لا نريد ايران ولا داعش

جان عبدالله

عندما كان الصراع فى نهاية الثمانينيات يدور بين حركة أمل وحزب الله أى بين سوريا وايران قال أحد مسؤولىّ الحركة عاطف عون أثناء تشييع ثلاثة عشر قتيلا من رجالها فى الجنوب ( ماذا تريد ايران من لبنان شعبنا لايريدها ) اليوم نضيف أيضا ماذا تريد ايران من سوريا والعراق ولبنان فشعوب هذه البلدان لاتطيقها لأنها تريد لأمتداددها المذهبى أن يقتطع أجزاء من العراق وسوريا ولبنان غالية من ترابنا الوطنى باسم مزور ومستحيل هو الجمهورية الأسلامية أمر معلن من قبلهم ولا يحتاج منا الى دليل فحتى طوابع البريد صدّروها بهذا الأسم والعنوان فى تلك الفترة 

ولكننا نتمنى على حركة أمل اليوم أن تقف الى جانب شعبها وتردد ما قاله عاطف عون يومها فايران التى ادعّى حكامها أن ثورتهم من أجل استعادة القدس تحالفوا سرا وعلنا مع اسرائيل ضد شعب عربى فى العراق وأخذتنا دوامتها فى عجلة رهيبة من شعارات التناقض يومها بين لبنانى وفلسطينى ثم بين مسيحى ومسلم ولما دخل الأمام الخمينى على الخط أصبح الصراع اليوم بين السنىّ والشيعىّ وحتى أحيانا بين الشيعىّ والشيعىّ

واختفت شعارات الوحدة الوطنية والقومية وشعارات الأسلام الذى يجمع ولا يفرق ينشر السلام وينبذ الحقد والكراهية اختفت هذه الشعارات تحت السيل الدموى المنهمر ولكن لحساب من ؟

اليوم تتبنى داعش ربيبة النظام السورى شعارات أكثر تطرفا وتبيح لنفسها ذبح المئات من أبناء العراق وسوريا وتنشر كل الحقد والكراهية بين مكونات هذين البلدين

اسرائيل أيضا تريد حزاما أمنيا من دويلات طائفية تبرر وجودها وتحميها من أية مطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى

ايران لم تعمل حسابا لدماء أبنائها أنفسهم فكانت تزج بهم فى جحيم حربها ضد العراق ولا يعنيها فى كثير أو قليل عشرات الألوف منهم خاصة الشبان الصغار فهل ؟ لمثل هذه العقلية أن تعمل حسابا لأحد فى العراق أو سوريا أو لبنان فا للبنانيون استعملوهم يوما فى عمليات الأرهاب المشبوهة بطول العالم وعرضه ولم تعثر أجهزة العالم الأمنية على جواز سفر ايرانى واحد مع أى متهم بل كان جواز السفر اللبنانى هو المتهم دائما حتى تلطخت سمعتهم وتلوثت صورتهم وأضحى اللبنانى كالوباء

أما اليوم فالصراع أخذ طابعا مذهبيا يحللّ الدماء الطاهرة لزهرة شباب شعبنا والمأساة الحقيقية أن الجميع يعلم أن القتال يدور لمصلحة أطراف خارجية تستخدمهم لأستراتيجيتها الخاصة بينما تجمعنا نحن الوحدة الوطنية والقومية والأسلام الصحيح وهم وحدهم سبب الخراب الذى آلت اليه ديارنا وهم وحدهم يلوثون سمعتنا أمام أنظار العالم ويقسّمون بلادنا ويهدرون دمنا 

لذلك حان الوقت أن نردد مع عاطف عون شعبنا لايريدها ولا يريد داعش ربيبتها انهم يستنزفون حاضرنا ويغتالون مستقبلنا