فيصل القاسم أيقونة الثورة السورية

انشغلَ كثير من السوريين بالتسريب الصوتي بين فيصل القاسم , ونضال نعيسة , وبدا أن ثمة تغييراً طرأ على الرأي العام السوري, حيث تناولت مواقع التواصل الاجتماعي القاسم نقداً وتجريحاً , وربما تخوينا للثورة السورية .

بعيداً عمّا دارَ في التسجيل من حديثٍ بين الأثنين , فلابدّ من من فهم ما جرى حيث كانت عملية استخبارتية من قبل نضال نعيسة في تسجيل حوار مع فيصل القاسم , حيث بدا نعيسة شبيحاً محروقَ الدم على النظام , ولم يبدُ فيصل شخصاً مزدوجَ الرؤية , بل كان يتحدث بلسان الإعلامي , ولسان الصديق , فقد عرى أولاً شبيحة النظام من نبيحة لبنانيين يعملون كحصالة الهاتف التي لا تعمل إلاّ بعد أن تضع فيها مالاً , وبين قبل ذلك تقهقر النظام في مناطق مختلفة من سورية وأن حلمه بحسم عسكري ضربٌ من الخيال إلاّ إذا استعان بحلفه الطائفي , وأن تزجَ إيران والعراق بجيشيهما في سورية , وهذا يعني تدفق المقاتلين السنة من كل مكان دفاعاً عن سنة سورية , وقد كان كلامه واضحاً صريحاً , وفي هذا الحديث المسجل لم يكن قد ظهر بعد تنظيم الدولة , ولم يتشكل الحلفُ الدولي , ولم تكن مسألة الكيماوي قد برزت , وهذا يدل على أن التسجيل قد مضى عليه بالحد الأدنى عامان ونصف , وأن إشارة الشبيح نعيسة إلى جبهة النصرة تدل على ذلك حيث لم يذكر تنظيم الدولة , ولم يتطرق الحوار إلى الكيماوي أو تحرير الرقة (الذي تم في فيراير شباط 2013) أو سقوطها بعد ذلك بيد داعش .

إنّ تسجيل حوار على (السكايب) من قبل نعيسة يوضح سوء النية , وأنه كان يريد من ذلك الضغط على فيصل القاسم فيما بعد , وأن قصة اختراق جهاز الشبيح نعيسة وانتشار هذا التسجيل تبدو قصةً ساذجة جداً , فالتسجيل سُرب لكي ينشغل الرأي العام , وتكون مواقع التواصل الاجتماعي ساحةَ صراع بين مؤيد لفيصل القاسم , ومهاجم له وبالتالي وسمه بأسوأ الصفات , وهنا يحقق النظام ما يتمناه من إسقاط القاسم في عين محبيه ومتابعيه ..

إن مثلَ هذا التسريب وماجاءَ فيه لن يؤثر على شعبية القاسم , ومواقفه الداعمة للثورة السورية وفضحه للعصابة الأسدية , وأن كلاماً قاله مع نعيسة لا يعني أنه ضد الثورة أو أنه يظهر بشخصيةٍ على الإعلام , ويخفي أخرى , بل تعني إدارك القاسم أنه يتكلم مع شخص أقل ما يوصف به أنه ابن شوارع حيث ينتقد الثورة ويدافع عن نظام لا يقيم له وزناً ولا يسمح له بالسفر ,ولا يجزل له العطاء كبقية الشبيحة ,ولكنه يدافع عنه من منطلق طائفي رغم تشدقه بالعلمانية , وفي الوقت نفسه يبحث عن عمل في قناة يتهمها النظام الذي يدافع عنه أنها تفبرك الحقائق , وهي من يؤجج الصراع في سورية , وكل ما يهمّ هذا الشبيح أن يصلَ إلى قطر ولا يعود منها ليعمل محرراً في أخبار الجزيرة ...!

فشتان بين الشخصيتين , وأن تسريباً استخبارتياً كهذا لن يغير من شيء واحد ( فيصل القاسم أيقونة الثورة السورية )

وسوم: العدد 625