درس في الوطنية من حكام سانغفوره

اخواني الكرام 

لا أدري لماذا بقيت ذاكرتي تختزن لقطات من أفلام  كرتون كان يعرضها التلفزيون السوري منذ أكثر من خمس وثلاثين عاماً. اللقطات تصور وبشكل مضحك وهزلي رجل وزوجته وكلبهما يعيشون معاً، كانت القياده في هذا البيت للزوجه ( واعتقد ان هذه هي القاعده :)  وإن كان الكثير لا يصرح بها 

فما أن يتحرك الرجل يميناً أو شمالاً إلا وترشه زوجته بكلمات تأنيبيه نابيه, فإن فتح باب الثلاجه أو جلس أمام التلقزيون أو تكلم بالتلفون إلا وكان المسكين يتلقى من صنوف التوبيخ تخرج من فم الزوجه رشاً  ودراكاً ، وعندما قررت الزوجه مغادرة البيت إلى مزين الشعر لإصلاح شعرها تنفس الرجل الصعداء إلا أن الفرحه لم تتم فإذا بالرجل يتلقى سيلآ من كلمات التعنيف على الهاتف عن كل ما يعمله في البيت ثانيه بثانيه.

وبعد طول تمحيص إكتشف الرجل أن الجاسوس وناقل الأسرار كان كلبهما والذي كان يتنقل بين البيت ومركز القياده بشكل متواصل ونشاط زائد يحصي على الرجل حركاته وسكناته.

إن تدخل الولايات المتحده في الشؤون العربيه سببه الرئيسي هو ان الحكام العرب إستمرأوا  دور الزوج المسكين  ففقدوا هيبتهم امام  شعوبهم مما إضطرهم للإعتماد على مخابرات الغرب لحمايتهم . ومن يقوم بواجب الحمايه فحق مكتسب له ان يفرض الاوامر بما فيها التدخل في أعبائنا اليوميه وهذا يعني انهم وظفوا كلبا يرافقهم ويتجسس عليهم  ليحصي   عليهم.

 كان على هؤلاء الحكام أن يتعظوا من واقعه صغيره وقعت في بلد صغير لاُيرى بالعين المجرده ولكنه بلد  حر وديموقراطي ويحترم شعبه جرت أيام الرئيس كلنتون .

الواقعه تقول أن الرئيس كلنتون حاول الضغط على حكام سنغافوره لإيقاف عقوبة بجلد شاب أمريكي مقيم فيها , ابوه رجل اعمال كبير - أكرر أمريكي وليس سنغافوري- لإنه وسّخ واجهة إحدى البنايات بالشخبطه على جدرانها بالأقلام الملونه، رفض حكام هذه الجزيره الصغيره هذا التدخل السافر علناً  حكاماً وقضاة وشعباً..واعتبروا تدخله اهانة لقضاة سنغفوره وحكامها وشعبها .فتم الحكم عليه ونُفذت العقوبه على مرأي من العالم  عرضت حتى على التلفزيون ورحل الشاب من البلاد بعدها بارادته .

 اعود بكم الى واقع اليوم . والمؤسف ان نقول وكمثال واحد انه لا تتجرأ دولة عربيه ولو كانت مسانده للشعب السوري من تسليم طلقة بندقية واحده لثوارنا ليدفعوا بها جرائم النظام السوري دون يرفعوا اصبع السبابه طالبين الإذن من الولايات المتحده..

هذا هو الفرق بين حكامنا  وحكام سنغفوره. ولهذا السبب يريد الغرب والشرق الاحتفاط بالمجرم الاسد فهو بحاجة ليرفع سبابته طالبا بالذهاب حتى لدورة المياه فهل بعد ذلك من خنوع  ولكن المارد السوري انتفض ولن يعود الى القمقم ابداً.

وسوم: العدد 698