كل عام وأنتم بخير

مصطفى العلي

[email protected]

أحبتنا أبناء الوطن الجريح المتأرجح على أجنحة الريح 

كل عام وأنتم طائعون متقون ...

كل عام وأنتم بخير لابأس عليكم إن شاء الله ولا ضرر ولا ضير... 

أنبت الله في حدائق أنفسكم بذور الفرح والأمل 

وكلل أيامكم بأكاليل البهجة والمرح والعمل

... صحيح أن سماءنا ماطرة وأحلامنا عابرة وجراحنا غائرة

إلا أن شتاءنا القارس يوشك أن ينقشع عن ربيع يذوب فيه الثلج ويبدو فيه المرج ضاحكا مسبحا بحمد الله 

سيمضي كانون المحنة بعد أن أطال المكوث يجرجر إزاره ويقبل آذار الفرج ينشر أزهاره ... 

أيها العيد ! ......لن نعاتبك, لن نستجديك ولن نتباكى بين يديك....

لن نفرح الشيطان وأعوان الشيطان منا بلحظة انكسار وندم.......

قريبا ستورق أيام الصبر ونأكل جميعا من فاكهة النصر.... 

بعون الله لا محالة على أنفس قد شحذناها لتكسر قضبان اليأس بفأس الثقة بوعد الله فلا يقف في وجوهنا بعد ذلك شيء

نمضي وقد تمحصت صفوفنا وقويت كواهلنا للمتابعة في حمل الأمانة الجليلة الثقيلة التي عجزت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها بعد أن قدمنا القرابين بين يدي حريتنا ورضوان ربنا من أمننا وهناءتنا ودمائنا ... 

لا جزع ولا فزع مادام وكيلنا رقيبنا وحسيبنا مالك الملك ومجري الفلك مولانا رب العالمين 

السعادة ملك أيدينا طالما الله مطلع علينا حسبنا أننا بين يديه وأننا يوما صائرون إليه ... 

المحن والشدائد مزارع المؤمنين. ومصانع أولياء الله الصالحين.. 

تهتز بها أشجار النفوس فيتساقط من أوراقها كل ضعيف وأصفر 

ويزداد قوة واخضرارا كل قوي وأخضر 

قوى الله بالإيمان عزائمنا وألهمنا رشدنا وسدادنا وجعل سائر أمورنا إلى خير

حتى نغدو وقد أصبحت كل أعوامنا وأيامنا ودقائقنا سلال خير.