لماذا يجب إقامة الحكومة المؤقتة في إدلب؟

لماذا يجب إقامة الحكومة المؤقتة

في إدلب؟

خلدون حسونة

نادى بعض المثقفين وأنا أؤيدهم بأن تكون إدارة إدلب للمدنيين  وحمايتها للعسكريين. وقد تناهى إلينا في الأخبار أن الحكومة السورية المؤقتة تنوي جعل إدلب العاصمة السورية المؤقتة لسورية المحررة من بشار الجزار، فخرج علينا أناس من المحاربين والمدنيين رافضين ذلك وهذا يبعث على الأسف ، وليس فيه بعد نظر.

إن تحرير إدلب نقلة نوعية وتسليمها للمدنيين فقط كما جرى في حلب غير كاف... هل غيّر تسلم المجلس المحلي في حلب شيئا من الناحية الاسترتيجية؟ إنه أمر مهم أن يستلم المدنيون تسيير الشؤون المدنية، ولكن لا بد من نقلة نوعية أخرى ألا وهي اقامة الحكومة المؤقتة في ادلب ذاتها عوضا من بقائها في تركيا: ففي ذلك فوائد للثورة السورية حيث تصبح كيانا جديدا مستقلا يسعى لتحرير باقي المناطق... ويصبح الاعتراف بها أفضل لأنها تقيم على الأرض السورية... لاتنسوا تراجع تمثيل الثورة في المحافل الدولية وحتى في الاجتماع الأخير للجامعة العربية!

وإقامة الحكومة المؤقتة في إدلب له فوائده الكبرى للمدينة ذاتها. لابد من سكانها  أن يدعوا الحكومة المؤقتة للمجيء إلى إدلب:

أوﻻ كل الحكومة وموظفيها سيستهلكون (أكل ونوم...)في ادلب: إذن ستجري حركة اقتصادية وتجارية لتأجير البيوت  والتسوق وغرف الفنادق للزوار ،فالعجلة الاقتصادية ستتحرك ، وما أحوج الناس إلى ذلك الآن؛ ثانيا بشكل او بآخر سوف تجري حماية للمنطقة من قصف طيران النظام من خلال نصب بعض الصواريخ المضادة للطيران إن لم تتسن الحماية الجوية الخارجية ومن ثم سيتمتع أهل المنطقة كلها بالأمان وسيرجع المهجرون إليها وفي كل الاحوال سيكون ذلك افضل من الآن؛ ثالثا ستكون ادلب افضل حاﻻً من الرقة التي اصاب بعض شخصياتها العنجهية- دون أن انتقص من أحد- ورفضوا دخول المجلس الوطني ثم سقطت بيد داعش فهنيئا لأصحاب العنجهيات داعش! فكان رفضهم خطأ استراتيجيا قاتلا؛ رابعا سيكون وقع ذلك على النظام صاعقا وسيتسم صنيعه بالارتباك؛ خامسا ماذا نخسر بدخول الحكومة

المؤقتة؟ ﻻ شيء سوى عادة السوريين بالتخوين والسب والتشكيك ورفض الرأي الآخر؟ دخول الحكومة سيمثل مرحلة جديدة فلنغتنمها...