ضربني وبكى سبقني و اشتكى

ضربني وبكى سبقني و اشتكى

جاسم عبياوي

استطاع الشعب العربي الاحوازي ان يستثمر الساحة الرياضية بكل احترافية و بثقافة عالية ليؤكد على عروبة الاحواز و شعبها الأبي الذي اصر على حضوره مرتديا زيه العربي النابع من تراثه و اصالته و هتف بشعارات وطنية و قومية لايصال صوته الى العالم الخارجي لاسيما الوطن العربي بعد ما تم اغلاق كل النوافذ الاعلامية في وجهه من قبل سلطات الاحتلال و لقد مارس هذا الدور و كان في قمة الاخلاق و الكرم و هذا ما شهد له ضيوفه قبل غيرهم الذين حلوا ضيوفا كرماء على الاحواز و شعبه.

و هذا ما لم يكن في الحسبان من قبل النظام الايراني الذي اثار حفيظتهم ولم يكن ينال اعجابهم حيث عملوا طيلة تسعة عقود من الزمن على طمس الهوية العربية الاحوازية الاصيلة و انكار وجود الشعب العربي الذي يعيش على هذه البقعة من المعمورة فحسب و انما زرع الخوف و الريب في نفوس قادة الاحتلال الايراني من امتداد الوعي القومي الجارف و التنديد بالاحتلال الفارسي للاحواز العربي الى الساحات الرياضية وعلى العلن معلنين بذلك تحديهم لكل قواته القمعية.

فقامت سلطات الاحتلال بمبادرة دنيئة حيث زرعت عددا من عملاءها اضافة الى عددا من المستوطنين الذين يتآمرون بامرها بين صفوف الجماهير العربية ليرشقوا ويرموا الفريق القطري الشقيق بالحجارة و هذا نابع من ثقافتهم التي نشاهدها على كل المستويات و على سبيل المثال لا الحصر ما قاموا به بتمزيق العلم العراقي الشقيق بعد خسارتهم امام المنتخب العراقي على ارضهم و ما قاموا به من رفع شعارات طائفية استفزازية امام الفريق السعودي في اصفهان ....

ولكن ما يميز الحدث الاخير عن غيره هو انه لم ياتي نتيجة غضب من خسارة المنتخب الاحوازي و عدم تأهله الى الدور التالي و انما له اهداف واغراض اخرى و اول تلك الاهداف هي تشويه سمعة الاحوازيين و ثقافتهم و الصاق هذه الاعمال الرديئة البعيدة كل البعد عن الثقافة العربية الذي ينتمي الى جذورها الشعب العربي الاحوازي لاسيما الذين حضروا بالزي العربي و كان هذا واضحا من خلال الصور التي تم نشرها في صحفهم و التي اطلقوا عليهم تسمية القوميين و هو بكل تأكيد فخرا و اعتزازا لهم و قد رأينا هولاء المشجعين انفسهم في المباراة السابقة بقيامهم بعمل تطوعي بتنظيف الملعب في حركة رمزية تدل على وعي و ثقافة و اخلاق عالية لدى هولاء المشجعين وقد لا نستغرب ولا نستبعد سن قانون جديد يتم بموجبه منع دخول المشجعين الى الملعب بزيهم العربي في المستقبل القريب.

و الهدف الاخر هو لتدارك الامر و الاستعانة بالاتحاد الاسيوي لفرض حرمان على المنتخب الاحوازي و شعبه من اقامة مباريات على ارضه في العام المقبل حيث بدأت هذه الصحف بشن دعاية مغرضة و حث الاتحاد الاسيوي على اتخاذ ذلك القرار و كانهم يتكلمون عن شعب او دولة لا تمت لهم باي صلة.

و على الرغم من هذا التناقض الموجود حتى في تقريرهم الذي جاء في صحيفة كارون (على اساس انها صحيفة محلية ناطقة باسم الشعب الاحوازي و يجب ان تدافع عنه ) حيث ذكرت في تقريرها انه تمت مهاجمة لاعبي فريق السد القطري من قبل ما سمتهم بالقوميين و في صياغ نفس التقرير انتقدت تشجيع هولاء القوميين لهذا الفريق و مبادرة الفريق القطري برد هذا الجميل لهذه الجماهير العربية ((القوميين)) . فهذا التخبط ان دل على شي فهو يدل على مدى انزجارهم و غضبهم مما قام به هولاء المشجعين لابراز هويتهم العربية حيث لم يستطع الرداء الانساني و الاسلامي الذي يتلبسون به زورا و بهتانا ان يستر عوراتهم العنصرية الشوفينية و حقدهم و كرههم للعرب عامة و للشعب العربي الاحوازي خاصة.

وكما يقول المثل العربي ( اذا لم تستح فاصنع ما شئت ).