التطاول على رجال المقاومة
التطاول على رجال المقاومة
أمر محرم وممن
عبد الحميد عبد العاطي
يبدو أن السفالة والتطاول على رجال المقاومة أصبح مهنة وضيعة لتقزيم نضال الشعب الفلسطيني ولبث الفرقة والأفكار الهابطة والإشاعات الصهيونية في عقول مجتمعنا الصابر والمحاصر ،ليس هذا فقط ما دعاني لكتابة هذه الكلمات الممزوجة بدماء الشهداء ونداءات الأسري وصرخات الجرحى ، إن ما دعاني هو خوفي وحرصي من أن يكبر عدد هؤلاء بين أحضاننا وهم يقولون أنهم فلسطينيون ॥ وفلسطين بريئة منهم ومن أفعالهم । أول أمس وأنا في احدي لقاءات "صالون نون الثقافي" والذي كان يستضيف الكاتبة الشابة نهيل مهنا على اثر تجربتها الأولي بنشر مجموعة قصصية لها بعنوان "مساحة في متر مربع " ، بعد القراءات والحوار الذي جري ترك مدير اللقاء المجال للمداخلات ، تكلم البعض واتي دوري متأخرا ولكن لا يهم .. المهم هو ما حدث أثناء مداخلتي للأخت نهيل والثناء عليها ، فلقد قلت : ان مجرد نشر كتاب في ظل الحصار هو رسالة مفخخة بل هو صاروخ مثله كأي صاروخ من الاقصي والقسام والسرايا وأبو علي مصطفي، وقصدت هنا التشبيه كون صواريخنا تشكل ميزان رعب وخوف ورسالة فحواها ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يخضع لهذه السياسات التعسفية والقمعية والحصار ، ولن يكون لقمة سهلة حتى ولو كنا لا نملك من الأنصار معنا إلا الله ، ولكن يبدو ان هذه الجملة استفزت بعض المرتزقة من الحضور وألهبت بداخله إحساس التعاون مع الاحتلال فقال : "بكفي حكي عن صواريخ المقاومة .. صواريخنا رجعتنا 200 سنة ورا" ، وهنا يأتي السؤال قبل أن أقول لكم ماذا قلت لهذا الأخرق .. هل تعتقد أن هذا الشخص فلسطيني لغاية الان ؟.
فبعد ان نطق بهذه الجملة الانهزامية وسكت ، نظرت إليه وأنا استذكر شهدائنا ومحرقة غزة الأخيرة وقلت:أنا اعلم كيف أتكلم وان الله خلق لي لسان كالسيف للرد على أمثالك ، وصح قول ابو جعفر المنصور حين قال : "هناك رؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها"، السؤال ..كيف لنا ان ننتصر وهؤلاء يسكنون معنا ويأكلون من أكلنا ويتزوجون نسائنا؟.
وأقول لأمثاله من الأشباه ، ألا تستذكرون ثقافة الحجارة والسكين والبندقية، ألا تستذكرون معركة الكرامة ، ألا تستذكرون بطولة الطفل فارس عودة وبيده حجر أمام دبابة المركافا ، الا تستذكرون انتفاضة النفق السريع والعمليات الاستشهادية بالداخل ، ألا تعرفون ان هناك أكثر من 10000 أسير في سجون الاحتلال ، ألا تستذكرون غصن البرتقال والزيتون ، ألا تستذكرون نكبتنا وجبن الدول العربية وتخاذلها ، ألا تستذكرون معاناة أكثر من مليون ونصف المليون في غزة من جراء الحصار ، ألا تستذكرون إخواننا بالمخيمات في لبنان وسوريا والأردن وكافة دول العالم، الم تسالوا أنفسكم كيف سيعودون ؟، هل سيعودن بالورقة والقلم ؟. وصدق جمال عبد الناصر حين قال : شئ خذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وإسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة والغطرسة والتعالي .
لا اعلم هل ما زال في شعبنا أناس لا تريد للمقاومة أن تتطور من حجر لسكين للبندقية للصاروخ.. استغرب بصراحة من هؤلاء ،ولكني أطالبهم بالاعتذار لأنفسهم أولا و للشعب الفلسطيني بما اقترفوه من ذنب أمام الله والوطن ،وليعلموا ان إسرائيل تسعي من خلالهم لزرع مثل هذه أفكار في عقول شعبنا حتى نبقي تحت رحمة "الكابونة وكيس الطحين " ، وان من يعتقد أن فلسطين ستعود باتفاقية سلام أو ببندقية ممزقة بدون فكر سياسي موحد وموجه نحو التحرير فليذهب للجحيم .