"إعادة إعمار عدن" تواصل مسحها الميداني في مديرية خور مكسر

clip_image002_c8c6c.jpg

أبكر: مستمرون بالنزول الميداني لحصر كافة الأضرار التي لحقت بالمباني الخاصة في جميع المديريات

تتوقع إدارة مبادرة "إعادة إعمار عدن" أن تنتهي في الـ 20 من شهر أغسطس الحالي من العام الجاري 2015م من حصر المباني من منازل ومنشآت ومؤسسات خاصة متضررة جراء الحرب في مديرية خور مكسر بمدينة عدن، في إطار المرحلة الأولى "حصر الأضرار" للبرنامج الخاص بالمبادرة، والذي أنطلق مطلع الشهر، وينفذ ويشرف عليه بجهد ودعم ذاتي من قبل أعضاء ومتطوعي ومنتسبي المبادرة.

وأوضح المسئول الفني للمبادرة المهندس/وضاح علي محمد يحي الآلية المتبعة بالبرنامج، حيث قال: "يعتمد البرنامج على جمع البيانات من خلال المسح الميداني، ويتضمن نزولين ميدانيين، لكل منهما استمارة خاصة به، أعدهما الفريق الهندسي التابع للمبادرة، حيث لكل حالة متضررة استمارة تحوي كل البيانات الخاصة بها والمبنى المتضرر، ويكون الأول إحصائي، ويتطلب الحصول على الاسم الرباعي لمالك المبنى، ورقمه بالرصد، ورقمي بطاقته الشخصية وتلفونه الجوال، وتفاصيل العنوان: اسم المديرية، المنطقة، الشارع، الحي، ورقمي المبنى والشقة، ونوع المبنى: سكني، تجاري، وتبويب خاص بالملاحظات، بينما يتمثل الثاني فنياً، بتحديد نظام المبنى المتضرر، وحجم الضرر الواقع عليه: جزئي، كلي، وإن كان قابل للترميم أو الهدم والبناء من جديد" وأضاف: "في حالة عدم وجود تصميم خاص بالمبنى لدى المالك، يقوم الفريق الهندسي بإعادة التصميم وفق ثلاثة أنظمة متبعة بعملية البناء في مدينة عدن، وهي: الهياكل الخرسانية، الجدران الحاملة، المساكن الشعبية؛ ليتم تحويلها لاحقاً إلى جداول كميات، ومن ثم احتساب ثمنها، وإيجاد إجمالي تكاليف إعادة البناء".

وواصل: "يُعقد مساء كل يوم وبحضور جميع أعضاء فريق المبادرة اجتماعاً لتحديد المنطقة التي ستستهدفها فرق النزول الميداني بالمسح التالي، حيث يتم تقسيم المنطقة إلى أحياء سكنية، والحي السكني إلى مربعات، وعلى ضوء مخرجات الاجتماع يتم النزول، وقبلاً يقوم الفريق بتوفير جميع المستلزمات الخاصة لذلك، وأحياناً ينقسم الفريق الرئيسي إلى اثنين، اختصاراً للوقت، وتوفيراً للجهود، وفي كل فريق لا بد من تواجد مهندس وفني خدمات عامة ومصور على الأقل"، مشيراً إلى أنه يتم استخراج صور جوية "خرائط مسقطة"، باستخدام برنامج "جوجل إيرث" Google Earth، وقبل النزول تحدد المنطقة المستهدفة على الصورة الجوية، وأثناء النزول يتم ترقيم المباني المتضررة بتراتب متوالٍ، والعمل بشكل دقيق على مطابقة الرقم الذي يُرسم على جدار المبنى في الواقع والرقم الذي يُكتب على المبنى في الصورة، منوهاً إلى أن كل فريق نزول حريص على رسم شعار المبادرة على جدار كل مبنى متضرر، بالإضافة لأرقام التواصل مع أعضاء إدارتها، مؤكداً أن المساكن الشعبية تدخل ضمن المسح الميداني، وفي نهاية اليوم يعقد جميع أعضاء المبادرة اجتماعاً لمناقشة مخرجات النزول الميداني السابق، ورفع تقرير بنتائجه، وكذا متطلبات النزول الميداني التالي، وأشار إلى أنه من المتوقع أن تحظى مديرية خور مكسر بأكبر نسبة دمار طالت المباني، حيث عدد المباني المتضررة بازدياد مستمر؛ وفرق النزول لم تكمل بعد المسح الميداني في المديرية، وسُجلت في مديرية المعلا 205 مبنى متضرر من منازل مواطنين ومنشآت ومؤسسات خاصة، بينما كان نصيب كريتر 172 مبنى، و69 مبنى في التواهي، ويتبقى أمام البرنامج مسح مديريتي دار سعد والبريقة.

من جانبه صرح رئيس المبادرة الناشط/نوار أبكر إلى التواصل الذي حدث مع سكرتير مكتب محافظ عدن/وجدان الشعيبي، واطلاعه على سير عمل البرنامج، ونتائجه الأخيرة، وكانت المبادرة قد تقدمت بطلب لإدارة المحافظة، بتغطية جزء من الاحتياجات المادية الأساسية؛ لاستمرار النزول الميداني، وتم توفير كمية من المحروقات اللازمة؛ لتسيير سيارات فرق النزول، بالإضافة لسيارة ومهندس وسائق متطوعين من مؤسسة "المجد" الخيرية التكافلية، كما يلعب الشعيبي دور الوسيط بين المبادرة ومدير مكتب وزارة الأشغال العامة بعدن/حسين العقربي، الذي وعد بتحديد موعد للقاء مع أعضاء المبادرة خلال الفترة القادمة؛ لتكليف لجنة فنية رسمية تضم مهندسين كوادر، تقوم بتقديم الدعمين اللوجيستي والإداري لفرق النزول، ولخلق شراكة حقيقية وواقعية بين المبادرة والجهات الحكومية المختصة، ومنح الصفة الرسمية لها، تحسباً لأية عراقيل قد تعترض العمل، ودعا جميع المبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني المحلية المهتمة بذات المجال والاختصاص إلى الانضمام للبرنامج، ووجه دعوة للمجالس المحلية في مختلف مديريات عدن ورجال الأعمال والمنظمات الدولية المانحة والمعنية؛ لتقديم كافة أوجه الدعم الممكن للبرنامج؛ ليكتمل العمل، مؤكداً أن المرحلة الثانية من البرنامج ستتضمن مسح ميداني ثانٍ؛ لإتاحة الفرصة أمام من لم تشملهم المرحلة الأولى، وخاصةً مع عودة العديد من الأسر النازحة إلى منازلها، إضافةً إلى من لم يتم تسجيل بياناتهم نتيجة عدم تواجدهم أثناء المسح الميداني الأول.

وتطرق بإطار حديثه إلى عدة معوقات تصنع صعوبات أمام النزول الميداني، وأوضح أبكر أن أبرزها: عدم تجاوب بعض المواطنين في بدايات المسح الميداني، وتشكيك البعض الآخر بمصداقية إنجاز البرنامج، وتخوفهم بعد تجاوبهم مع البرنامج من عدم حصولهم لاحقاً على التعويضات المناسبة التي تغطي أضرار مبانيهم، وخصوصاً مع علمهم بأن عدد من المشاريع السابقة لإعادة الإعمار فشلت بتغطية الكثير من الحالات المتضررة، واستئثار مجموعة من أصحاب النفوذ والسلطة بمخصصاتها المالية، وتجذر الفساد في مكاتبها الإدارية والتنفيذية، وأضاف قائلاً: "كل نزول ميداني لم يكن يخلو من سؤال يوجهه مواطن واحد على الأقل لأعضاء الفرق الميدانية عن انتماءاتهم السياسية وتبعية البرنامج لجهة حزبية، كما عانوا من تهويل عدة حالات للأضرار التي لحقت بمنازلها، رغم بساطتها، وإصرارها على أن يشملها البرنامج، وذلك لتدني وعي وإلمام شريحة كبيرة من المواطنين بالجوانب الهندسية والفنية، والأهداف التي تسعى المبادرة لتحقيقها، وبرز الدور الإيجابي للمجتمع من خلال تعاون عدد من المواطنين مع أعضاء فرق النزول، بإرشادها إلى الأحياء السكنية التي شهدت مواجهات مسلحة أرضية وقصف جوي عنيف، أسفر عنهما دمار كبير للمباني، ولم يعيق البعض الآخر عملية الحصول على المعلومات الدقيقة والمهمة منهم، وغاب عن المشهد حضور عقال الحارات والشخصيات الاعتبارية والاجتماعية.

في ذات السياق أشار مسئول العلاقات العامة – أحد المنسقين الميدانيين للمبادرة/إياد الحميدي إلى أنه بعد الإعلان عن إطلاق البرنامج وفتح باب استقبال طلبات عضويته وتسجيل الانتساب له مطلع شهر إبريل الفائت من العام الجاري في عدد من الحسابات الشخصية وصفحات مبادرات أخرى على موقع الفيس بوك، تلقت إدارة المبادرة عشرات من طلبات الالتحاق بالبرنامج من كوادر هندسية وخريجي كلية الهندسة والناشطين الميدانيين وفنيي خدمات عامة، من الجنسين، وقال: "حينها عملت إدارة المبادرة على إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمتقدمين للبرنامج، تحوي جميع البيانات المتعلقة بهم، وتواصلت مع بعضهم؛ لإكمال بياناتهم، في الوقت الذي قُبل عدد محدود منهم، نتيجة الاكتفاء بالكفاءات والتخصصات المتواجدة في المرحلة الحالية، ووعدت البقية بالتواصل معهم واستدعائهم لاحقاً في المراحل المقبلة كالإنشاء والتنفيذ وغيرهما من البرنامج، وفي حالة تلمست إدارة المبادرة الحاجة لتشكيل فرق ميدانية أخرى لازدياد ضغط العمل على الفرق الميدانية مع ظهور متضررين جدد، حينها ستُجرى مقابلات مع مجموعة من المهندسين والفنيين والناشطين"، مؤكداً أن الفريق الإعلامي للمبادرة يعمل حالياً على إنشاء حسابات خاصة بالبرنامج في عدد من مواقع ومنتديات وتطبيقات التواصل الاجتماعي؛ لتسهيل التواصل بين المواطنين وإدارة المبادرة، بتلبية نداءاتهم، والرد على التساؤلات والاستفسارات.

يُذكر أن "إعادة إعمار عدن" مبادرة، طوعية، ليس لها أي انتماء حزبي، ولا يقف خلفها مكون سياسي، يضم طاقمها الإداري عدد من المهندسين وفنيي خدمات عامة وناشطين ميدانيين، المسيقلين، أنشئت مطلع شهر إبريل الفائت من العام الجاري 2015م، وتمارس عملها على برنامجها الأول "إحصاء وحصر المباني المتضررة جراء الحرب" في النطاق الجغرافي لمدينة عدن، وتطمح بأن تخرج وتتوسع بمشاريعها وأنشطتها إلى مدينتي لحج وأبين.

------------------

عاد نعمان – كاتب صحفي وناشط مدني

وسوم: العدد 629