تضارب الأذواق والأبواق في القادة والرفاق
تضارب الأذواق والأبواق في القادة والرفاق
د.مراد آغا *
بافتراض أن الطبيعة البشرية ذات طبع تملكي ذاتي تبرر الواسطة والوسيلة والحال كل على هواه ومصالحه وأهوائه
وان افترضنا أنه وخير اللهم اجعلو خير أن منطقة الجزيرة العربية وملحقاتها في القارة الآسيوية هي منطقة زعامات وعشائر وقبليات ومايرافقها من تأليه لفلان وشرشحة لعلان تأرجحا بين موافق أومنافق ورافض أومعارض
وكله كان ومازال يدخل ويدرج تحت مظلة الأخوة ومايرافقها من عواطف ونخوة
حتى جاء تسونامي النظريات الشمولية والشيوعية المستوردة بمافيها تبديل وتحميل ألقاب لم تكن تعرف في مجتمعاتنا الأخوية كلقب رفيق والذي استبدل المفاهيم والمراسيم وحتى النسيم بآخر يحمل طابع الرفيق والذي حول الصديق والشقيق وحتى البطريق الى مناضل ورفيق
قد تكون الأفكار في منبعها تحمل صيغا مثالية وفلسفية لست من هواة تحليلها أو نقعها وشرب مياهها أو هضمها لأن تفكك المنظومة الشيوعية لاحقا أثبت فشل القيل والقال في هكذا ديباجه وموال
ماأتى به حزب البعث العربي الاشتراكي من أفكار كانت مطية للبعض لافتراس الشرعية والانسانية والبشرية في بلادنا العلية عبر تحويلها الى مزرعة أو مؤسسة خاصه لمن كانوا ينادون بالتعميم والعمومية والتأميم والأممية حتى أدخلوا المفاهيم والقيم في النملية عبر خطط خماسية أذهلت الكبير والصغير والمقمط بالسرير والتي مازالت بلادنا العلية تدفع منجزاتها فقرا وتشردا وسجونا وهجرة وافلاسا ناهيك عن دخول اسكندرون والجولان وحقوق الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان عبر انتصارات مسبوقة بالهتافات والهوبرات وكسر الهاء وقصف العدا بالمسبات والنقافات وراجمات البطيخ والشواريخ وحشرهم في غياهب المريخ
حتى وصل الأمر بالرفاق أن رافقوا قوافل الفقراء والطافشين والشهداء بعد تحرير الجولان عبر قصف حماة وحلب وحوران ناهيك عن اغتيال الحريري ولبنان ومخيمات النسيان وكان ياماكان
كل مايمكن قوله أنه منذ مجيئ الأفكار الرفاقية المرافقة للحركة التصحيحيه والتي وأدت الشرعية والبرية وحشرت الوطنية في النملية
لم تعرف البلاد طريقا الى أي وحدة أو حرية أو اشتراكية فلم تفتح لحد اللحظةأيه حدود أو مجرد اخدود مع أي بلد عربي مجاور بل زادت الحدود عمقا وزادت الأسلاك الشائكة ارتفاعا بل حتى وصلت الأمور أن يذكر في جواز السفر السوري جملة كل الدول عدا العراق امعانا واتقانا لفن الوحدة المخملية في بلاد الشعارات والمثالية
الحدود الوحيدة التي فتحت قسرا كانت مع لبنان بعد افتراس هذا الأخير اثر تدخل قوات الردع العربية وتفويض محرري الجولان افتراس لبنان ومخيمات النسيان تلك البلاد التي صبرت على مابلاها بعد تدخل قوات- جاء ليكحلها قام عماها-
تلك الحدود التي أغلقت مرة أخرى بعد الخروج الميمون للقوات السورية عام 2005 اثر اغتيال رفيق الحريري حيث تم الانسحاب بالسوي والمقلوب وفي كل حدب وصوب مستخدمين الحافلات والطراطير وباصات الهوب هوب
تحت عنوان التقدمية والرفيق تم الانقضاض على الرجعية والانبطاحية والزئبقية عبر دعس وفعس المسلمين والمتدينين السوريين بينما يتم دعم نظرائهم اللبنانيين والفلسطينيين
واستخدامهم قرابينا وضحايا في لبنان وفلسطين
بينما يسحق أي تجمع ديني سوري باعتباره أصولي ورجعي يتم دعم حماس وحزب الله ليس حبا في هؤلاء انما لمراوغة ومقايضة هؤلاء قشه لفه في أية صفقة وورقة تهدف الى ابقاء النظام قائما دائما ماأقامت ميسلون
هل كان دخول حزب البعث ورفاقه الساحة السورية والعربية نعمة أم نكبة تضاف لسلسلة نكبات أصابت العباد والبلاد بسلاسل من النكسات والوكسات مازالت جراحها تدمي لحد اللحظه
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي
هل يجدي نفعا استمرار مثاليات التقدمية والقومية والتي لم نرا منها لحد اللحظه الا زيادة في التفرق والانشقاق الداخلي والعربي ناهيك عن ويلات نظام الرفاق ومارافقها من هوبرات ومهللين وأبواق
هل أصلح الرفاق التفتت والفراق أم زاد الشقاق والنفاق وزاد حفرا في الأخاديد والأنفاق
هل تحسن وضع البلاد وأمتنا العربية قشة لفه قيد انملة أو حتى ذراع نحلة بعد ستة عقود من نتر الشعارات وسحب الشباري والسكاكين وتحويل الساحات الى امهات المسيرات والمعارك وحطين وتحويل المترنح والمتأرجح الى محمد الفاتح وصلاح الدين
هل وبعد بقاء سوريا وكوبا وكوريا نيقه عن الخليقه على وجه هذه المعمورة تتشدق بالتقدم والحرية والاشتراكية بعدما أكل الدهر وشرب على تلك الأفكار الجلية كم صحن فول وفته وكاسات الشاي والمته والمهلبيه
هل بقي من مصداقية لحكم الرفاق الأصدقاء الأعداء في أي تخطيط وتنسيق مستقبلي لبلادنا بعد سلسلة النكبات المرافقة للنكبة الرئيسية والتي أرجعت بلادنا عقودا الى الوراء وبكسر الهاء
هل سيتقبل الشارع السوري أي ادراج لنظريات ومثاليات الرفاق بعدما جرى وكتب وعلى مبدأ يللي ضرب ضرب ويللي هرب هرب
وان كنت أخيرا وعذرا على الاطالة هذه المرة وعذرا من كل شريف ومناضل حقيقي في بلادي سوريا سواء كان أخا أم صديقا أو رفيقا لأن الشرف والوطنية لايعرف مصطلحات وتسميات لكن انتهازيات وتآمر البعض هو من أوصلنا الى مانحن عليه ناهيك عن أن البشرية قد طوت بسقوط المنظومة الشيوعية تلك الصفحه واعتبارها مجرد طارئ أو مزحه
فرج الله أسر بلادنا وأهلنا أجمعين آمين يارب العالمين
وتباعا محاولة شعرية تصف الحال هذا والله أعلم
الرفيق
ماذا أقول في الرفيق
أم ليكن دون تعليق
يامن أشبعت الدنيا هتافا
وشعارات خفافا ونعيق
هل الرفيق أن نستبدل
الأب والابن والشقيق
بكل طامع وأفاق
وقاطع أرزاق وطريق
هل الرفيق وحدة
وحرية دون تحقيق
أم خطط خمسية
تجعل الدنيا تضيق
أو قطع أعناق وأرزاق
ونصب المقاصل والخوازيق
هل الرفيق عنصرية
طائفية شقاقا وتفريق
أم دمار المدن عمدا
بالطائرات والمنجنيق
هل قتل لبنان ورفيقا
واشعال الفتن والحريق
أم قوافل الضحايا
من الأحرار المشانيق
هل تحول الجلاد
قديسا صالحا وصديق
والرفيق القائم الدائم
من ملازم الى فريق
هل أضحت عندكم الآلام
والآهات مجرد نهيق
والفساد ونهب العباد
والبلاد أمر وثيق
وأنت أيها الشعب
أما آن تستفيق
أما آن لهذا الجرح
الدامي المؤلم العميق
أن يجد الدواء
ويعالج الداء العميق
ويرجع وجهك وطني
شامخا بهاءا وبريق
*حركه كفىspan>