موعد مع غزة مختلف المذاق
الشيخ خالد مهنا
أيام معدودات تفصل بيننا وبين شهر القربات والطاعات ومسح الذنوب وكثير من الناس مشغولون هذه الأيام بالاستعداد له وملء ثلاجاتهم بشتى الأطعمة،لكننا ولله الحمد والمنة آثرنا هذه السوينة ان نقف على بوابة هذا الشهر المبارك بأسلوب مغاير ،فمن جهة يشتد الطوق على غزة المنكوبة بألف حصار وحصار، ومن جهة أخرى نتواصل رحلة تهجير القدس وتقسيم المسجد الأقصى ومن ناحية ثالثة تتنزل الطوارق صبح مساء بالداخل الفلسطيني ،ولا تذال العراق أسيرة ، ولا يزال الشعب الفلسطيني برمته المهجر بالشتات ينتظر العودة..
الملفات الساخنة كثيرة،والصمت المطبق عن إيجاد حلول عادلة لها أكثر..
كعصفور يغمر ريشه في فيروز السماء نطلق يوم الجمعة في مهرجان البيعة والوفاء صرختنا بصوت واحد في وجه الظالم المستبد الذي يلبس ألف مسوح ومسوح..
فيا ترى هل يقدر لهذه الصيحة المجلجلة المهاجرة من ألوف القلوب والحناجر ومن خالص صدورنا أن تصل؟
هل يقدر لوبرت أن للقيد أن ينكسر أن يحط على أنامل الملايين كنجمة أرهقها الحصار والتعب والنصب وطول الترحال والسفر..
هل تنجو رسالتنا الغاضبة جداً جداً من أيدي سلطات تضييق الخناق والكبت والعصف ومن أيدي قراصنة البحر والبر والجو وخناجر المتآمرين لا ندري؟!..فهم كما حاولوا اغتيال غزة واغتيال المتضامنين معها وإغتيال القدس، حاولوا كذلك وما زالوا التأثير علينا بالحيل البوليسية لردعنا من إطلاق صرخة الوفاء لأنهم باختصار يرفضون على الوطن الفلسطيني أن يزوره نوّار.
الجمعة القادم 201086 رغم كل محاولات التضييق علينا- سنكتب أجمل وأروع وأنبغ قصائدنا لغزة الثكلى،سنكتبها رغم إرهاب الدولة التي ترفض أن يزورها الربيع..
نكتبها ونتمنى بمشيئة الله بكل ما أوتينا من جهد وإبداع وألف أن نفلح بتحطيم القيود وتحطيم الأغلال..
نكتبها على أرض طمرة الحبيبة لغزة والقدس وكل الوطن الممزع لأننا نحبهم،ومن أحب شيئاً قدم له المهر الغالي..
نكتبها لأنه لم يعد بإمكاننا ابتلاع الحزن المجلجل... فنحن يا أبناء أمتنا من المحيط إلى المحيط حركة ومجموعة بشرية قدرها أن تغير الواقع،وتترجم الأقوال إلى أفعال،بل قدرنا أن نكور الصلصال الساخن.. أن تكون صيحاتنا المتحدة هي الحروف التي ندورها فتشتعل في القلوب والحناجر كرؤوس البراكين الصغيرة.. آه!! كم بودنا أن نرسم في هذه الليلة ألف نجمة في ثانية ونمحو العواصف التي تمر بغزة والقدس بأقل من ثانية..
آه!! كم بودنا أن نفصل لقدمي غزة في ليلة البيعة والوفاء المثخنة بالجراح خفاً مضفورا من زعتر الغابات ولألئ البحر ومن يدري لعلنا نفعلها في ليلة الذهول والانبهار...
اه! كم نرغب في ليلة السعد هذه أن نفتح الستائر عن عيني فلسطين الخضراوين ...وكم كنا راغبين بعد ان أخذت تركيا دورها الريادي في قيادة سفينة كسر الحصار وبعد أن انكشفت إسرائيل!!أمام العالمان نكتب في هذه التظاهرة السنوية رسالتنا إلى الجولان وبغداد بلسان فصيح ،ولكن أمام كافة الخيارات الملحة بدا لنا أن لا خيار لنا في هذه الليلة إلا أن نبدأ مشوار الألف ميل من قطع الأميال الأولى باتجاه رفع الحصار عن غزة وتكسير قيودها لأنها أمامنا ووراءنا وعن أيماننا وشمائلنا، بل هي في ردائنا .....في خلايانا....في أصابعنا .....إنها لون عيوننا التي لا نستطيع الهروب منه...
موعدنا الجمعة مع غزة...أحلى موعد أعطيناه في حياتنا، ونتمنى بما لدينا من رواده صغيره فيها زهرات حمراء وأقمار بنفسجية وحروف تنبض كقلوب العصافير الصغيره أول الصيف أن تسمح لنا غزه بان نرقد وإياها على مخدة من ورق الدوالي لا أطرى ولا أطيب....... إني اعرف أن غزه أميره أسطوريه وان ألف فارس ينتظر تحت شرفتها المقمرة ليخفف عنها الضيم والوطأة،ومع هذا سنسبقهم ونحمل لها هديتنا ونجيء إليها...
فيا ذات العينين القزحيتين ،هل تفتحين أبوابك لتسمعي استغفارنا وتهليلنا وترتيلنا وتقبلي اشعارنا؟؟