ضرورة تدقيق أسماء الحارات في حلب القديمة

سولزبري

يدور على صفحات الفيس بين الفينة والأخرى جدال حول تسمية حارة من حارات حلب القديمة، يصل إلى حد تسفيه الآراء. يعود جزء من ذلك الخلاف إلى عدم التزام المتحاورين بمرجعية موحدة متفق عليها. ولتوضيح ذلك أضرب الأمثلة التالية:

حمدو مخاطباً عزو: كان سوق الجمعة من زمان يصير قدام بيت جدي في ساحة الملح.

يرد عزو: كلامك مهو صحيح ...في الكتاب الفلاني مكتوب إني كان يصير في حارة ألتونبوغا.

حمدو: إي لأ ما حزرت...ماشاالله قسم لابأس به من اللي عم يكتبوا هل أيام عمبشلفوا شلف... أنا كنت أشوفو بعيني في ساحة الملح.

والحقيقة أنهما يتحدثان عن نفس المكان ذلك أن تلك الحارة اسمها الرسمي (في قيود النفوس المسماة السجل المدني) ألتونبوغا بينما اسمها الشعبي ساحة الملح. نلاحظ هنا أن الاسم الرسمي أتى على اسم الجامع الأساسي في تلك الحارة، بينما وعلى النقيض سميت حارة أخرى قرب قاضي عسكر رسمياً باسم صاجليخان فوقاني وترك اسم الجامع الرئيسي فيها: هارون دادة، لاسمها الشعبي. 

كما قد يدور حوار خلافي من نوع آخر بين حمدو وعزو كما يلي:

حمدو: امبيرحة أخدتني نانتي لعند الشيخ أبوالجدايل في المزوّق ... قرالي وكتبلي في الشنق ..رحت عل بيت كتتلي نانتي مي في الشنق وشرّبتني ياها...اليوم حاسس حالي أحسن.

عزو: لك يازلمة إش عبتخرط ..هادا الشيخ محلّو جنب بيت خالتي في ساحة الملح.

حمدو: إي لا يااا! ..مابقي غير  تعلمنا اسم حارة أبوي وجدي.

 والحقيقة أن خلافهما لن ينشأ لو أدركا أن المزوّق حارة غير رسمية الاسم وأنها حارة فرعية من حارات ساحة الملح.

كما قد يخاطب حمدو صديقه عزو حداد قائلاً:

حمدو: صعي عزو نسيت أسألك؟ من شي جمعة التقيت عند سديقنا فخري بشخص اسمو هلال غزي... وقللي إني جدو أخو جدك...صعي؟

عزو: إي والله.

حمدو: شلون صار بقى؟ انت كنيتك حداد وهو كنيتو غزي؟ لك حتى قللي إني أبو جدك أجى على حلب من غزة؟

عزو: ياسيدي مهو صحيح...نحن أباً عن جد من حلب...ومسجلين في حارة بانقوسا...كانت كنيتنا عزي قامت أجت دبانة وقفت على حرف العين في النفوس ..عملتا ... صارت كنيتنا غزي.

حمدو: دي حاجتك خرط...أصلاً مافي بحلب حارة رسمية اسمها بانقوسا...بانقوسا تجمع حارات رسمية ...يعني مافي في النفوس سجل لحارة اسمها بانقوسا.

عزو: يفضح حريشك شقدّك شيطان...شلون نكتت هل شغلة ... هلّق انت إشلك في هل الحكايا؟

حمدو: بس للحقيقة ...ونص هل التعصب منك بكفّي...نازل لي من وقت ما تعرفت عليك لهلق على: فلان حياني وفلان حريتاني وفلان درعوزي.

أقترح وتلافياً للجدال في هذه المواضيع اعتماد مرجع موحد في تسميات الحارات. وأقترح أن يكون ذلك: الجزء الثاني من كتاب "نهر الذهب في تاريخ حلب" للعلامة الشيخ كامل الغزي، خصوصاً الطبعة الأولى ذات الدقة الأعلى.

وسوم: العدد 702