انتظار التمكين وحصوله!!

احتل الموت غرفة الإعدام، وملأها بالأسى والأحزان، وجاء "الشيخ" مقيدًا بالحديد يدفعه الجنود، وارتدى حبل المشنقة وهو يقسم أنه لن يموت!!

 قد كان يرى أن الموت لغيره، ويرى التمكين لنفسه؛ كان يحدث الجموع بأنه دعا الناس سرًا وعلانية، وهاجر وأتباعه من القرى الظالم أهلها إلى الصحاري والجبال، ولم يبق إلا التمكين، يثق بأن الله اصطفاه واجتباه، وعما قليلٍ سيمكن له، فقد سار "على خطى الحبيب"، صلى الله عليه وسلم.

 غرَّه في دينه ما افتراه.. ولم ينفعه. سطى عليه الجهال فأردوا شكري مصطفى قتيلًا. وانهوا فقرة من فقرات سوء التأويل، في رحلة النهوض بالأمة، أعطو الأمة درسًا عمليًا.

ومن دونه آخرون، مثله في دينهم يفترون، ولكنهم يجلسون على الطرف المعاكس، يتحدثون بأنهم قد مُكنوا، يتحدثون بأن الله قد نصب عليهم إمام عدلٍ ورحمةٍ، يخدم الحرمين وينصر الدين!! يقولون هذا وهم -قبل غيرهم- يعلمون أن إمامهم يجاهر بالفجور والعصيان، وينصر الكفر في كل مكان.

 كالأول يصرون على أنهم أبناء الله وأحباؤه، ولكنهم زادوا .. يرون أنهم قد اجتازوا المفاوز واستراحوا تحت ظلال الدين الوافرة، يأكلون من ثماره اليانعة. ولا أدري هل يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ولا يذكرون؟! هل يرون أن الأرض تنقص من أطرافها وتثقب من قلبها وعجزها؟، هل يرون أن الشر في ديارهم يتمدد، وخيرهم يتقهقر..تراهم يفهمون؟!!  أم سيفهم من بعدهم .. حين يرى هذه الأصنام تشنق؟!!

وفي جنباتها من قد أعلن "خلافه"، وطالب المسلمين.. كل المسلمين بأن يبايعوه، وأن من لم يؤمن به ويتبعه فقد كفر بما أنزل على محمد، أو كاد يكفر!!

حالة من الهوان، أم حالة من التوهان؟!! أم هانوا فتهاوا؟!

عزائي أن في التيه يولد الرجال.

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.

وسوم: العدد 647