حواجز نظام الأسد “مصدر غير مشروع” لجمع المال من جيوب المدنيين

أضحت حواجز نظام الأسد وميلشياته من أهم مصادر “الثروة” لعناصرها، لا سيما تلك الفاصلة بين مناطق النظام والمعارضة، نتيجة فرض عناصر النظام مبالغ مالية على العابرين بين “الضفتين” دون رقيب أو قانون يحاسبهم.

أبو فؤاد، مدرس لا تزال تتبع لنظام الأسد في ريف إدلب، قضى شهرين في سجون النظام بعد أن تم اعتقاله على أحد حواجز النظام وهو في طريقه إلى حماة لقبض مرتبه الشهري، وفق ما ذكر لـ”أمية برس”.

اجتمع أبو فؤاد خلف القضبان مع أحد المسؤولين عن حاجز في منطقة السعن بريف حماة الشرقي، واعتقال الأخير نتيجة خلاف بينه وبين حاجز آخر في المنطقة، وفي حديث بينهما، قال مسؤول الحاجز للمدرس المعتقل “لا ندري أين نذهب بالمال، ما يقارب 4 ملايين ليرة سورية هي إيرادات الحاجز في اليوم الواحد”، وفق ما ذكر أبو فؤاد لـ”أمية برس”.

وبدوره لا يخشى “السجين المسؤول” منن اعتقاله، فهو يعلم أن “دية” ما اقترفت يداه رشوةٌ يدفعها للقاضي قدرهها 3 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 6 آلاف دولار أمريكي.

نشطت عمليات “الرشوة” و “الابتزاز” على حواجز النظام، مع ارتفاع مستوى التبادل التجاري والخدمي بين  المنطقتين، وعدم استغناء منطقة عنن الأخرى، ما دفع عناصر الحواجز استغلال ذلك وفرض مبالغ كبيرة على المتنقّلين بين الضفتين.

 ويبدو أن “الحصول على المال” أهم عند عناصر الحواجز، من أي اعتبارات أخرى، حتى وإن كان مطلوباً للنظام!!، كما أن المدنيين البسطاء الذين لا تدور حولهم شبهة أو شك معرضون أيضاً لعمليات “الاستغلال”، وفق ما ذكر أبو فؤاد.

“تستطيع إدخال من تريد إلى حماة من الطريق الشرقي “طريق أبو دالي” مقابل مبالغ مالية لكل حاجز، حسب الركاب الذين تقلهم” حسب ما قال محمد أبو عبدو, سائق تكسي، يعمل على نقل الموظفين أو المدنيين الراغبين الدخول إلى مناطق النظام أو العكس.

وأضاف أبو عبدو “في بلدة الطليسية في ريف حماة الشرقي ينتشر أكثر من 10 حواجز، وكل حاجز يتقاضى 1000 ل.س على المرور ولايتم النظر إلى الهويات مطلقاً”.

من جهته قال علي الإبراهيم، لـ”أمية برس” “أدفع 14 ألف ليرة سورية من مرتبي الشهري البالغ 26 ألف ليرة سورية أثناء ذهابي إلى حماة لاستلام راتبي الشهري، والمبلغ المدفوع يشمل المواصلات والرشوة المدفوعة على الحواجز”.

إلى ذلك، روى محمد أبو علي، 35 عاماً، قصته منتصف الشهر الماضي، أثناء ذهابه لاستلام راتبه من حماة، يقول أبو علي “دخلنا إلى مناطق قوات النظام من نقطة قلعة المضيق السقيلبية, وكان يركب معنا في “السرفيس” ثلاثة نساء يحملن بطاقات شخصية صادرة من محافظة حماة, وعند أحد الحواجز في مدخل مدينة السقيلبية, رأى العنصر في الحاجز البطاقات، فطلب خمسة آلاف ل.س من كل واحدة من النساء أمامنا جميعاً, وهدد برفع المبلغ إلى 10 آلاف ليرة سورية، فدفعت النساء المبلغ دون مجادلة!!”.

وبحسب أبو علي “أما باقي الركاب، وهم 10 أشخاص، دفع كل واحد منهم ألف ليرة سورية عن طريق السابق الذي اتفقنا معه مسبقاً على دفع مبلغ 14 ألف ليرة سورية عن ل شخص ليتعهد بتسهيل أمورنا مع الحواجز البالغ عددها 15 حاجز تقريبا”.

يبدو أن الحواجز الفاصلة بين مناطق النظام والمعارضة تتعامل وكأنها حواجز فاصلة بين دولتين، ما يزيد من طمعها في استغلال المسافرين!!.

أم محمد، 55 عاماً، من سكان ريف إدلب الجنوبي، تسافر إلى العاصمة دمشق، أي مسافة 400 كم تقريباً، لرؤية ولدها، قالت لـ”أمية برس” “المعاناة الأكبر عند الحواجز الفاصلة بين مناطق النظام والمعارضة، إذ يجب علينا أن ندفع مبالغ مالية بذنب أو دون ذنب لتلك الحواجز”.

وفي إحدى زياراتها مع ابنتها البالغة 16 عاماً، طلب عسكري على لاحاجز دفع مبلغ 500 ليرة سورية عن كل شخص، فامتنعت أم محمد، ولكنها اضطرت أن تدفع بعد أن أمر ابنتها من النزول من الباص، خشية أن يحلّ بابنتها مصيبة، وفق ما ذكرت لـ”أمية برس”.

أوضحت أم محمد أن تكاليف السفر من دمشق إلى إدلب، 20 ألف ليرة سورية، 10 آلاف منها أجور النقل، والباقي يتم دفعها على الحواجز.

ممارسات عناصر النظام المتمركزة على حواجزه مستمرة دون “محاسبة” من رأس النظام، وكأنها تغضّ الطرف عن عناصرها، لتترك لهم متنفساً أو ترغيباً للبقاء مع نظام خسر آلاف المقاتلين خلال سنوات الثورة السورية!!.

وسوم: العدد 703