رسالة إلى السيد العبادي

رسالة إلى السيد العبادي

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد فزتم بمنصب تشرأب إليه الاعناق وتتوق اليه القلوب وتسعى اليه الرجال بطرق شتى وإن خالفت الأطر الدستورية والقانونية وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء وقد وافقتك الظروف وتممت اليك الاسباب وشاءت  ان تكونوا ممن يركب صهوة جواده خشن مسها مكثر عثارها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحّم[1].

ولا تكن ليناً فتعصر وتستغل ولا تكن يابساً فتكسر، وأعمل على ان تضرب بالمقبل الى الحق المدبر عنه وبالسامع المطيع العاصي المريب حتى تنتهي عليك أيامك.

وإذا توافت الأمور الى الشقاق والعصيان فانهد  بمن اطاعك الى من عصاك واستغني بمن انقاد معك على من تقاعس عنك، وأعمل تحت  شعار أمير المؤمنين (عليه السلام) القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه والذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، وكن على ذكر من ان حارسك الأجل، ومدبر أمرك الله، ومعينك الجماهير، وحذارِ من مجاملة السراق ومداهنة أهل النفاق والشقاق، وليكن سعيك الى الوحدة مع الخلاف أفضل من سعيك الى التشرذم والشقاق، فما بعد الوحدة من هيبة وما وراء الشقاق من ارفاق.

أخوكم    

قاسم الطائي

1/ذي الحجة 1435  

 [1]) من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) الشقشقية