بالصوت والصورة

يحيى بشير حاج يحيى

بالصوت والصورة

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

ثلاث مطارات عربية تمنع دخول الطفلة سندس التي تحمل وثيقة فلسطينية ، وأمها تحمل جوازاً سورياً!؟

وقد سمح مطار استانبول لها ، وتم اللقاء بينهما  ! 

وصف أبو البقاء الرندي مشهداً فظيعاً في أثناء سقوط الأندلس وضياعها في قصيدته التي فيها (لكل شيء إذا ماتمّ نقصان ) فقال

يارُبّ طفل وأم حيل بينهما      كما تُفرّق ُ أرواحٌ وأبدان ُ !؟ 

الأم تُسبى والطفل يُسترٓق !؟ 

فإلى متذوقي الأدب ولو كان مأساوياً ، وهزتهم هذه الصورة التي رسمها الشاعر ، مارأيكم عندما تشاهدون هذه الحالة في واقع كثير من المطارات العربية !!؟ 

كنت أشرح قصيدة أبي البقاء لطلاب المعهد الثانوي في الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة ، فإذا طالب مغربي يجهش بالبكاء ويرتفع صوته ، ولما سألته وهدأته، التفت وكأنه استغرب من سؤالي : شوف ياشيخ أيش كان يفعلون بالمسلمات ، وين كان المسلمين !؟؟ 

إلى تلميذي المغربي الذي بكى وقد نسيت اسمه بعد خمسة وعشرين عاماً ، لم أشاركك البكاء في ذلك الوقت ، واكتفيت بالمشاركة الشعورية ! أما اليوم فقد بكيت ُ أكثر مما بكيت ٓ

وأنا أرى كل يوم ماقاله أبو البقاء ، مردداً ماقاله شاعر معاصر:

وآلمني وآلم كلّ حُرٌ      سؤالُ الدهر : أين المسلمونا !؟

*أين المسلمونا!!

لا ليردواقسوة علوج الفرنجة ، ولكن ليحتجوا على فظاظة أبناء جلدتنا !؟