السيسية الجديدة والترويج لها بالعالم العربي

السيسية الجديدة والترويج لها بالعالم العربي

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

اعزائي القراء..

وصلت الشعوب العربيه الى حاله من الظمأ القاتل لتجرع كأس الحريه وتطبيق الديموقراطيه والتي حرمت منها منذ استقلالها وحتى الآن .. 

 وكان لكل شعب طريقته بالثوره للوصول لمبتغاه وهذه الطرق حتمتها شكل انظمة الحكم في هذه البلدان من ناحيه وتدخل الدول الغربيه في مسارها لحرفها وجعلها تصب في مصالحها من ناحية أخرى .

  في أوائل تسعينات القرن الماضي وبعد ان تأكد للغرب دلائل على سقوط الاتحاد السوفيتي , تداعوا فيما بينهم لمداولات سريه وعلنيه  لدراسة افضل النظريات لإرواء ظمأ الشعوب العربيه للحريه ولكن وفق مبادئ يضعون هم اسسها. فالمعالجات السابقه والتي مرروها عبر تنصيب شخصيات ديكتاتوريه مزوده بخطاب وطني والتي كانت بمثابة الدواء المسكن للشعوب العربيه لم تعد تفيد.

انهم بحاجه اليوم الى شخصية يملكون زمام امرها يضعون عليها عباءة عربيه تمثل الديموقراطيه الحديثه.فكان إختراع السيسيه الجديده.  

لم يكن بإستطاعة الغرب الوقوف امام اندفاع الشعوب العربيه للحريه..ولكن كان بإمكانه خلق عقبات سلبيه امامها لتخفيف مطالبه الشعوب بنيل حريتها بل خلق معاذيرعن طريق مؤامرات كقنابل موقوته بدأت تقنع بعض الناس بأن الحصول على كامل الحريه والديموقراطيه ليس هو الدواء الشافي لها

اعزائي القراء

المثال الاول كان واضحا في الحاله المصريه..

فعندما فاز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر , كان لديه اولويات..اولى هذه الاولويات كانت في معالجه حاله مزمنه من الفقر مع تأمين احتياجاته الضروريه. والاولويه الاخرى كانت في بناء اقتصاد مصري قوي وعدت دول صديقه لمصر بدعمه ليس فيها مع الاسف اي دوله عربيه سوى قطر , وبالرغم من غنى قطر الا انها تبقى محدودة الإمكانات لدولة كبيره مثل مصر..

لم يكن بالإمكان بناء اقتصاد مصري سليم اذا لم يرتكز على قواعد ثابته هي:

القضاء على الفساد

بناء جهاز امن سليم

بناء جهاز قضائي سليم

كف يد الجيش عن التدخل بالسياسه

كل ذلك ضمن هيكل ديموقراطي سليم.

فشل الرئيس مرسي في تحقيق ذلك بسبب عدم منحه الوقت الكافي لكي يثبت نجاحه وفق مخطط مدروس فتسارعت خطوات المؤامره عليه بالشارع قاطعة الطريق عليه قبل ان يضع قدمه على اول درجة من درجات النجاح.

 وعزز هذا الفشل وجود جهاز امني وقوه عسكريه لايملك عليها سلطان وقفت ضده بل حاولت توريطه بحوادث قتل هي من قامت بها.

والشيئ الوحيد الذي طبقه الدكتور مرسي هو منح الشعب حريته..

فإستغلتها اطراف المؤامره وإستثمرتها بالفوضى فطبقت كل صنوفها دون خوف من اي رادع  بإعتقال او محاسبه,فمن يملك الردع هو جهاز الأمن العتيق, فحصلت حاله فوضويه كانت خلالها اموال الفساد والرشاوي توزع علنا في الشوارع للتحريض على حرق البلد واضعاف الرئيس مرسي بل وإذلاله حتى ان البلطجيه تبولت على جدار قصر الاتحاديه وامام اعين الشرطه والجيش دون اي تدخل من جانبهم.

وقد افادني صديق مصري كان في القاهره انذاك ووقف عند محطة بنزين لإملاء خزان سيارته ,فقال له العامل لا تعذب حالك يابيه.. البنزين موجود ولكن تم دفع قيمته سلفا ..فحصلت أزمه محروقات مفتعله لم تصل اليها مصر في اي عهد من عهودها ...وما حصل بلعبة البنزين حصل مع توقف بيع الخبز بالافران.

اذن القاهره تحترق... ورجال سياسه بوجوه عتيقه تم شراء ذممها بأموال عربيه...وقضاء جذور فساده ضاربه لعشرات سنين خلت , وجهاز أمن لايملك الرئيس سلطة عليه, وجيش مشترى علنا بأموال امريكيه...

واموال عربيه تتطاير بسرعة البرق لتصب في جيوب المتآمرين...واقنية فضائيه لاعد لها تغسل الادمغه على مدار اربع وعشرين ساعه...وبعد كل ذلك هل يحتاج الشرق والغرب وإسرائيل الى مجهود كبير لزرع مارشال عسكري ليتولى حكم مصر كل خبرته انه كان ضابط مخابرات ناجح؟.

اعزائي القراء 

ما حصل في مصر وما يحاولوا ان يطبقوه اليوم في ليبيا من ولادة سيسي جديد هو نتاج إسرائيلي امريكي واضح المعالم , والمؤسف انه بتنفيذ عربي لزرع سيسيون جدد في كل بلد عربي الفرق بينهم وبين ديكتاوري ايام زمان ان هؤلاء الجدد هم اشد ديكتاتورية ولا يخجلون بالإعتراف من انهم صنيعة الغرب واسرائيل ويتباهون بذلك علناً..

اعزائي القراء..

هل تأخر نجاح الثوره في سوريا سببه هو بحثهم عن سيسي جديد لم يظهر بعد؟...ام ان الامر إختلف عليهم؟