حول دخول التحالف الأمريكي على خط قتل الأطفال في سورية

حول دخول التحالف الأمريكي

على خط قتل الأطفال في سورية

زهير سالم*

[email protected]

انتظر أطفال سورية طويلا يدا إنسانية تمنع عنهم غارات المجرمين من عصابات الأسد والولي الفقيه التي ما زالت تحصدهم وتئدهم وهم أحياء بقذائفها المدمرة وببراميلها المتفجرة وبغازاتها الخانقة ؛ ليفاجئوا أخيرا بانضمام طائرات التحالف الأمريكي ، الذي آثر الصمت سنين طوالا عن جريمة إبادة الشعب السوري ، إلى صفوف القتلة والمجرمين  الذين يدمرون ويبيدون...

يقصف طيران التحالف الأمريكي المتواطئ ضمنا مع الولي الفقيه وعصاباته وميليشياته المنتشرة بكثافة على الأرض السورية  على بصيرة وبدقة تجمعات الثورة السورية وفصائلها بلا تمييز؛  نصرة لبشار الأسد ولمشروعه الإجرامي . وفي إطار مساندة هذا المشروع الأسدي الإجرامي يمد الائتلاف الأمريكي مدى أهدافه المحددة بدقة عالية ليلقي قذائفه القاتلة على رؤوس المدنيين الأبرياء ليرتفع عدد الضحايا من النساء والأطفال في انحياز عملي سافر إلى مشروع إبادة السوريين وكسر إرادتهم وإجبارهم على الخنوع لمشروع الولي الفقيه حليف أوباما الاستراتيجي الذي منح حق السيطرة على العراق وسورية ولبنان واليمن ...

إن ما حدث بالأمس من جريمة أمريكية على مدن الشمال السوري ، ولاسيما على منطقة حارم ، حيث قصف طيران التحالف الأمريكي الأحياء السكنية فدمر وقتل أكثر من عشرة مدنيين وبينهم أكثر من خمسة أطفال أبرياء يكشف حقيقة هذا التحالف وأبعاد مشروعه الإجرامي المنبثق عمليا من مشروع الولي الفقيه وبشار الأسد .

إن الاعتذار بالخطأ الذي تعودنا عليه من القتلة والإرهابيين الأمريكيين  سيكون كما هو شأنه دائما العذر الأقبح من الذنب ، وإلا فبعد أكثر من شهرين على التدخل ( الجريمة ) أليس من حق كل سوري أن يتساءل لماذا لم يخطئ هذا التحالف الإرهابي بعباءته الدولية السلطوية مرة واحدة ليقصف قوات بشار الأسد أو تجمعات عصاباته  أو ميليشيات الإرهابي حسن نصر الله  على الأرض السورية ؟!

إننا إذ نعلم أنه في عصر سقوط الأقنعة عن المشروع  الأممي الأمريكي في ( الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان )  ليسفر عن وجه  كريه كالح ، لا يجدي أن نذكر هذا العالم بمبدأ أو بقانون أو بقيمة إنسانية اجتمع عليها البشر منذ تعرفوا إلى إنسانيتهم في ضرورة حماية المدنيين وتجنيب الأطفال معرات الحروب وآثامها من هذه المعرفة التي باتت يقينية لدينا ندرك أنه لا جدوى أمام جبروت إرهاب السلطة العالمية أن نعلن إدانة أو شجبا أو استنكارا لما تقوم به طائرات التحالف الأمريكي من قصف لبيوت الآمنين وقتل للأطفال والنساء ..      

سنكتفي في هذا المقام أن نسجل للتاريخ الإنساني والسياسي أنه بعد أن تخلف المجتمع الدولي والإنساني وحملة مشروع الحرية وحقوق الإنسان عن حماية المدنيين في سورية ، انضم ممثلو الإرهاب الدولي السلطوي إلى مشروع إبادة الشعب السوري رجالا ونساء وأطفالا لكسر إرادة الشعب السوري وإعادته إلى قرارة الذلة والخوف والمهانة والضياع ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية