مات السجان وخرج السجين !!

يحيى بشير حاج يحيى

رأيت السجين حياً ، يمشي على قدميه ! وسعدت بلقائه مرتين : في قدومه للعمرة ، وفي أدائه فريضة الحج ! 

البسمة لا تفارق شفتيه ، والأمل يدرج من خلال كلماته ، وينبعث من خلال لهجته الجزائرية المحببة ! 

ذلك هو الراحل الداعية الإسلامي الوسطي محفوظ النحناح - يرحمه الله - الذي كان له موقف متميز من العنف !! 

سُجن في مدينة الأصنام ظلماً وعدواناً وافتراءً على الحق وأهله ، والعدل ومناصريه !؟ 

وضرب مدينة الأصنام زلزال ٌ أطاح بالسجن ، فتحطمت أقفاله ، وتهدمت جدرانه !! ومات من مات ! وبقي حفظُ الله يحيط بمحفوظ ، من الله الحافظ !! 

لم يتحرك من مكانه ، وهو يرى الأرض خارج السجن من حوله ، لايحول دونها شيء !!

رجعوا ليبحثوا عنه ، فوجدوه ، وكأن شيئاً لم يكن !! 

وصدق الشاعر المؤمن إذ يقول :

وإذا العنايةُ لاحظتْك عيونُها - نمْ ، فالمخاوفُ كلُّهُنّ أمانُ !! 

وسوم: العدد 647