الذين يصفون القاتل المغتصب (بالمسلم) يحادون الله ويكذبون رسوله ويتبعون غير سبيل المؤمنين

وفي الوقت الذي يمعن فيه ( الولي الفقيه وأشياعه ) في أهل الشام والعراق واليمن قتلا وتعذيبا وتجويعا وتشريدا تظل تطل علينا يوما بعد يوم بيانات وتصريحات وفتاوى وآراء،  من أقوام حسبناهم أو حسبوا أنفسهم حينا من الدهر على دعوة الإسلام ، وإخوّة الدين ؛ تضفي على هؤلاء الضلال المبتدعين الفاسقين البغاة الظالمين القاطعين القتلة المغتصبين الوالغين في أعراض المسلمين والمسلمات في الشام والعراق واليمن ، صفة الإسلام وتتمسح بنسبتهم إلى قبلة المسلمين وكتابهم ، وتوصي بخفض الجناح لهم ، ومداراتهم ومحاسنتهم ، ومعاملتهم معاملة المسلم والأخ والشقيق وهم لم يرقبوا حيث قدروا في مؤمن ولا في مسلم إلّا ولا ذمة !!

وفي الوقت الذي تعاظمت جريمة هذا هؤلاء القتلة السفاحين بما يمارسونه وأشياعهم ضد المستضعفين من المسلمين في العراق والشام واليمن وفي غيرها من بلاد المسلمين ، مما طبقت أخبار نكارته الآفاق ، واضطر لاستنكارها اليهود والنصارى والبوذيون والهندوس وعبدة الحجارة والأوثان ؛ لم نسمع من أحد  من هؤلاء ممن يسمون أنفسهم  حملة اللواء ودعاة الإسلام في أي قطر من أقطارهم  ، بعُد عن الشام أو قرُب منها ، كلمة تعاطف أو تحزن أو إشفاق على أطفال المسلمين ، بله أن نسمع منهم كلمة استنكار على المجرم القاطع الظالم أو انتصار لجند الحق القابضين على الجمر هناك.

إن  الولي الفقيه وحسن نصرالله وشيعتهم الغارقة في الضلال ، المرتكبة لكل أنواع العدوان على أجيال المسلمين في الماضي والحاضر ، لا يعفون عن عرض من قضى ولو كان عرض رسول الله وصحبه الأطهار ، ولا عن دم من بقي ولو طفلا أو امرأة أو مستضعفا من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يجدون للتصدي لبغيهم سبيلا . فإن لم يشمل هؤلاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، فالمقصود به إذن من ؟

 ومع كل ما سبق ثم تجد قوما مهروا في التلاعب على حبال الكلمات ، وتحريف آيات الله عن مواضعها لينسابوا كلما لاح لهم برق مصلحة قريبة ، أو مكسب عارض في مركب القاطعين الظالمين وهم يقترفون ما هم مقترفون .

 وإذا كان ظاهر الفقه الإسلامي يحول دون  تسمية هؤلاء القتلة المجرمين ( كفرة ) (مرتدين ) ؛ فإن تلاعب هؤلاء المتلاعبين في تسمية هؤلاء المجرمين ( مسلمين ) تارة وأهل ( قبلة ) وشركاء في المصحف  (أخرى) هو من أفانين التلون ، وضروب العبث بآيات الله ، وادعاء الفقه ، والتلفع بنصوص مقدسة منيفة هي أول من تبرأ منهم ومن الذين يدافعون عنهم . فهؤلاء المجرمون في الظرف الذي هم فيه ، والجريمة التي هم متلبسون بها لا يساق بحقهم إلا قول الله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم  وينصركم عليهم  ويشف صدور قوم مؤمنين  ...)

وينسى هؤلاء بل يتناسون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر شاربها حين يشربها وهو مؤمن . ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن . ولا يغل الغال حين يغل وهو مؤمن )

إن هؤلاء القاطعين الظالمين حين يتفاقهون على أمة الإسلام بإضفاء وصف المسلم والمسلمين على الفجرة الضالين المبتدعين المرتكبين لكل الموبقات والكبائر الجماعية بحق المسلمين  ، وأهونها سفك دماء المستضعفين ، وتمكين أعداء الإسلام من بيضته ، وشق صف الأمة أحوج ما تكون إلى وحدتها ، ومكر السيء في الليل والنهار ؛  إنما يحادون الله ، ويكذبون رسوله ، ويتبعون غير سبيل المؤمنين ...

ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 655