من ذاكرة الأيام

١/ سقوط القنيطرة : 

صباح يوم السبت ١٩٦٧/٦/١٠ أعلن وزير الدفاع الأسد الأب في البلاغ رقم ٦٦ عن سقوط القنيطرة ؟؟

وجاء في البلاغ : أن قتالا عنيفا لا يزال يدور داخل المدينة ؟؟؟

في كتاب ( كسرة خبز ) للدكتور سامي الجندي ، وهو من البعثيين المنشقين عن الحزب ، وسفير سوريا في باريس قال :

 ( إن إعلان سقوط القنيطرة قبل أن يحصل أمر يُحار فيه ) 

ويتابع فوجئت لما رأيت على شاشة التلفاز مندوب سوريا في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ، ووصول القوات الإسرائيلية إلى مشارف دمشق ؟؟؟

والمندوب الإسرائيلي يؤكد لنا إن شيئا من ذلك لم يحصل !!!

وزير الصحة وقتها عبد الرحمن الأكتع يروي فيقول : 

كنت في جولة تفقدية في الجبهة عند إعلان سقوط القنيطرة ، وظننت أن خطأً قد حدث ، 

فاتصلت بوزير الدفاع حافظ الأسد وأخبرته : أن القنيطرة لم تسقط ، بل ولم يقترب العدو منها ، 

وأنا الآن جنوبها ، ولم يمر العدو أبدا ؟؟؟؟

ودُهشت عندما راح وزير الدفاع يشتمني شتائم مقذعة ، ويهددني إن عدت لمثلها ، وتدخلت في أمور لا تعنيني ، فاعتذرت منه ، وعلمت أنها مؤامرة مدبرة !!!!

كان محافظ القنيطرة وقتها عبد الحليم خدام اسألوه كيف تم ترحيل أسر الضباط العلويين من القنيطرة قبل إعلان سقوطها مع أثاث بيوتهم في الشاحنات العسكرية ، على الرغم من إعلانه أنه سيقتل كل من يغادر القنيطرة ؟؟؟

اسألوه !!! 

٢/ سقوط الجولان : 

بدأ قادة الجبهة يهربون في ١٩٦٧/٦/٨ ، وكان قائد الجيش اللواء أحمد سويداني في طليعة الفارين !!!!

خلع الرتب العسكرية ولبس لباس راعي غنم ، ولجأ إلى قرية نوى ، 

وتبعه الضباط ، وتبعه قائد الجبهة أحمد المير الذي فرّ على ظهر حمار ؟؟؟

وصرخ القائد : ملازم عبد الجليل ضع فوقي قش عندما شاهد الطيران !!!

قال الملازم سيدي لديك تدريبات في الأكاديميات العسكرية وتطلب مني أن أضع القش !!!!!

ولحق بهم سائر الرفاق من قطاعات الجبهة ؟؟؟

وسائل إعلامنا والإذاعة تقول لنا : لقد انتصرنا على الصهيونية والرجعية والاستعمار ؟؟؟

لأن العدو يريد إسقاط النظام في دمشق ، ويريد القضاء على الثورة العربية ، ولم ولن يتحقق له ذلك !!!!!

ومن تأخر عن تنفيذ الانسحاب أحيل إلى محاكم ميدانية ؟؟؟

حدثني شاهد عيان كان ملازما على الجبهة : بعد هروب القيادات وصلت القنيطرة إلى مركز قيادة الجيش فلم أجد أحدا من القادة لقد هربوا جميعا بأمر انسحاب رسمي ، فأخذت أحرق وأدمر في الوثائق الموجودة ، وأتألم إلى الاسلحة والدبابات المرمية في الطرقات ؟؟؟

أدركت حينها أن الجولان سلمت وبيعت لقاء الحفاظ على كرسي الحكم ؟؟؟؟

فالجولان أمنع جبهة في العالم ولا يمكن أن تسقط الا بالخيانة فقط !!!! 

وزير خارجيتنا قال : ليس مهما أن تسقط دمشق ، وحمص ، وحلب !!! 

فهذه أرض يمكن تعويضها ، وأبنية يمكن إعادتها ؟؟؟

أما إذا قُضي على حزب البعث فكيف يُعوض وهو أمل الأمة العربية ؟؟؟؟؟؟؟؟

وسقطت القيم التقدمية في قلوب الناس ، وسقطوا في عين العرب ؟؟؟؟

وعاد كثير من العرب إلى إسلامهم يبحثون فيه عزتهم وكرامتهم المهدورة !!!

وانتشر التدين بين الشباب لأنه ضد التقدمية ، وانمسخ مفهوم القومية العربية !!!

وسقط العبد الخاسر عبد الناصر من قلوب كثير من محبيه !!!

وتلقت الصحوة الإسلامية دفعة قوية إلى الأمام بعد الهزيمة ، 

وزاد إقبال القارىء العربي للكتاب الاسلامي بعد نكسة حزيران التي دُمر فيها عند ساعات الفجر ٦٠٠ طائرة عسكرية ، أجل ستمائة لأن ضباط مصر وطياريها كانوا في حفلة سُكر ورقص وطرب استمرت حتى الفجر ، أقامها لهم الجاسوس الصهيوني ( باروخ ) ؟؟؟

كوهين في دمشق ، وباروخ في مصر ؟؟

وأمة عربية واحدة 

ذات رسالة خالدة

 ووحدة حرية اشتراكية !!!! 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير