في ذكرى النكبة الفلسطينية ..

في ذكرى النكبة الفلسطينية ..

علي القحوم

[email protected]

اليوم يحيي الشعب الفلسطيني المظلوم ذكرى يوم النكبة الفلسطينية حينما احتلت الصهيونية 78% من ارض فلسطين في تاريخ 15/ 5 / 1948 هـ .. حيث شرد من الفلسطينيين ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين .. وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية .. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية ..

في المقابل هذا اليوم يعتبر محطة لمراجعة الحسابات تجاه الصراع العربي الإسلامي مع الاستكبار العالمي المتمثل في أم الإرهاب أمريكا وإسرائيل ومشروعهم الاستعماري الذي تعمل فيه إسرائيل جاهدة على أن تمحو مركزية القضية الفلسطينية في الأوساط العربية والإسلامية ومحو المعالم الإسلامية .. فإسرائيل تعتبر السرطان الخبيث في جسد الأمة ولابد من إزالتها وهذا يتأتى من خلال التوحد العربي والإسلامي ونبذ الخلافات والوقوف كالجسد الواحد ضد الأخطار التي تهدد هذه الأمة ومقدساتها ومعالمها الإسلامية .. ولهذا ينبغي التأكيد على أن القضية الفلسطينية مركز الصراع بين الحق والباطل ولم تكن فلسطين في يوما من الأيام محور صراع أي جهة أو مذهب أو فئة مع الشيطان الأكبر بل الصراع هو بين هذه الأمة وكل جحافل الكفر والطغيان وقوى الشر في هذا العالم ..

كما أن سقوط المشروع الاستعماري لقوى الاستكبار العالمي في العالم مرهون بنبذ كل الخلافات المشاكل التي زرعها هذا العدو في أوساط المسلمين والتي أبعدتنا عن محور قضيتنا واهتماماتنا وتشتيت قوانا واحراف مسارنا .. وترك كتاب الله القران الكريم الذي يمثل الحل في هذا الزمان فالعودة إليه ضرورية للخروج من هذا الواقع المزري والمظلم .. فالتوحد على أساس القران الكريم سيجعل هذه الأمة تقف على قدميها وتواجه كل التحديات وتزيل كل المخاطر .. فتعزيز نقاط التوحد والاتفاق والتفاعل الايجابي مع كل دعوات تعزيز الفكر الإسلامي وإحياء مبدأ الجهاد ضد أعداء الله وأعداء هذه الأمة..

فالواجب من كل فرد في هذه الأمة التفاعل والتحرك بمسؤولية تجاه قضايانا الكبرى من خلال التفاعل مع هذه الذكرى ومشاطرة الشعب الفلسطيني هذه الحادثة المؤلمة وتحويلها من مأساة إلى واقع عملي في إسقاط المشروع الصهيو الأمريكي وقطع الطريق أمام كل من يسعى لجعل هذا اليوم محطة للتفرقة والتقسيم والتشضي .. ولهذا يجب التوحد والتحمل المسؤولية الكبرى للخروج من هذا الواقع المظلم والمزري لهذه الأمة التي باتت تحت أقدام اليهود ..

فالحراك الشعبي في البلدان الإسلامية يدلل على مدى الوعي الذي قد وصلت إليه امة القرآن في التحرك والعمل للخروج من هذا الواقع والتحرر من العبودية والاستعمار فهذا هو زمن الشعوب وإرادة الشعوب حتما هي المنتصرة ..