من يثأر لأطفال فلسطين من رصاص (إسرائيل) ؟؟

من يثأر لأطفال فلسطين

من رصاص (إسرائيل) ؟؟

غسان مصطفى الشامي

[email protected]

(إسرائيل) دولة احتلال فاشية، مارست الفساد والظلم والقتل منذ أكثر من مائة عام بحق الفلسطينيين، وقامت منذ 66 عامًا على الدماء، والقتل والدمار، وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطين، وقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني خلال فترة وجيزة من أشهر وأيام نكبة عام 1948م، فقد نفذت عشرات المجازر الدموية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وتواصل يوميًا جرائمها بحق فلسطين الأرض والإنسان والهوية دون حسيب أو رقيب.

في الآونة الأخيرة, قتلت قوات الاحتلال الصهيوني طفلين فلسطينيين، وهما الشهيد "نديم نوارة"، والشهيد "محمد أبو ظاهر" لا تتجاوز أعمارهم (17 عاما)، قتلوا بدم بارد خلال مشاركتهم في مسيرات إحياء الذكرى 66 لنكبة فلسطين، قرب سجن عوفر في بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله المحتلة، وقد جرى تصوير كيفية استشهاد الطفلين بالفيديو، وعملية إطلاق النار غير القانونية من قبل جنود الاحتلال تجاه الطفلين، حيث نشرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال هذه الجريمة موثقة، وهذا المشهد الأليم.

المنظمة العالمية للدفاع عن الأطفال استنكرت بشدة هذه الجريمة النكراء بحق أطفال فلسطين، خاصة أن الطفلين لم يشكلا تهديدًا للكيان الصهيوني، وهي جريمة خارجة عن القانون، وقد ترقى إلى جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني ويدعو لحماية الأطفال وتوفير البيئة الآمنة لهم ".

إن استشهاد الطفلين " نوارة " و " أبو ظاهر" يرفع عدد شهداء أطفال فلسطين منذ عام 2000م في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة إلى ما يزيد على 1400 طفل استشهدوا على يد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين حسب تقارير منظمات حقوق الإنسان وجهاز الإحصاء المركزي.

لقد كان لهذه الجريمة النكراء صدى دولي كبير, حيث دعت كل من منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف حول استشهاد الطفلين نوارة وأبو ظاهر، فيما أعربت بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، عن قلقها العميق من هذه الجريمة التي لجأت فيها سلطات الاحتلال إلى استخدام القوة المميتة، كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية العدو إلى الإسراع في إجراء تحقيق شفاف يساعد في كشف الظروف التي حصلت فيها عملية إطلاق النار.

إن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق أطفال فلسطين تندرج في موسوعة جرائم الاحتلال (الإسرائيلي) بحق أطفال فلسطين وأطفال العالم، خاصة أن العدو الصهيوني يُنشئ ويُربي أطفاله على قتل العرب والفلسطينيين وكرههم والحقد على أطفال فلسطين، والكل منا يذكر الصور التي وزعها العدو الصهيوني لأطفال صهاينة يكتبون رسالة الموت والدمار للفلسطينيين على القذائف والصواريخ، والكل يذكر صور الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين وهم يقومون بتدريب أطفالهم على حمل السلاح وقتل الشعب الفلسطيني، حتى المناهج الصهيونية التدريسية مليئة بالعبارات والشعارات والمصطلحات التي تُربي أطفال (إسرائيل) على القتل والدمار، وعشق الدماء، وذلك ينبع من العقيدة الصهيونية الدموية, مفادها أن (إسرائيل) لا تعيش دون قتل ودمار للشعوب العربية وغيرها من الشعوب التي ترفض الكيان الصهيوني وتقف في وجه سياساته العنصرية الإجرامية .

(إسرائيل) تقتل أطفال فلسطين في كل يوم حتى في الأعياد والمناسبات السعيدة تقتلهم وتقتل الفرح في قلوب أهلهم، وتدعي أنها راعية الحقوق، والديمقراطية وأنها تنفذ التفاهمات والاتفاقيات, وأنها تسير وفق القوانين الدولية، فأين القانون الدولي ؟؟ وأين اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وقعت عليها الدولة العبرية وصادقت على بنودها وشروطها في حماية أطفال العالم ؟؟ كل ذلك يذهب أدراج الرياح ولم يذكر لنا التاريخ أن دولة الكيان التزمت بالعهود والمواثيق، بل يذكر لنا تاريخًا أسودَ وجرائم كبيرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال والشيوخ والشباب, وحتى الأرض والجحر لم يسلم من المجازر الدموية الصهيونية، ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا والحرب الصهيونية على قطاع غزة وغيرها من الحرب كان الأطفال والنساء في بؤرة الاستهداف الصهيوني .

نحن اليوم أمام قضية خطيرة وحساسة ويجب محاسبة العدو الصهيوني دوليًا على هذه الجريمة، وهي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة؛ أن يقتل أطفال في عمر الزهور ويحرموا من العيش في أمن ويحرموا حتى من اللعب والتنقل بحرية وسلام ..

يجب ألا تقف جريمة قتل الطفلين " نوارة " و" أبو ظاهر " في رام الله المحتلة عند الاستنكار والشجب والمذكرات الحقوقية هنا وهناك, بل لا بد أن يكون لها صدى قوي وكبير على الأرض وتشكل ثورة غضب عالمية ضد الكيان الصهيوني لتفضح جرائم العدو بحق أطفال فلسطين وأطفال العالم، لا بد أن ترفع المذكرات لمحكمة الجنايات الدولية ويفتح ملف جرائم (إسرائيل) بحق أطفال فلسطين، فقد قتلت (إسرائيل) الشهيد محمد الدرة أمام العالم، وقتلت الشهيدة إيمان حجو، وقتلت أطفال عائلة الدلو, وغيرهم الكثير الكثير من الأطفال الذين لاقوا العذابات من العدو الصهيوني، كما أن (إسرائيل) اعتقلت المئات من أطفال فلسطين لسنوات لاقوا خلال الاعتقال التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم .