نظرة على الصحف التي تنشر في الأحواز
نظرة على الصحف التي تنشر في الأحواز
(7)
عادل العابر - الأحواز
إتجه معظم السياسيين الأحوازيين في فترة رئاسة محمد خاتمي إلى جرائد الإصلاحات، فمن كان يستطيع قراءة اللغة العربية قرأ الصحف المحلية التي نشرت باللغتين العربية والفارسية كـ (صوت الشعب، الشورى، الحديث)، ومن لم يستطع فقرأ الجرائد الحكومية التي نشرت بالفارسية وقد أصبحت بالعشرات كــ ( مشاركت، راه نو، صبح امروز)، وبقت الصحف اليمينية مثل (كيهان) في أبسطة بائعي الجرائد لا يورقها أحد إلا لمسح زجاج الشبابيك، رغم أن سعرها كان رخيصاً جداً.
فاليساريون المتمثلون بالإصلاحيين جذبوا الأحوازيين بالمواعيد القومية والإقتصادية والسياسية.
وجذبوا الفرس المهاجرين إلى الأحواز والفرس الذين يقطنون في شتى محافظات إيران بالمواعيد الإقتصادية والإجتماعية وتوفير الحرية.
واستمرت صحيفة الشورى تنشر بالعربية والفارسية وكان تركيزها يدور حول الفكر العربي، ففي معظم أعدادها نرى مقالات وأقوالاً حول الفكر من كتاب عرب كـ (نصر أبو زيد، محمد عابد الجابري، هشام الشرابي وإلياس خوري) ومن كتاب أحوازيين أيضاً.
كما أنها إهتمت بالقضية الفلسطينية، فقلّ ما تجد عدداً منها ليس فيه خبر أو مقال عن فلسطين.
وقد إهتمت بمادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على أن القوميات الإيرانية تستطيع أن تدرس لغتها بجانب اللغة الفارسية في المدارس، المادة التي بقت معطلة حتى كتابة هذه السطور.
وعاتبت الصحيفة الإصلاحيين في عددها السادس كونهم لم يصوتوا لصالح هذا البند المعطل من الدستور عندما طرحه جاسم شديد زاده المندوب العربي في مجلس الشورى. ولم يكتف الإصلاحيون بعدم التصويت بل عارضوا جاسم شديد زاده وقدموا له إنذاراً عندما ألقى خطاباً باللغة العربية في البرلمان وحجتهم في المخالفة هي أن اللغة الرسمية في البلاد، فارسية وليست عربية! وإن إتاحة الفرصة للقوميات على هذا المستوى يشكل تهديداً وخطورة للأمن القومي الإيراني!
وقد حاورت الشورى الشخصيات العربية القادمة إلى طهران وسألتهم عن مدى معرفتهم بالشعب العربي الأحوازي وكانت معظم ردودهم أنهم لم يتعرفوا على هذا الشعب:
قال يوسف طافش الشاعر والكاتب الفلسطيني:
للأسف لا أعرف شيئاً عن الحركة الأدبية في إقليم الأحواز!
وقال صالح هواري الشاعر الفلسطيني وعضو الإتحاد لكتاب العرب:
لا أعرف عن الشعر الأهوازي.
وقال مظفر النواب الشاعر العراقي الشهير:
إن أدب الأهواز لم يصلني إلى الشام.
وقال غسان بن جدو الذي كان مراسلاً لقناة الجزيرة في طهران:
على الشعب العربي الأهوازي أن يوصل صوته إلى العالم العربي والإسلامي من خلال قنوات قانونية.
وسبب عدم معرفتهم بالأحواز هو التعتيم الإعلامي الذي فرضته إيران على قطرنا المحتل،
وفي وجهة نظري، يجب على الأحوازيين أن يشكروا الأحزاب التي تنشط في الخارج لأنها أوصلت صوتهم إلى العالم من خلال لقاءاتهم التلفزيونية ومواقعهم الالكترونية وإتصالاتهم بالأحزاب السياسية ولجان حقوق الإنسان وبالجامعة العربية.
وكتبت الشورى في معظم أعدادها مقالات حول القومية ولزوم الإهتمام بها،
فقد نشرت في عددها الثالث صوراً للفقيد جمال عبدالناصر وسمته الزعيم الراحل البطل.
ونشرت في عددها الثاني عشر مقالاً لـ عزيز مزرعة قال فيه:
فكرة القومية فكرة رائدة ومحركة لكل المجتمعات الإنسانية ومن هذا المنطلق تحصل البشرية على حقوقها.
ثم ينقل الكاتب الجملة التالية من جمال عبدالناصر:
القومية هي الخطر الدائم بالنسبة للإستعمار.
وقال على ساعدي في العدد الواحد والثلاثين:
لكي تحصل القوميات على حقوقها الثقافية، عليها أن تملك قبل كل شئ آليات السياسة.
وقال يوسف عزيزي بني طرف في العدد التاسع عشر:
في النظام الديمقراطي يجب أن تدرس لغة القوميات.
كما كتب في نفس الموضوع كتاب آخرون أذكر بعضهم:
عبدالكريم الأهوازي، فاضل عبيات، حبيب فريسات.
وربما هذه المقالات سببت أن تكتب صحيفة (روزان) الفارسية في عددها الثالث والسبعين ما يلي:
تشكيل فئات الضغط القومي خلاف لمصلحة النظام.
فرد على مقال روزان عبدالله السلامي وقال:
إن الكاتب لا يميز بين مطالب القوميات القانونية والإتجاهات العنصرية، واعتبر مقال روزان مؤامرة ضد القوميات.
كما أن مساعد وزير الثقافة والارشاد الإيراني في شؤون الطباعة والصحافة السيد (مؤدب شهيدي) وهو من رموز الإصلاحيين، هاجم الشورى في جريدة (كيهان العدد:79126) قائلاً:
تقوم عدد من الصحف المحلية بطرح القضايا القومية ومطالبها وهذا لم يكن في صالح الأمن القومي ويهدد مصالح البلاد.
وحثت الشورى الناس على المطالعة في أكثر من عدد.
ونشرت شكاوي الناس حول تواجد المخدرات في معظم أحياء الأحواز.
وليعلم القارئ الكريم أن النظام الإيراني هو الذي ينشر المخدرات في أحياء قطرنا المحتل متعمداً، هدفه من وراء هذا العمد تدمير الشباب والأسر الأحوازية، وإلا لما سمح لتجار المخدرات أن يتاجروا بأفيونهم في وضح النهار ولا يعترضهم أحد، والجميع يعرف عناوين أوكارهم سوى رجال الأمن الذين يغمضون أعينهم عنهم بسبب الرشاوي التي تقدم لهم ومقدارها ملايين التومانات.
ونشرت الشورى في عددها التاسع والعشرين طلباً لـ 300 فنان أحوازي إلى السيد (نشان) رئيس دائرة الإرشاد في قطرنا المحتل ليفسح المجال للإهتمام بالموسيقى العربية في الأحواز.
وأضيف أن الموسيقى العربية أهملت منذ إحتلال الأحواز عام 1925 حيث لم تدعمها أي جهة حكومية، وقد بادر الفنانون آنذاك ببعض الأعمال الموسيقية وأذكر منهم ( عبد الأمير إدريس، أحمد كنعاني، علوان الشغيدل، ذاري البريهي ) وسجلت أغانيهم على أشرطة كاست لكنها وبسبب إهمال الإذاعة والتلفزيون الإيراني للثقافة العربية، لم تستطع العبور من الحدود الأحوازية لتبرز نفسها في الساحة الفنية العربية.
وبعد أن انتصرت الثورة الإيرانية عام 1979 مُنعت الموسيقى العربية منعاً باتاً وحُرمت من جانب رجال الدين، فاعتزل الفنانون من الساحة الفنية وأتلفت أشرطتهم. فلقد كانت حملة مبرمجة ضد ثقافتنا العربية.
ولهذه الأسباب لا نرى أي حضور في التلفزيونات العربية للفن الأحوازي، لا في الموسيقى ولا في المسرح ولا في السينما.
وقد شجعت الشورى النشريات المحلية التي نشرت في الجامعات وفي المساجد وكانت نسخها ضئيلة جداً لا تتجاوز المائة نسخة:
فقد هنئت في عددها الثامن نشرية (البرهان) التي صدرت في الحميدية،
وهنئت في عددها العاشر نشرية (النداء) التي نشرت في الأحواز العاصمة،
وفي العدد الخامس عشر أخبرت عن إصدار (الكلام الآخر) في المحمرة،
وفي العدد السادس عشر أعلنت عن (التذكرة) في الأحواز العاصمة،
وفي نفس العدد أعلنت عن (الحوار) في جامعة تشمران،
وفي العدد العشرين أعلنت عن نشرية (الهدى) في حي الشكارة،
وفي العدد الواحد والعشرين كتبت عن (لمحات) في الأحواز العاصمة،
وفي العدد التاسع والعشرين نشرية (التغيير) في الزرقان،
وفي العدد الواحد والثلاثين (ديرة هلي) في الأحواز العاصمة،
وفي نفس العدد نشرية ( الأنوار) في الملاشية،
وقد تعطلت جميع هذه النشريات المحلية بعد أن تربع محمود أحمد نجاد على عرش الحكم في طهران.
وفي الختام ــ وبقت حلقة من نظرتي إلى الشورى ــ اعترضني أحدهم وأنا اكتب عن إيجابيات النائب الأحوازي جاسم شديد زادة (التميمي) وقال:
إنه كان يسافر مع الهيئات الإيرانية إلى خارج إيران ويدافع عن السياسة الإيرانية، فأقول:
مشى جاسم التميمي أمام المظاهرات الأحوازية التي اندلعت في عيد الفطر لعام 2005 وتحدى كاميرات المخابرات.
وطالب بحقوق الأحوازيين السياسية والثقافية طوال مدة نيابته بكل شجاعة، الأمر الذي يخشى أن يطرحه أي نائب أحوازي غيره.
حث الناس على المظاهرات في الملأ العام وقال:
يا أيها الشعب، يرفض النظام أن يمنحكم حقوقكم، فثوروا.
هو النائب الوحيد الذي اشترك في فعاليات حزب الوفاق السياسية.
هو النائب الوحيد الذي كان يتفقد الشعب الأحوازي في كل المحافظات رغم أنه كان مندوباً عن الأحواز العاصمة لا كل المحافظات.
ولهذه الأسباب لم تؤيد طهران صلاحيته ثانية كي يشترك في الإنتخابات البرلمانية.
وهذا لا يعني بأنني أميل إلى هذا الشخص وأؤيد كل ما قام به في فترة نيابته، فأنا أختلف مع رؤيته السياسية التي تطالب بحقوقنا في إطار الدستور الإيراني كل الإختلاف، واعتقد بالإستقلال التام عن إيران الفارسية. ولكنني نقلت عن هذا الرجل ما رأيته بعيني، وقد ذكرت مبادراته صحيفة الشورى ـ وها أنا أنظر في صفحاتها ــ في معظم أعدادها بل في جميعها.