بيان لفعاليات سياسية من سلمية

((بيان))

إلى كل مواطن سوري يهمه مصير الوطن وانتمائه له والحقائق المغيبة عمداً أم بغياب الوعي ..

إلى كل وطني يشعر بالأخطار المحدقة بسلمية وسوريا ..

إليكم جميعاً هذه الصرخة المناشدة لضمائركم ..

إن حصار السوري بين الاستبداد السياسي والاستبداد الديني قد أوصل الجميع إلى وحل الزمان الذي نحن فيه ، وإذا كانت سلسلة المآسي والفظائع التي طالت البلاد في طولها وعرضها قد كوت الشعب السوري العظيم ، فإن سلمية جزء من هذا الوطن والشعب حيث مازالت ترزح تحت وطأة التهديد والوعيد والقتل والتنكيل وتزوير الحقيقة ..

لقد تعرضت مدينة سلمية وريفها إلى سلسلة هجمات متكررة ، وإلى ارتكاب مجازر بحق أبناء هذه المدينة ، من قبل عصابات تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش وبتواطؤ واضح من قبل عصابات الأسد .

لقد مارس هذه النظام الفاسد أشد القمع والقتل والتهجير وتسريح العشرات من العاملين في مؤسسات الدولة ، عقاباً لأهل المدينة التي فضحت زيف ادعاءاته ، ودحضت مشروعه الكاذب في حماية الأقليات ، لكون أبنائها يتميزون بوعيهم وثقافتهم ونضالاتهم ، مما جعلهم يتحملون وزر حقد هذه النظام الطاغي لعشرات السنين .
وهنا يجدر بنا أن نوضح ماجرى في أثناء مجزرة المبعوجة ..

قتل الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ والمعاقين والشباب ، بطريقة وحشية طالها التمثيل والتشويه والحرق ، حيث بلغ مجموع الشهداء أكثر من ستين شهيداً وأكثر من ذلك جرحى ، إضافة إلى خطف العشرات من الأهالي .

استغرقت مذبحة القرية أكثر من ثماني ساعات دون الاستجابة لاستغاثات الأهالي وطلب المؤازرة ولم يحرك أحد ساكناً لنجدتهم ، متروكين لمصيرهم الصعب ، ومن الغريب أن معظم عناصر الحواجز قد انسحبت تاركين أسلحتهم في مكانها بينما بقي الغزاة حتى الصباح ثم انسحبوا وبحوزتهم المختطفين ، أما المؤازرة جاءت متأخرة وفي غير مكانها وزمانها الصحيحين ، حيث قام الطيران الحربي والمدفعية الرابضة في قرية صبورة بقصف القرية بالصواريخ وقذائف المدفعية مما تسبب بتهدم بعض المنازل واستشهاد مواطنين تحت الأنقاض ، وعلى الرغم من تحرك داعش بحرية مع أسلحتها وآلياتها فإن حركتها العلنية قبل أيام قليلة كانت تدل على استعدادها وتصميمها للهجوم على القرية ، والأشد مضاضةً أن مجموعة من بعض عناصر ما يسمى "الدفاع الوطني" في صبورة توجهوا آمنين إلى القرية بقصد السلب والنهب بعد انسحاب الغزاة . كما حصل للقرى المنكوبة قبلها ، إلا أن بعض الأهالي تصدوا لهم وردعوهم , وخلاصة ماحدث يفضي إلى أن النظام هو المسؤول الأول عما يجري بدءاً من قمع المظاهرات السلمية ومطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية ، وانتهاءً بهذه الفوضى الهائلة .

إن استبداد النظام وعنفه من عقود واعتماده الحل الأمني أسلوباً وحيداً خلق الشروط والمناخات الملائمة لاستقطاب الإرهاب المعاكس اسماً والمنسجم معه مضموناً وممارسةً .

وأخيراً فإن لغة العقل تتطلب من كل الأهالي مراجعة أنفسهم بجدية بالغة لمصير هؤلاء الشباب المنتسبين لتشكيلات عسكرية قتالية كما يسمى "الدفاع الوطني" أو تشكيلات أخرى حيث يقتلون مجاناً لعدم تأهيلهم عسكرياً وأخلاقياً ، مؤدين بفعلهم هذا خدمة لمشروع النظام القمعي وليس خدمةً لأهلهم ووطنهم .

وهذا يتطلب منا جميعاً مزيداً من التضامن الاجتماعي لمواجهة كل ما يهدد حياتنا ووجودنا ووحدتنا الوطنية ، كما يتطلب منا إدانتة النظام المجرم وإدانة كل مرتبي جرائم القتل بحق الشعب ، والتوجه إلى كل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ، لفضحه وإدانته وكل من يتواطأ معه من دول وتنظيمات إرهابية ، وإضافة هذه المجازر إلى سجله الإجرامي.

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخزي والعار للقتلة المجرمين ..

صوت وطني من سلمية