمينه العام أن
يتحملوا تبعات تلك الاتهامات
والاهم من ذلك هل يمكن للحزب الكشف عن مصادر وثائقه واثباتاته على ضلوع اسرائيل بالاغتيال ام اننا سنكتفي بالقول انه تم اعتراض بعض المعلومات المشفره والمنتقاه بدقه والمرسله من طائرات التجسس؟؟؟
الكل يعلم بأن النظام السوري لم يكن في وقت من الاوقات بمنأى عن عمليات الاغتيال قبل وبعد اغتيال رفيق الحريري فكلنا نذكر تلوث النظام بمجمله بإغتيال شخصيات لبنانية وغير لبنانية من" إغتيال كمال بك جنبلاط مرورآ بسمير قصير وغسان تويني ووووووووووو وصولآ بالضابط المكلف بجمع القرائن في الامن اللبناني في قضية أغتيال الحريري النقيب وسام عيد؟
أيضا" لم يكن يوما" النظام السوري إلا من أصحاب السوابق في التخلي عن الحلفاء في سبيل ترسيخ أركان حكمه في سوريا كتضحيته بالسيد عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعارض في تركية وتسليمه الى الحكومة التركية بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي بعد أن إحتضنه لسنوات وقام بتدريب كوادره ومقاتليه في سوريا ولبنان .
وغدا" لا يعلم أحدا" بمن سيضحي الرئيس الاسد من حلفائه ومريديه وممن تم السيطرة عليهم سياسيا"واقتصاديا" وأمنيا" ليكونوا فيما بعد وقودا"للنار التي يسير بها قطار الحكم وتثبيت الكرسي في سوريا
رئيس المجلس إلاقليمي لمناهضة التعذيب ودعم الحريات وحقوق الانسان في الشرق الاوسط