الفونج شوي هو الماء والهواء بالنسبة لمن يريد أن يحيا متناغماً مع الطبيعة

الفونج شوي هو الماء والهواء

بالنسبة لمن يريد أن يحيا متناغماً مع الطبيعة

عبد الرحمن هاشم

شهدت قاعة المركز الصيني الثقافي حضوراً جماهيرياً لمعرفة المزيد عن أسرار طاقة المكان من المحاضرين د. مها العطار ود. عبد الناصر طه وذلك مساء الخميس 26 مارس بمقر المركز بشارع الهرم بالجيزة.

في البداية قال د. عبد الناصر طه إن علم الفونج شوي يبدو غير معروف بعالمنا العربي لكن أجدادنا خبراء في علم الفونج شوي عن طريق موروثاتهم في تهوية المنزل ونثر الملح عند حدوث المشاكل، وعدم فتح المقص أو اللهو به لأنه جلاب للنكد، وتغطية مرآة غرفة النوم بغطاء قبل النوم، وعدم استخدام الأواني المشروخة وضرورة التخلص من المرايا المكسورة، وعدم كنس المنزل مباشرة بعد خروج الأهل والأحباب منه وغيرها من الأمور التي توارثنا القليل منها للأسف الشديد برغم أهميتها للحياة في أمن وأمان.

وأوضح أن رش الملح في أركان المنزل علي فترات لإزالة النكد من البيت أمر مهم في الفونج شوي للتقليل من الموجات الكهرومغناطيسية السالبة بالمكان.

كما أن إبعاد موقد الغاز أو الفرن عن الحوض والثلاجة يؤدي إلى ارتفاع معنويات من يقطن المكان.

كما أن  التخلص من الأواني أو الأكواب المشروخة أو الزجاج المكسور ينبىء بالجديد القادم إليك تعويضاً عنها.

وأشار إلى أن كنس مكان من كان متواجداً من الضيف أو الأهل أو الأحباب فور خروجهم من المنزل، ينذر بتعثر تواجدهم أو زيارتهم مرة أخري إلى البيت.

والنوم في مقابل المرآة يزيد من توترك والقلق أثناء النوم.

ولك أن تجرب تجربة بأن تأخذ رضيعاً إلى مكان ما فإن بكى وأصرعلي البكاء فلا داعي للسكن في هذا المنزل فإن الرضيع بفطرته النقية لا يفضل التواجد في الأماكن ذات المجال السلبي الشديد.. فهذا سر بكاءه المتواصل.

وقالت د. مها العطار: من الأمور المتوارثة شعبياً عند كسر المرآة في البيت بسبب عين أو خلافه لا بد من سرعة التخلص منها حتي لا تظل العين موجودة في المكان وهذا ضمن نصائح علم الفونج شوي أي سرعة التخلص من الزجاج أو المرايا المكسورة لتأثيرها في زيادة الطاقة السلبية بالمكان ومن ثم زيادة تأثيرها سلبا علي الأسرة في هذا المكان.

وأكدت أن عملية فتح المقص وضمه على الفاضي يجلب النكد إذ يعمل علي تقطيع الهالة او الإطار الأثيري أو النورانية  حول الإنسان وعند ذلك يأتي الشعور بالضجر والعصبية لتقطع هذه الهالة غير المرئية في أجسادنا فيحدث التعصب والعصبية والشجار والنرفزة.

ومن وجهة نظر الفينج شوي فإن غرفة الصرف الصحي أو التواليت هي الغرفة المسؤولة عن ما نعانيه من إسراف وهدر لما نكسبه ونجنيه.

 ذلك أنها تعطي أسوأ طاقة للمكان إذا ظلت مفتوحة وإذا لم يتم إصلاح أعطالها باستمرار.

ومن الأهمية بمكان إغلاق قاعدة الحمام بعد كل استخدام وذلك لعدم تسرب غاز الرادون من البلوعات فيؤثر بالسلب علي المتواجدين بالبيت ومن ثم على هالتهم النورانية.

وأضافت د. مها العطار أن من صفات الكون الذي نحيا فيه‏ أنه كون متوازن دقيق البناء محكم الحركة، كل شئ فيه يعيش في تناغم وفي علاقة متوافقة مع الأشياء الأخرى المحيطة به.

خذ مثلاً تناغم الليل والنهار، والنور والظلام، وفصول السنة الأربعة، والشمس المشرقة من الشرق، والنسيم العليل الآتي من الشمال.

كلها مقدمات لما يتبعها وعلامات لما يليها والإنسان بدوره يفترض أن يتعايش مع هذا الكون في تناغم وانسجام حتى يتسنى له تعمير الأرض وعمارتها كما أراد الله.

فما هي عناصر الطبيعة الخمسة، كما أبدعها الخالق سبحانه وتعالى؟

إنها تتمثل في: (عنصر الماء -عنصر الخشب أو الزرع أو النبات - عنصر النار - عنصر التربه أو الارض -عنصر المعدن ).

عنصر الماء، تجده في (البحار والأنهار والمحيطات والمياه الجوفية وأي عنصر مائي علي وجه الأرض)، ولون عنصر الماء هو اللون الأسود أو الأزرق بدرجاته في الطبيعة.

وعنصرالخشب تجده في (كل ما علي الأرض من زرع وشجر ونبات وخضار وخشب)، وألوان عنصر الخشب الأخضر أو البني بمختلف الدرجات.

وعنصر الأرض وتجده في التربة من رمال وطين  وفخار وحجر، وألوان عنصر التراب الأصفر أو الرملي أو الطيني.

وعنصر المعدن يشتمل على كل المعادن الموجودة في باطن الأرض، وألوان عنصر المعدن هي الأبيض أو الرمادي أو الفضي أو الذهبي.

أما عنصر النار فيتمثل في كل أوجه الحرارة في الكون، وألوان عنصر النار هي اللون الأحمر بدرجاته.

وأشارت د. مها العطار إلى أن هذه العناصر تمثل دورة حياة الكون المثمرة كما أراد لها الخالق سبحانه، فمثلأ الماء يسقي الشجر حتى ينمو ويزدهر (عنصر الماء)

والنار لا تتزايد بدون احتراق الخشب أو الشجر (عنصر الخشب) الذي يتحول بدوره إلي رماد أو تربة.

والرماد أو التربة عندما تتعرض لحرارة عالية في أعماقها تولد لنا المعادن الثمينة (عنصر المعدن).

والمعدن يساعد علي عدم تسرب المياه داخل باطن الأرض، وهكذا يأتي الماء ليسقي الشجر.

ولذا فإن كل عنصر من عناصر الطبيعة الخمسة يحتوي على طاقة معينة، فالنار التي يرمز لها باللون الأحمر هي أعلى الطاقة أو قمة الطاقة، أما التراب الذي يرمز له باللون الأصفر فيمثل مرحلة هبوط الطاقة، وتستمر الطاقة في الهبوط خلال هذه الدورة إلى أن تصل إلى مرحلة السكون في الماء الذي يرمز له باللون الأزرق، ثم تعود إلى الصعود عندما يسقي الماء الشجر الذي ينمو إلى أعلى وتنمو الطاقة معه، أما بالنسبة للهواء كعنصر طبيعي فيرتبط بكافة العناصر الخمسة الأخرى، فالماء الساكن يحركه الهواء، والشجر يزداد اشتعاله بفعل الهواء·

فمعني ذلك عند اختيار اللون المناسب للحوائط ضروره اختيار اللون المناسب معه للمفروشات فمثلاً اللون الأخضر لون الزرع يتناسب معه اللون الأحمر لون عنصر النار لأن النار لا يمكن أن تشتعل بدون الخشب أي الزرع.

ومن غير المناسب علي الإطلاق اختيار اللون الأحمر كعنصر ناري للمفروشات أو الأثاث وإضافة اللون الأسود كعنصر مائي فهذا من شأنه أن يطفئ النار لوجود التضاد مما يساعد علي تواجد الخلافات والمشاكل بالأسرة لتواجد التضاد بين العنصرين.

وعليه، فإن الفونج شوي هو الماء والهواء بالنسبة لمن يريد أن يحيا متناغماً مع الطبيعة.. هو فن استغلال الإنسان للطاقه المحيطة به بالوسيلة المثلى بما يخلق التوازن والتناغم بينه وبين محيطه.

يذكر أن المحاضرين مها العطار وعبد الناصر طه قد تم استضافتهما مؤخراً في بكين لتكريمهاما من وزارة الثقافة الصينية لجهدهما المتميز فى المجال الثقافى والفنى وأبحاثهما الفريدة فى مجال الطاقة والفنون التشكيلية.

 الأهم ان تكون المنافسة من اجل ناصرة متآخية تشد الخطى نحو مستقبل متطور.