روسيا خائفة من انتقام الجماعات الإسلامية

خبر وتعليق

الخبر:

الجزيرة: قالت فايننشال تايمز في عددها الأربعاء إنه إذا تبين أن الإسلاميين المتمركزين في سيناء والمنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤولون عن حادثة تفجير الطائرة الروسية، فإن تداعيات ذلك ستكون "مرعبة"!

أما بالنسبة لـمصر، فإن الحادثة تمثل بطبيعة الحال "كارثة لا لبس فيها". فقطاع السياحة الذي يشكل عُشْر اقتصادها، والذي نالت منه الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011 "سيطاله الخراب الآن".

ونسبت الصحيفة لمسؤول أمريكي رفيع - لم تسمه - القول إن اعتقادا لدى واشنطن بأن بوتين أقدم على أمور أعقد من أن يضطلع بها كلها في سوريا.

التعليق:

إن تاريخ روسيا الحافل بالعداء للإسلام والمسلمين، منذ العهد القيصري إلى اليوم، قد أعمى بصيرتها، رأت في الثورة المباركة في الشام بوادر قيام حكم إسلامي على بعد أمتار من جمهوريات سوفياتية سابقة غالبيتها مسلمون اعتنقوا فكرة الخلافة واستئناف الحياة الإسلامية، فخافت من زلزال يحرق أخضرها ويابسها، فظنت الشام لقمة سائغة تمارس من خلالها عنجهية تستعرض فيها قوة بوتينها، ولم تدرك أنها تعادي الأمة الإسلامية جمعاء، وأنها تفتح على نفسها بوابة الجحيم، وأن فشلها الذريع في تحقيق أي انتصار يذكر في الشام بعد استعراض كل هذه القوة، مؤذن بانقلاب السحر على الساحر، ولا شك أنه سيكون بإذن الله تعالى، نهاية أطماع روسيا في وقف مد عودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في حديقتها الخلفية، وأن تدميرها في تدبيرها.

وأما أمريكا، فبعد أن استنفدت كل أدواتها في حرب ثورة الشام، من نظام الأسد الهالك، إلى إيران وهي تستقبل مئات القتلى ولا تحقق شيئا يذكر على الأرض، إلى حزب إيران في لبنان وهو يقود شبابه إلى الهاوية، إلى المرتزقة في العراق وغيرها، إلى الحلف الصليبي الذي أنشأته، انتهاء بروسيا، فإن انكسار روسيا في سوريا سيشكل ضربة قاصمة لمشاريع أمريكا، وقاصمة لظهر مصالحها في المنطقة برمتها، فلا تملك أن تقف في وجه مد عودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتقتدي بقيصر حين ودع سوريا وداعا لا لقاء بعده.

وأما مصر، فإن حادثة الطائرة هذه قاصمة لظهر السيسي ونظامه، فعلى الصعيد الاقتصادي، لم تعد السعودية قادرة على ضخ المليارات سنويا لأنبوبة الإنعاش التي تبقي نظام السيسي على قيد الحياة، وهذه الحادثة تشكل ضربة كبيرة لقطاع السياحة، والتقارير تفيد بأن السيسي يواجه تململات داخل الجيش، فقد حاكم في شهر آب 26 ضابطا في الجيش المصري، وتفيد التقارير بتعرضه عدة مرات لمحاولات اغتيال، بالإضافة إلى فشله في إيجاد أي قاعدة شعبية له، ورد الشعب عليه في الانتخابات الأخيرة التي خلت من الناخبين، مما جعله ورقة خاسرة في نظر أمريكا لا يمكنها المراهنة عليه كثيرا، وتوقع محللون يهود أن لا يكمل فترة حكمه.

لا شك أن حادثة تفجير الطائرة هذا هو حدث بمقاييس كبيرة، وأن له ما بعده! ولا شك أن ثورة الشام صخرة صماء تحطم على صدرها النظام الدولي برمته، وأنها بداية ميلاد أمة!

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير ثائر سلامة - أبو مالك

01 من صـفر 1437 الموافق 2015/11/13م

وسوم: 642