علماء الأمّة والشعوب العربية مسئولين عن المذابح في سورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

علماء الأمّة والشعوب العربية

مسئولين عن المذابح في سورية والانتهاكات

كما هي مسؤولية حكامهم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

عندما أشرقت شمس الربيع العربي بدايةً في تونس تداعت لها شعوب عدّة دول عربية حرّة وليست العبيد ، وكادت أن تُصبح بركاناً يُطيح بكل الأنظمة الشمولية وربما بالنظام العربي المهترئ بأكمله ، المُركب على أنقاض انهيار حضارة اسلامية عظيمة ، ومجيء الكثير من الدُمى الأمساخ حينها وفكرة القومية العربية ، التي خلقت الحساسيات بين شعوب المنطقة ، فصدعوا رؤؤسنا بالشعارات الرنانة والفارغة ، فرأينا كيف وقف معظم هؤلاء مع الفارسي الإيراني الصفوي ضد العربي والمسلم ، وراحوا يعقدون المؤتمرات ويستنصرون العالم على الشعوب العربية المتطلعة لحريتها وكرامتها وهم ينصرون القاتل السفّاح المجرم اين العائلة النجسة الأسدية بشار ، وفي مصر أسقطوا بخبثهم وارتهانهم مشروعاً استنهاضيا ديمقراطياً فيه، وساندوا دموياً أشد إجراماً من سابقيه ، وحفروا الحفر لبني قومهم وتمترسوا في نصرة المشروع الصفوي عن علم أو غير علم لأموال رُميت لهم ، باعوا أنفسهم للشيطان هؤلاء القومجيين وآخرهم ماسُمّي بالمؤتمر القومي العربي ، وتلك هي حال الأمّة العربية اللاهية في بحر آثامها ، والعابثة بمقدراتها حكاماً ومحكومين ومثقفين ونخب وعلماء دين وغير ذلك ، فما قاله الحاكم وإن كان على خطأ وقعوا له ساجدين ، ولذلك ضعف الطالب والمطلوب ، فما قام الطرفان بواجباتهم ، وكلاهما مسؤول عن حالة الخزي والعار التي تمّر بها الأمّة ، وقد وصلت بها الى الحضيض ، بعدما يأتينا الأمريكي جهاراً نهاراً يُفهمنا أنّ عليكم بعد اليوم الطاعة لملالي قم ، وهم أولياء أُموركم ، حتى قال أحد الحكّام عن الخامنئي بأنه ليس مرشد لبني صفيون ، بل للعالم العربي والإسلامي ، ولم نسمع اي انتقاد أو تصويب من برلمانهم المُسمّى بالديمقراطي ، إنها حالة انهيار وانحطاط كاملة ، فكيف بإمكاننا تقويمها ؟

وبالحقيقة بإحدى أمرين : فإمّا أن يتصرف القادة كقادة ملتحمين مع شعوبهم في الهدف والغايات ، كما فعل رئيس البوسنة عزّت بيكوفتش أثناء تعرضهم للذبح على يد الصرب ، عندما أرسلت ايران مبعوثاً لها تعرض فيه تقديم المساعدة من غذاء ودواء ومال وسلاح بشرط واحد، هو السماح للإيرانيين بنشر التشيع بين المسلمين البوسنيين، فقال الرئيس عزّت للإيراني لن نبيع الآخرة من أجل الدنيا 

أو الأمر الثاني وهو تحرّك الشعوب العربية وبالذات دعاتها ومثقفيها لأنهم مسئولين كما حكامهم عن كل مايجري في عالمنا العربي من مآسي وآلام ، وبالذات مايجري من المذابح في سورية ومصر والعراق بصمتهم ، بعدما اتخذوا من حكامهم أصناماً لاتناقش ولاتُراجع ، وتركوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى بالكلام ، وهؤلاء الحكام هم أحوج ان يسمعوا نبض شعوبهم ، والمسئول عن ذلك أولهم العلماء الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بورثة الأنبياء ، لصدوعهم للحق ولو أدّى ذلك الى الغضب عليهم من السلطات خير من غضب الله عليهم ، وتطليقهم للدنيا ، وكذلك خطباء المساجد والأحزاب والوجهات والدعاة المخلصين ، وكذلك حراك الشعوب برفض سياسات حكامهم بالتعامل مع القضايا العربية بتجاهلها والاستسلام للإيراني ، لازلت أذكر مع بدء شرارة الثورات كم قدّم الحكّام لشعوبهم من التنازلات لترضيهم لعدم الانتفاض ، وكم تستطيع هذه الشعوب أن تفعل الكثير إن تحرّكت ، وإن خرجت عن صمتها ، فهي تستطيع أن تفعل الكثير ، وبالتالي فالشعوب مسئولة عن كل الدماء الطاهرة السورية التي تسقط على يد الاحتلال الايراني وعصاباتهم المليشياوية والأسدية ، وما يجري في مصر من اعتداء على المقدسات ، ومحاصرة الإسلام ، وقتل الأبرياء واعتقال الآلاف ، فلانبرئها أمام الله ، لنقول لها كفى خنوعاً وإذلالاً ، وأولئك هم اللاهون في الملذّات وآخر الموضات أو المونديالات التي يذهبون إليها زرافات ، أو يتابعونها بالملايين ، ولا ندري من هو الأهم بالمتابعة وتقديم العون كرة فارغة تتقاذفها الأرجل ، أم حمامات الدماء التي يستبيحها المجرمون ممن ذكرت ، فكم هذه الشعوب ماعليه من العار ، لأقولها لهم بكل الجرأة أنّ عليهم أن يستحوا على أنفسهم قبل أن يأتيهم غضب الله عليهم جميعاً ، فيبتليهم بمثل ما ابتلى به أهل سورية ومصر والعراق ولايأمن مكر الله إلا القوم الكافرون " والله أكبر والنصر لثورتنا السورية العظيمة.