عين العرب!؟.. أم كوباني !؟

عين العرب!؟.. أم كوباني !؟

مصطفى العلي

[email protected]

أمر عجب !!! يحصل اليوم في عين العرب .... تلك المدينة التي تقع شمال شرقي حلب ... تهتز وترقص ليس من طرب بل من رعب وشدة خوف وغضب ..ممن !؟ ..

من أهلها الأكراد !؟ أم من جيرانها الأتراك !؟ أم ممن كانت عينهم ومالكة قلوبهم زمنا طويلا ولاة أمرها العرب!؟ 

تصبح وقد غلب عليها أسمها الكردي "كوباني" يتردد في كل وكالات الأنباء بما فيها بل وفي طليعتها قناة تسمي نفسها زورا وبهتانا بالعربية علما أن الدولة التي تطلق الإسم العربي على هذه المدينة لازالت قائمة في عرف معظم الدول التي تنتمي لها هذه الوكالات وسفاراتها لا زالت تمارس مهامها في دولهم كالمعتاد .... ولا تجد داعش مكانا تجاهد فيه لتحرير الشعب السوري إلا عين العرب المكان الأكثر حساسية والمزروع بألغام التحسس التاريخية بين الأكراد وإخوانهم العرب التي زرعها محبو الخير لهذه الأمة ممن أرغم اجتماعهما "العرب والأكراد" أنوفهم يوما وقال لهم قائدهم البطل الناصر صلاح الدين آنذاك " اذهبوا ولن تعودوا" العبارة التي لم تغادر ذاكرتهم وبقيت تتناقلها أجيالهم لقرون إلى أن ردّ عليه الجنرال"غورو" يوم وطئت أقدام جنده أرض دمشق ووقف أمام ضريحه قائلا: " ها قد عدنا ياصلاح الدين" والأمر الأخطر في سلوك من نسبت نفسها لدولة الإسلام " داعش" هو القيام بما تقوم به من قتل وإبادة تحت راية الإسلام الرابط الوحيد الذي لا زال يربط الشعبين الأخوين على مدار مئات السنين لقطعه إلى الأبد ووضع أكبر إسفين في نعش الوحدة السورية وجعل الدولة الكردية المستقلة حقيقة واقعة بعد أن تصبح كوباني رمزا للصمود القومي الكردي في وجه العنصرية العربية الإسلامية بإشراف ورعاية مباشرة من قواة التحالف الشيطاني واستعراضها البهلواني الذي جاء مع أذنابه ....شركائه في الطبخة المسمومة الذين أرسلهم قبله يملأ بلاد المسلمين بالدمار والخراب باسم علكة أصبحت حامضة جدا وسخيفة تدعى مكافحة الإرهاب بالاشتراك مع طواقم الطبالين والزمارين والمزعبرين وأصحاب الأذناب من الببغاوات والجراء والكلاب....

ليس هذا فحسب ! بل لإحداث ثقب في الجدار التركي الذي لازال انتصابه منيعا يثير حفيظة المنظّرين لهدم آخر حجر في بلاد المسلمين بتفجير القنبلة الكردية من جديد بعد أن أفلحت القيادة التركية الحكيمة بانتزاع فتيلها وزرع الوئام بين الشعبين الشقيقين الذين يشكل اجتماعهما رعبا لحملة الصليب ونجمة داوود ومشعل فارس.

==================

وجـــــبة ديمــــــــوقراطية

كنا قداشتهينا هنا في سورية كما كان سبق واشتهى إخوان لنا في بعض بلداننا العربية على وجبة ديمقراطية أسوة بسائر خلق الله من سكان الكرة الأرضية لما رأينا سماطاتها الشهية ممدودة في كل البلدان الغربية تفوح منها رائحة الإنسانية المحشية بكريما العدالة والمساواة والحرية والكرامة والحقوق الشخصية والكثير من هذه المفاهيم التي تعتبر في بلادنا المرمية على قارعة الطريق المؤدية إلى الكرامة خيالية.. 

خرجنا في مسيرات عفوية جماهيرية حاملين أحلامنا الوردية بالخلاص من عهد الهمجية والعصابة الأمنية والحزبية والمحسوبية والحرامية إلى حيث يتساوى أمام القانون الراعي الرعية ورحنا نصرخ بملء أصواتنا الشجية أمام القنوات الفضائية,,"بدنا حرية ... نحنا بدنا حرية" وأنتشينا وأخذتنا الحمية لأن مطالبنا كم قالوا لنا في البداية شرعية....

وبعد أن أصبحت المسألة جديّة وأخذنا نقترب من تحقيق طموحاتنا التاريخية... أخذت سماؤنا تتلبد بغيوم غير عادية وبدأت تنتصب في وجوهنا الحواجز الوهمية ...اختلفت اللهجة وراحوا كل يوم يخرجون علينا بحجة إلى أن بانت النوايا وظهرت الخفايا

 نظروا إلينا شذر مذر معتبرين طلبنا هذا نوع من الترف والبطر وأفهمونا بطريقة دبلوماسية أن الديمقراطية أكلة غربية لا تتقنها المطابخ الشرقية  صنعت خصيصا للأمم "الهاي هاي" التقدمية وهي ممنوعة علينا نحن  الناطقين بالعربية لأننا " مو قد المقام" لا زلنا كتير صغار وأقزام على هكذا تقنية ... 

 عملوا المستحيل لجعل تحقيق حلمنا مستحيل ضربونا بشتى أنواع الأسلحة الخفيف منها  والثقيل مرورا بالسكودات والبراميل كُرمى لعيون إسرائيل ... أسكنوا في بلادنا عزرائيل ....وزعونا ما بين جريح وقتيل وذليل لاجئ شريد في بلاد الغربه تائها حائرا لا يعرف أيقصد شرقه أم غربه!! ... كل ذلك من أجل قليل من الديموقراطية  ....جربوا فينا كل المعدات الحربية التقليدية وغير التقليدية والمحرمة في كل الأعراف الدولية ....الانشطارية والعنقودية وأكملوها بالأسلحة الكيميائية أمام سمع وبصر كل البشرية التي طنشت وهمشت أخبارنا بالكلية  زرعوا بيننا قطّاع الطرق والحرامية والعواينية وتجار الشعارات الدينية حتى يقولوا هذه ليست ثورة شعبية بل هي جماعات إرهابية ....." علكة كتير صارت حامضة وبايخة وسايخة وباينة أهدافها الحقيقية..

.. استقدموا لنا حالش وداعش والكثير من البهائم وأكلة الحشائش من بقر العراق وشذاذ الآفاق.... والحوثية حتى يثبتوا للعالم أنها مسألة طائفية .....

وأخيرا اختصروا قصتنا في داعش متناسين كل هذا الظلم الفاحش وقصة البلد "اللي ما رح يبقى فيها حدا عايش.. ميت أو بيصارع الموت أو في بقاع الأرض طافش" !!!

انتقلت ثورتنا إلى كوباني باب البلد الوراني وصارت حديث القاصي والداني ... حبة و نفخوا فيها حتى جعلوها قبّة ..... آلاف من الثيران تخور في غضب ..تريد رأس هرّ أساء الأدب .. قرعوا لأجل ذلك طبول الحرب وخطبوا الخطب... جمعوا له كيد الأجانب وشجاعة العرب  فلم يقفوا له على أثر ولم يمسكوا له حتى ولا بذنب مع تكهنات بأن تمتد المعركة بيبنهم وبين الهر لسنين وربما لحقب....

القصة معروفة والخطة باتت أكثر من مكشوفة غرضهم أن يطفئوا شعلة النور التي تبدد ظلمة الديجور وتفضح كل مجرم يتخفى تحت أستار الليل وتكشف كل لص وقاتل ومأجور... يريدون منع الشمس من الشروق .. حتى تصفو الأمور للخفافيش والمشبوهين وتروق ..وهيهات هيهات.. أن تدور عجلة التاريخ إلى الخلف وتتحقق لهم الأمنيات!

 لا يمكن أن يجمع بعد أن يراق الماء...س كما أنه لايمكن العودة بالرقيق والإماء ولو ماتوا جميعا إلى الوراء ...

 أذّن لصلاة الفجر بلال وتردد صدى أذانه فوق الروابي والتلال... ولا بد من إقامة الصلاة لأن الصلاة خير من النوم وأنى أن ينام أحد بعد اليوم إذا

 كان فيه بقية من شرف أو كرامة أو دم!!؟؟