الإجماع منعقد على وجوب الخلافة وشذ عنه الأصم وكل من به صمم

الإجماع منعقد على وجوب الخلافة

وشذ عنه الأصم وكل من به صمم

هشام عبد العاطي

خبر وتعليق

الخبر

نقلت بوابة الوطن الإلكترونية بتاريخ 23/4/2014م، ما قاله الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، من أن "السبب الرئيسي في حرب الفتاوى الموجود حاليًا بيننا، هو الإعلام المصري"، موضحًا أن الإعلام ساعد على ضخامة هذه المسألة، وأصبحت الفتاوى تدور في الماضي والحاضر. وأوضح برهامي خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "باختصار"، الذي يقدمه الإعلامي معتز بالله عبدالفتاح، أن الإسلاميين شاركوا في جميع الاستحقاقات الدستورية التي مرت بمصر بقوة، نافيًا أن يكون له رغبة في تحقيق الخلافة الإسلامية.

التعليق

إن ما ذكره برهامي أبرز رموز الدعوة السلفية في مصر، هو نفس ما ذكره الغنوشي أبرز رموز الإخوان في تونس، بل زاد عليه بقوله: "إن الدعوة إلى الخلافة فكر متشدد"، ومن قبلهما المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة، حيث نقلت عنه جريدة النهار اللبنانية على موقعها على الفيسبوك بتاريخ 11 شباط/فبراير2013 قوله: "نحن مع الدولة المدنية وهذا قرار نهائي".

هذه هي الخلافة في عيون من يفترض فيهم أنهم دعاة إلى الله وحماة لهذا الدين!، فبماذا يختلف هذا الكلام عما يردده دعاة العلمانية وأزلام الغرب في بلاد المسلمين؟!.

 ونحن نقول لهم ناصحين مذكرين؛ إن الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعا في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وإقامتها فرض على كل مسلم [من كتاب نظام الحكم في الإسلام للعلامة تقي الدين النبهاني]، وإن لم تكونوا قرأتم كتاب النبهاني، فهل خفي عليكم قول إمام الحرمين الجويني رحمه الله في كتابه غياث الأمم: "الإمامة رياسة تامة وزعامة عامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا متضمنها حفظ الحوزة ورعاية الرعية وإقامة الدعوة بالحجة والسيف"، والذي رد على الأصم الذي تفرد بإنكاره للخلافة بقوله: "وهو مسبوق بإجماع من أشرقت عليه الشمس شارقة وغاربة واتفاق مذاهب العلماء قاطبة، أما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأوا البدار إلى نصب الإمام حقا وتركوا بسبب التشاغل به تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه"، أم أنكم أصابكم صمم الأصم.

لقد أصم عن نصوص الشريعة كل من أنكر الخلافة، وقد حوتها نصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: )وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ(، وعلى هذا أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم البيعة من أصحابه، ومن بعده الراشدون الأربعة مجمعون ومن معهم على وجوب البيعة لإمام على الكتاب والسنة، إمام واحد وإن تباعدت الأقطار قال صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» [رواه مسلم]، فأين أنتم من تلك النصوص وغيرها أم زاغت عنها الأبصار؟!.

إن الخلافة هي الطراز الخاص للمسلمين في الحكم، فإن كنتم لا ترغبون فيها وترونها تشدداً فبأي دولة ونظام حكم ترغبون؟، أترغبون بدولة تفصل دينكم عن دنياكم (ديموقراطية، مدنية، علمانية، ليبرالية، وطنية، قومية)؟، أم تريدون إحياء دولة تنكر الدين وتعتبره أفيون الشعوب (إشتراكية، شيوعية)، فتلك بعض أسمائها، إذ لا ثالث لهذين النظامين الكفريين، ولا تعرف الدولة في الإسلام شكلا إلا الخلافة التي دامت تعمر الأرض وتنشر الإسلام في ربوع المعمورة على مدار ثلاثة عشر قرنا حتى تكالبت عليها الأمم فأسقطتها، فبكت عليها منابر ومآذن، فعار عليكم أن تكونوا معاول هدم في يد الغرب يهاجم بها مفاهيم الإسلام للحيلولة دون نهضة الأمة بإسلامها!، ولكن هيهات فالأمة قد تعافت وها هي تستند على أكتاف المخلصين الواعين من رجالها محاولةً النهوض، وستقف عما قريب شامخةً بنص وعد الله وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحذروا أن تكونوا مع من ستحصدهم دولة الخلافة حصداً.

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).