اليهودية المحرَّفة بلا رتوش
غيض من فيض
رضوان سلمان حمدان
حاخام يُبيح لجيش الاحتلال قصف التجمعات السكنية وقتل الأبرياء في غزة
أجاز الحاخام الأكبر لمغتصبة "كريات أربع" ومغتصبات الخليل، المدعو "دوف ليئور"، لجيش الاحتلال الصهيوني قصف التجمعات السكنية في قطاع غزة، وإن كان قاطنوها من الأبرياء.
وهذه فتوى أسبق للحاخامات: في الحرب المعاصرة لا يجب التمييز
بين المدنيين والجيش.يقول إفرات فايس:
هل يجب أن نتعامل مع المدنيين الفلسطينيين على أنهم مخربون خلال الحرب في المناطق (الفلسطينية)؟ هذا ما يعتقده رؤساء المدارس الدينية ومجموعة أخرى من رجال الدين اليهود، ومن بينهم الحاخام دوف ليئور رئيس لجنة رجال الدين اليهود في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة.
وجاء في فتوى علنية نشرها رجال الدين اليوم (الثلاثاء 7/9/2004) ما يلي: " في الحرب المعاصرة لا يجب التمييز بين السكان المدنيين وبين الجيش..". وقد تم إرسال هذه الفتوى إلى كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان في دعوة لتغيير الوضع الراهن.
ووأيضاُ لهم كل حين تأكيد على عقليتهم وعنصريتهم وكراهيتهم للجنس غير اليهودي من بني البشر.
في مقالة بقلم: د. فوزي الأسمر يبين فيها البعد النفسي والديني والثقافي للإجرام اليهودي.. يقول تحت عنوان" ثقافة القتل الإسرائيلي المتعمد ..!!":
أصبح معروفا تاريخيا قيام إسرائيل بقتل متعمد، ومجازر مريعة ضد المدنيين العرب، من فلسطينيين ولبنانيين وغيرهم. وفي كل هذه العمليات يجري القتل المتعمد بدم بارد، ويمكن الإشارة إلى كثير من هذه العمليات، على غرار مذبحة دير ياسين ومذبحة كفر قاسم، ومذبحة جنين ومذبحتي اللد والرملة ومذبحتي قانا ومروحين في لبنان ومذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي قام بها السفاح باروخ جولدشتاين، والمذابح التي ترتكب يوميا في قطاع غزةة.
ففي الحرب على لبنان ارتكبت "إسرائيل" جرائم نقلتها وسائل الإعلام المرئية، وكانت شاهدا حيا على ذلك. فقد كانت "إسرائيل" تطلب من سكان القرى الخروج من قراهم لأنها تريد أن تدمرها، ومن ثم تقوم الطائرات "الإسرائيلية" بقتل متعمد لجموع النازحين منها.
وكذلك نقلت وسائل الإعلام مذبحة قانا الثانية، والمنازل التي هدمت على من فيها، وصور الأطفال الذين انتشلوا جثثا هامدة أو أعضاء متفرقة، وحيث النساء والرجال المسنين الذين حصدتهم الطائرات "الإسرائيلية" وهم يحاولون النزوح.
ولا يستطيع الإنسان إلا أن يتساءل عن الأسباب والعوامل النفسية التي تدفع الشخص إلى القيام بمثل هذه الجرائم من دون أن يتحرك ضميره الإنساني.
ويقول علماء النفس، إن وصول الإنسان إلى هذه المرحلة من الجمود الحسي والأخلاقي، يحتاج إلى عوامل تفوق إنسانيته، على غرار التطرف العقائدي أو الخلل العقلي. وأريد هنا أن أتطرق إلى تصرفات "إسرائيل" على مدى نصف قرن ونيف من وجودها، حيث واكبنا أخلاقياتها الإجرامية التي تبررها، ويقبلها العالم على أساس أن اليهود ذبحوا على أيدي النازية، ويحق لهم الدفاع عن أنفسهم بكل وسيلة. ولكن الموضوع أعمق من ذلك، لأن له بعدا ثقافيا مبنيا على اجتهادات دينية. فالديانات السماوية جميعها، تدعو إلى احترام حياة الإنسان، ولكن بعض الاجتهادات تتخطى ذلك. والموضوع اليهودي موضوع حساس، له بعد عاطفي خصوصا لدى الشعوب الأوروبية التي انبتت الأيديولوجيات العنصرية، وقامت بعديد من المذابح، كان آخرها الأيديولوجية النازية.
والتاريخ يشير إلى ضعف الأقليات اليهودية عندما كانت منتشرة في العالم، وخضوعها للمذابح النازية خير دليل على ذلك. ولكن عندما وجدت لها القوة العسكرية والسياسية، كما هو الحال في "إسرائيل" اليوم، خرجت الثقافة اليهودية المتطرفة من قمقمها، وظهر وجهها الإجرامي القبيح الذي عبرت عنه، ليس في الدفاع عن نفسها، وهو أمر مقبول، بل بالمجازر المستمرة ضد العرب وبسرقة الأراضي.
هذا التصرف له أسس عميقة داخل الثقافة اليهودية، والتي يتحاشى الكثيرون الخوض فيها لأسباب كثيرة، في مقدمتها الخوف من التعرض لحملة مسعورة تشنها المنظمات اليهودية الصهيونية، والمسيحية الصهيونية، والتي تعتبر أن: "اليهودي هو بؤبؤ عيني الله. لا أعتقد أنه في وسع أمريكا أن تدير ظهرها لشعب "إسرائيل" في عالم الوجود، والرب يتعامل مع الشعوب بقدر ما تتعامل هذه الشعوب مع اليهود" (القس جيري فالويل، زعيم إحدى أهم المنظمات المسيحية الصهيونية في أمريكيا، في حديث تلفزيوني، نقلا عن بيان من جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية 26/7/2006.
وقام عدد من المفكرين اليهود بتحمل مسؤولية كتابة حقائق عن هذه االأخلاقيات، على غرار البروفيسور إسرائيل شاحاك والحاخام اولمير برجير والبروفيسور نعوم تشومسكي والبروفيسور نورمان فينكلستاين وغيرهم.
فعندما قام باروخ جولدشتاين بمذبحة الحرم الإبراهيمي، وقتل العشرات من المصلين في المسجد، قالوا إنه مجنون. إلا أن أتباعه أقاموا له نصبا/span> تذكاريا وسوقوا نبيذا يحمل صورته واسمه.
وإبان حرب عام ،1967 وبعد أن سفكت الكثير من الدماء العربية، خرجت القيادة الدينية اليهودية في "إسرائيل" بفتوى تبرر هذا القتل على أساس أنه "قتل العمالقة"، الذين جاء ذكرهم في التوراة، على أساس أن الله سبحانه وتعالى حلل ذبحهم.
وعندما وقعت مجزرة دير ياسين في عام 1947 برروا ذلك بأنها فترة حرب. وعندما وقعت مجزرة كفر قاسم، عام 1956 برروها بأنها عملية أمنية، وهكذا تأتي التبريرات. ولكن هناك الكثير من المجازر التي وقعت ولم تستطع "إسرائيل" إيجاد تبريرات لها.
فففي حرب لبنان الأخيرة، وبعد المجازر التي وقعت هناك نادى بعض قادة "اسرائيل" بقتل المدنيين غير اليهود، من جملتهم عضو الكنيست عن الحزب القومي الديني، آفي ايتان، حيث قال: "مسموح قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأعداء"، وذلك في مقابلة من صحيفة "معاريف" يوم 15/9/2006.
ولكن لا يمكن اعتبار هذا الشخص بأنه مجنون، بل إنه يمثل شريحة كبيرة من سكان الكيان. وثقافته الدينية تسمح له التفوه بمثل هذا الكلام عن قناعة تامة، طالما أن القتل ينال غير اليهود. وكان هذا الشخص نفسه قد طالب قبل أيام عدة من مقابلته هذه بطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة، واعتبر فلسطينيي 1948 بأنهم طابور خامس (يديعوت أحرونوت 9/11/2006).
وفي 26/9/،2006 نشر "مركز الشرق الأوسط الدولي" خبرا يقول إن الحاخام يوسف فلاي، الذي يقطن في مستعمرة "يتسهار" اليهودية في الضفة الغربية، وجه نداء عبر مقال نشره في صحيفة المستعمرين اليهود "طرق في الحرب"، إلى الحكومة الإسرائيلية يطالبها: "بقتل كل الذكور في الشعب الفلسطيني الذين يرفضون ترك الأراضي (المحتلة)".
ولكي نفهم هذه الذهنية والثقافة التي تدفع بزعيم "إسرائيلي" التحدث بهذه اللغة من دون وجل، يجب أن نعود إلى ثقافته الدينية، وأفضل مصدر لذلك هي الكتب التي كتبها البروفيسور اسرائيل شاحاك، ونشرت بلغات عدة. وسوف أقتبس بعض ما جاء في كتابه الذي صدر باللغة العبرية عام 1966 بعنوان: "من أجل يهودية صادقة: معاملة/span> اليهودي لغير اليهودي". وبعد ذلك بسنوات عدة نشر بالانجليزية: "التاريخ اليهودي والدين اليهودي".
يقول شاحاك: "الغوييم (أي غير اليهودي) حسب الهالاخاه اليهودية (وهي النظام القانوني الكلاسيكي للتعاليم اليهودية التي وردت في كتاب التلمود) فإن الكلمة: إنسان، تشير إلى اليهود فقط: أنتم تسمون بني آدم، وأمم العالم لا تسمى ببني آدم" (اقتبسها شاحاك من دائرة المعارف اليهودية). واقتباس آخر: "اليهودي الذي يقتل ”غوييم“ يحاكم في السماء فقط، والذي يقتل ”غوييم“ بشكل غير مباشر لا يحاكم على ذلك حتى ولا في السماء". (اقتبسها شاحاك عن دائرة المعارف اليهودية، وعن الكاتب راميام في فصل عنوانه القتل).
كما يخبرنا شاحاك عن معاملة اليهودي لغير اليهودي، من جملتها: "ممنوع لليهودي إنقاذ غير اليهودي من الموت" (المصدر السابق صفحة 16). كما أنه من تعاليم التلمود، وقوانين الهالاخاه يظهر أن: "لحم الإنسان غير اليهودي هو لحم حمير.. في إشارة إلى الغوييم". (اقتبسها شاحاك عن دائرة المعارف للتلمود اليهودي من فصل ”الغوييم“. كما أن الغوييم لا روح له.
والواقع أننا نستطيع الاسترسال في مثل هذه الاقتباسات، بكل ما يتعلق بحياة الإنسان غير اليهودي ومعاملة اليهودي له، هناك أشياء قد لا يستوعبها عقل الإنسان. ويمكن العودة لكتب شاحاك، والحاخام الإصلاحي اولمير بيرجير، وغيرهما لدراسة هذه المواضيع.
إن القتل المتعمد للمدنيين الأبرياء، نابع من ثقافة عميقة، تمنح فاعليها راحة نفسية، ولا تحملهم شعورا بالذنب، أو تخطي مفهوم البعد الإنساني للآخر.
ففمن هذا المنطلق يجب أن ننظر إلى المذابح التي تقوم بها "إسرائيل" ضد غير اليهود، والقتل المتعمد الذي تمارسه ضدهم، والتصريحات التي تنادي بتبرير القتل الجماعي. وإذا كان الذين يتحدثون عن ذلك يعتبرون من المتطرفين، أو المجانين، فكيف يمكن أن نفهم نفسيات الذين يعطون الأوامر والذين ينفذونها؟
وهذه فتوى أيضاً جديدة للحاخامات اليهود..
حاخام يدعو لقتل من يكره إسرائيل.. وآخر يطالب بشنق أولادهم
أفتى عدد من كبار الحاخامات في "إسرائيل" بأنه يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم "عملاق"، على الفلسطينيين وعلى كل من يكره إسرائيل.
ونقلت صحيفة هآرتس عن الحاخام "يسرائيل روزين"، رئيس معهد "تسوميت" وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود، أنه يتوجب تطبيق حكم "عملاق"، على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه.
وينص الحكم المذكور على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وسحق حتى البهائم، وفق ما تلاه الحاخام روزين الذي قال: "اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية، اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلاً شخص يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، لا تتركوا زرعًا أو شجرًا، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار"./span>
وفتوى أخرى بشنق أولاد منفذ عملية القدس:
ووفي سياق هذه الفتاوى المتطرفة، المسكوت عنها، دعا الحاخام صموئيل إلياهو، نجل الحاخام الأكبر السابق مردخاي إلياهو، إلى الانتقام من عائلة علاء أبودهيم، منفذ الهجوم على مدرسة "هراف" الدينية مطلع مارس الجاري من خلال "شنق أفراد عائلته على شجرة عالية، موافقاً بذلك دعوات كانت قد صدرت في أعقاب الهجوم.
وجاءت دعوات إلياهو، الذي يشغل حاليًا منصب كبير حاخامات مدينة صفد، من خلال رسالة إخبارية وصلت إلى أتباع المحافل الدينية اليهودية في "إسرائيل".
وجاء في رسالة إلياهو: "يتوجب على البلاد التي تهتم فعلاً بمواطنيها أن تشنق أطفال الإرهابي العشرة على شجرة عالية.
واقتبس إلياهو الحكم "شنق عشرة أولاد" من أسفار التوراة التي تتحدث عن المواجهة مع "هامان" الذي كان يعتزم "إبادة" اليهود في فارس القديمة قبل أن تفشل مخططاته، وفقًا للديانة اليهودية.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، قال إلياهو إنه اقتبس من التوراة "على سبيل التشبيه،" إلا أنه أعاد التأكيد على قبوله لمبدأ الانتقام من الأشخاص الذين يهاجمون اليهود.
وقال الحاخام الأكبر لصفد خلال المقابلة: "لا أعتذر عمّا قلته وأؤيد كل ما سبق أن كتبته"./span>
لا أريد الآن أن أبين أخلاق ومبادئ الإسلام خلال الحروب ومع غير المسلمين بشكل عام.. فحتى الأطفال يعرفون ذلك ...
فقط أنقل من كتاب «الحضارة العربية في القرن الرابع الهجري» لآدم ميتز، أن «الخليفة العباسي المعتصم بالله أخذ أحد حصون أرمينية عنوة بعد معركة دموية، فأمر أن لا يفرق بين أعضاء العائلات التي وقعت في الأسر»
وعن الفخر الرازي في تفسيره «مفاتيح الغيب» قوله: «النفس الإنسانية أشرف النفوس في هذا العالم والبدن الإنساني أشرف في هذا العالم»
ووصية علي رضي الله عنه الشهيرة في قوله «إذا هزمتموهم، فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، ولا تهتكوا ستراً، ولا تدخلوا داراً إلا بإذن، ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً، ولا تعذبوا النساء بأذى وإن شتمنكم وشتمن أمراءكم، واذكروا الله لعلكم ترحمون»
هذه ثقافتنا وهذا ديننا الذي به نفاخر العالم..