الكارثة الكبرى ومحرقة الطيران

طيار سوري قديم يتحدث

أبو الشمقمق

حاصر شارون بيروت دون أن تطلق قوات حافظ أسد المحتلة للبنان طلقة واحدة ، واستباح الطيران الاسرائيلي سماء لبنان دون أن تطلق قوات (علي الصالح ) قائد الدفاع الجوي صاروخاً واحداً باتجاة طائرات العدو ، رغم أن صواريخه تدخل في بنية الألوية السورية المنتشرة في لبنان ورغم تمركزها على مرتفعات غرب الزبداني ودير العشاير وتغطي كامل الشمال اللبناني ، وهنا جاءت الفرصة التاريخية للتخلص من الطيران الذي يقلق القائد الرمز ، فأمرعلي الصالح  كسرى صبحي حداد باستدعاء الطيران فوراً لأن راداراته وصواريخه الروسية لافاعلية لها وقد شلت تماماً عن العمل ، وبدأت تشكيلات الطيران السوري تقلع من مطاراتها بالعشرات حتى تخطت المئة وخمسين طائرة وكلها من المقاتلات والمقاتلات القاذفة ( ميغ 21 مقا – ميغ  مقا 23- ميغ 25 الاستطلاعية - ميغ 23 مقاقا – سو7 مقاقا – سو20 مقاقا ) إلى سماء الشمال اللبناني ، لكنها لاتعود منها ...!!

دخلت الطائرات السورية إلى المحرقة ، وقد أوقد الاسرائيليون الفرن جيداً وهو يعلمون أن الطيران السوري قديم مهترىء لاصيانة له ولايصلح للقتال ويقوده  مجرم المخابرات المشهور محمد الخولي  المتلطي خلف الفارسي كسرى صبحي حداد ويعلمون أن نظام حافظ مازال منتشياً يتغنى بأمجاد حرب 1973 الاستعراضية التي أفرزت الأوسمة المعلقة على صدور القتلة أمثال ناجي جميل ورفعت أسد وعلي الصالح وعلي اصلان وعلي حيدر وبضعة صبيان سموهم أبطال الجمهورية من الكذبة الدجالين الذين سرقوا بطولات الشهداء وقد أبرزهم حافظ على التلفزيون كي يمجدوه ويؤلهوه وجلهم من الأقليات وقد اختارتهم المخابرات خصيصاً لتهميش العرب المسلمين ( لدينا قوائم بأسماء هؤلاء لمن شاء المزيد )  ..

عندما أقلعت تشكيلات الطيران تباعاً من ستة مطارات يقع أغلبها في المنطقة الجنوبية الشرقية من دمشق وأكبرها مطار الضمير المعروف ، بدا العدو بإطلاق حزمات  كثيفة من التشويش على الرادارات الروسية والاتصالات بكافة أنواعها حتى على التلفونات الأرضية وحتى على الكابل المحوري الواصل بين كافة المطارات والذي كلف المليارات ..وقد كان اليهود يتسللون إلى الداخل السوري ويثبتون على أقسام منه أجهزة تنصت مفخخة تنقل الاتصالات الكلامية والمشفرة ثم ينسحبون بهدوء تحت أنظار جيش أنيسة مخلوف وبحماية منه ، وقد ذهب العميد صالح الشاطر ضحية لها محاولاً تفكيك إحداها قرب بلدة الصنمين ..وتبين فيما بعد أن شركة يهودية قد نفذته ...!! وانطلق التشويش من محطات قريبة جداً في مرصد جبل الشيخ وتل أبو الندى غرب القنيطرة ومن طائرات رادار فوق البحر المتوسط ، والرادارات الروسية قديمة ورديئة الصنع وهي من مخلفات الحرب العالمية ولاتحتاج إلى تشويش كي تتوقف عن العمل والجدير بالذكر أن حرب تشرين التحريكية ، قد تمت قيادة الطيران فيها عن طريق شاشة الرادار الفرنسي الموجود في مطار دمشق الدولي لقيادة الطيران المدني ..!! ولم تعمل الرادارات الروسية طيلة أيام الحرب إلا في بعض الرادارات المنفردة لألوية الدفاع الجوي .

بدأت المجزرة أو المحرقة عندما أقلعت الطائرات كيفياً من كافة المطارات دون أن تقاد من المقرات وتاهت عشرات التشكيلات للطائرات السورية في سماء لبنان ، فلا كشف راداري ولا اتصال بينها وبين مقرات القيادة الأرضية ، ولاحتى بينها وبين بعضها ، وبدأت الطائرات الاسرائيلية تتسلى بإسقاط الطائرات السورية من الكمائن الجوية ومن الاشتباكات القريبة والبعيدة بالصواريخ الجوية وحتى بالرشاشات ، لم يصدق اليهود أنفسهم وهو يتنافسون في إسقاط طائرتنا ووصل الاستهتار بهم أن أرسلوا طيارين متدربين لم يدخلوا الصف الأول للمحترفين كما ورد في الصحافة الغربية كي يصطادوا الدجاج الداجن العاجز عن الطيران .....!

لقد بالغ كسرى حداد قائد القوى الجوية شكلاً وعلي الصالح والمجرم الباطني القرمطي محمد الخولي قائد القوى الجوية فعلاً ، في بعث الطمأنينة في نفس القائد الخالد ، وأمنوا له حكماً استمر بعد المذبحة ثمانية عشر عاماً ولوريثة الولد عشرة اعوام قادمة قبل نشوب الثورة السورية ...

أما نتيجة الكارثة ، فسوف نسردها في مقال قادم  ......